الرئيسيةبحث

أبقراط ( Hippocrates )


☰ جدول المحتويات


أبقراط (460-380 ق.م). طبيب إغريقي قديم مشهور، زاول الطب في جزيرة كوس اليونانية. ظلَّ، لمدة طويلة بعد موته، أكثر الأطباء شهرة في الطب القديم. وتأتي شهرته على الأرجح نتيجة ما يقرب من 80 مؤلَّفًا طبيًا مجهولة المؤلف، صارت جزءًا من مكتبة الإسكندرية بعد عام 200 قبل الميلاد تقريبًا. وقد نسبت هذه الأعمال إلى أبقراط ،وصارت تعرف بين الباحثين باسم المجموعة الأبقراطية الكاملة. ومع ذلك لا يمكن إثبات أن أي مؤلَّف من هذه المؤلفات الأبقراطية قد كتبه أبقراط بالفعل.

يُلقَّب أبقراط عادة بأبي الطب. وقد نبع هذا اللقب من كتابات جالينوس، وهو طبيب كبير، عاش أثناء القرنين الثاني والثالث الميلاديين. واعتقد جالينوس أن حياة وخبرة أبقراط تمثِّل أفضل ما في الطب. وعلى سبيل المثال، جزم أبقراط في الرسالة المنسوبة إليه المسماة طبيعة الإنسان، بأن المرض يسببه عدم اتزان أربعة أخلاط في الجسم: الدم، السوداء، الصفراء، البلغم. وساد هذا الاعتقاد في جميع النظريات الخاصة بالمرض حتى أواخر القرن التاسع عشر. ويرجع الفضل إلى جالينوس في تقديم قََسََم أبقراط نموذجًا أخلاقيًا لمهنة الطب. ومازال طلاب الطب، عند تخرجهم، يقسمون قسمًا يصاغ على غرار نَصّ قسم أبقراط. فقد نص القسم الطبي الذي أقره المؤتمر العالمي الأول للطب الإسلامي على صيغة للقسم هي:

" بسم الله الرحمن الرحيم. أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي. وأن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال، باذلاً وسعي في استنقاذها من الموت والمرض والألم والقلق، وأن أحفظ للناس كرامتهم، وأستر عوراتهم، وأكتم سرّهم. وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلاً رعايتي الطبية للقريب والبعيد، الصالح والطالح، والصديق والعدو. وأن أثابر على طلب العلم، أسخِّره لنفع الإنسان لا لأذاه. وأن أوقر من علمني، وأعلّم من يصغرني، وأكون أخاً لكل زميل في المهنة الطبية في نطاق البر والتقوى. وأن تكون حياتي مصداق إيماني في سري وعلانيتي، نقياً مما يشينني أمام الله ورسوله والمؤمنين. والله على ما أقول شهيد"

وقد تحدَّى الطب الأبقراطي أساليب الكثير من الأطباء، الذين كانوا يستخدمون السحر والشعوذة في علاج المرض. فقد أوضح أن للأمراض أسبابًا طبيعية، ولذا يمكن دراستها وعلاجها طبقًا لطبيعة عمل أجسام الكائنات. وفي ظل الطب الأبقراطي يمكن لطبيب متمرِّس أن يعالج المرض من خلال معرفته المكتسبة من الكتابات الطبية، أو الخبرة، ومازال الطب الحديث يقوم على هذا الافتراض.

أما حياة أبقراط، فالمعروف عنها ـ على وجه اليقين ـ قليل، وتُعزى الحقائق المزعومة بشأن مولده وخبراته الطبية، وموته إلى الخرافات أو الأساطير أكثر مما تعتمد على الدليل الحسي. وأقدم سيرة معروفة عنه هي حياة أبقراط، التي كتبها سورانوس، وهو طبيب روماني. ونُشر هذا الكتاب عام 100 ميلادية تقريبًا، أي بعد أكثر من 400 عام من وفاة أبقراط.

قَسَم أبقراط:

أقسم بالطبيب أبولو وأسكليبيوس وهيجيا وبانكيا وجميع الأرباب والربات وأشهدهم، بأني سوف أنفذ قدر قدرتي واجتهادي هذا القسم وهذا العهد. وأن أجـعل ذلك الذي علَّمني هذا الفن في منزلة أبويّ، وأن أعيش حياتي مشاركًا إياه، وإذا صار في حاجة إلى المال أن أعطيه نصيبًا من مالي، وأن أنظر بعين الاعتبار إلى ذريته تمامًا كنظرتي إلى إخواني وأن أعلمهم هذا الفن ـ إذا رغبوا في تعلمه ـ دون مقابل، وأتعهد أن أعطي نصيبًا من التعاليم الأخلاقية والتعليمات الشفهية وجميع أساليب التعليم الأخرى لأبنائي ولأبناء الذي علَّمني وللتلاميذ الذين قبلوا بالعهد وأخذوا على أنفسهم القسم طبقًا لقانون الطب، وليس لأي أحد آخر.

ولن أعطي عقارًا مميتًا لأي إنسان إذا سألني إياه، ولن أعطي اقتراحًا بهذا الشأن. وكذلك لن أعطي لامرأة دواءً مجهضًا. وسوف أحافظ على حياتي وفني بطهارتي وتقواي.

ولن أستخدم الموسى حتى مع الذين يعانون من الحصوات داخل أجسامهم. وسوف أتراجع لمصلحة الرجال المشتغلين بهذا العمل.

وأيا كانت البيوت التي قد أزورها، فإنني سأدخل لنفع المريض، على أن أظل بعيدًا عن جميع أعمال الظلم المتعمَّد، وجميع الإساءات وبخاصة العلاقات الجنسية سواء مع الإناث أو مع الذكور أحرارًا كانوا أو عبيدًا.

وسوف أظل حريصًا على منع نفسي عن الكلام في الأمور المخجلة، التي قد أراها أو أسمعها أثناء فترة المعالجة وحتى بعيدًا عن المعالجة فيما يتعلق بحياة الناس، والتي لايجوز لأحد أن ينشرها.

فإذا ما وفيت بهذا القسم ولم أحِدْ عنه، يحق لي حينئذ أن أهنأ بالحياة وبالفن الذي شَرُفت بالاشتهار به بين جميع الناس في جميع الأوقات ؛ وإذا ما خالفت القسم وأقسمت كاذبًا، فيجب أن يكون عكس هذا نصيبي و جزائي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية