هوبز، توماس ( Hobbes, Thomas )
توماس هوبز |
تأثر هوبز بتطورين حدثا في زمانه، أولهما، النظام الجديد لعلم الطبيعة الذي كان جَالِيليُو وآخرون يحاولون التوصل إليه. وقد استنتج من أفكارهم أن المادة وحدها هي الموجودة، وأن أي شيء يحدث يمكن التنبؤ به وفقًا لقوانين علمية دقيقة. واعتقد الكثيرون في زمانه أن نظرته أنكرت وجود الله، والروح الإنسانية الحرة الخالدة، ولكنه نفى ذلك.
وكانت الحرب الأهلية الإنجليزية هي المؤثر الكبير الآخر على فكره، وقد انتهى إلى أن الناس أنانيون، وأن أشد ما يحركهم هو الرغبة في القوة والخوف من الآخرين، وهكذا تكون أرواحهم فقيرة، رديئة، بوهيمية، ومحدودة مالم يجدوا سيدًا قويًا يحكمهم. وقد صدمت هذه الآراء معاصريه.
تأثير هوبز:
برغم أن علوم الطبيعة ليست مادية جدًا، كما بدت أيام هوبز، وبالرغم من أن الدوافع الإنسانية أشد تعقيدًا مما ظن، إلا أن تأثيره مايزال مستمرًا. لقد أثار أسئلة أساسية ومتحدية عن العلاقات بين العلم والدين النصراني، والعلاقة بين الفكر والعمليات الفسيولوجية التي يقوم عليها، وطبيعة القوة السياسية وحدودها. وماتزال القضايا التي أثارها تشغل الناس بالبحث عن حل لها.حياته:
ولد هوبز في وست بورت وهي الآن جزء من مالمسبيزي في إنجلترا. وتلقى تعليمه في جامعة أكسفورد، وعمل سكرتيرًا للسير فرانسيس ميكون ومعلمًا لوليم كافنديش الذي حمل بعد ذلك لقب إيرل ديفونشاير.وقد سافركثيرًا مع كافنديش، والتقى بكثير من الفلاسفة والعلماء الأوروبيين، وخلال الحرب الأهلية فر إلى القارة الأوروبية.
وقد علّم أمير ويلز الرياضيات لفترة قصيرة. و هو الأمير الذي أصبح فيما بعد الملك تشارلز الثاني. ومع أن هوبز عاد إلى إنجلترا في عهد أوليفر كرومويل، فقد اتخذه تشارلز الثاني صديقًا عندما صار ملكًا عام 1660م.