الطب الكلي ( Holistic medicine )
الطب الكُلِّي ويطلق عليه أيضًا الطب الشمولي، منهج للعناية بالصحة، يقوم على الاعتقاد بأن هناك عوامل كثيرة يمكن أن تؤثر على صحة الإنسان. وتشمل هذه العوامل عوامل الوِراثَة، والتَّغذية، والنَّشاط الجسمانيّ، والإجهاد، والعلاقات الأسرية، والعناية الطبية وأحوال المعيشة، والعمل، وقد يكون أحد هذه العوامل هو الأكثر أهمية لشخص مُعَيَّن.
ويختلف التركيز في الطبّ الكُلِّي عن الطب الملتزم، الذي يركز أساسًا على معالجة مرض محدد، إذ يركز الطبُّ الكُلِّي على الوقاية من المرض والعلاج منه، ولا تُستَعْمل بعضُ وسائله في التشخيص والعلاج ـ عادة ـ في العلاج الطِّبي التَّقليدي. وعلى سبيل المثال، يلجأ الأطباء الذين يزاولون الطب الكلي إلى استخدام وسائل علاجيَّة كثيرة، فضلاً عن العقاقير والتدخل الجراحي.
تشمل هذه الوسائل الوخز بالإبر والعلاج بالأعشاب، والتنويم المغنطيسي، وعلاجات الاسترخاء. والأطباء الكُلِّيُّون يحاولون ألاَّ يعتمد مرضاهم كثيرًا على العقاقير.
يمارس كثير من الأطباء والنفسانيين والمتخصصين في الرعاية الصحية الطب الكلي.
ويؤكد ممارسو الطب الكلي مسؤولية المريض في تحقيق أفضل صحة ممكنة، والمحافظة عليها. ويساعدون المرضى على تناول الطعام الجيد، واكتساب العادات السليمة. ويمكن كذلك أن يعلِّموا المرضى وسائل مختلفة للمحافظة على صحتهم. على سبيل المثال، يمكن للمريض أن يَتَعَلَّم السيطرة على العمليات الجسمانية غير الإرادية، مثل معدل ضربات القلب، عن طريق أساليب الاسترخاء والتأمل والاسترجاع الحيويّ.
وفكرة العلاج الكُلِّي للصحة قديمة قدم الطب نفسه. فالعلاج الطِّبِّي الجيِّد يشتمل دائمًا على عناصر من الطب الكُلِّي، فبعد أوائل القرن العشرين اكتسب هذا الطب اهتمامًا متزايدا في كثير من البلدان الصناعية. وقد نما هذا الاهتمام لأن الكثيرين بدأوا يدركون أن معظم الأمراض الشائعة، غير المعدية، بما فيها السرطان وأمراض القلب، لها علاقة بأنماط حياتيَّة معينة، وعادات شخصية، مثل التدخين ونظام الطعام.