الرئيسيةبحث

الهايلاند، إقليم ( Highland Region )



فورت وليم مركز سياحي في إقليم الهايلاند. والبلدة قريبة من بن نيفز أعلى جبل في بريطانيا.
الهايلاند، إقليم. يشتمل إقليم الهايلاند على مساحة واسعة في شمالي أسكتلندا. ويوجد في هذه المنطقة أعلى جبل في بريطانيا، وهو جبل بن نيفز، وأعمق بحيرة وهي بحيرة موراد، وفيها أبعد نقطة على الأرض البريطانية من جهة الشمال وهي رأس دُنِت، وأبعد نقطة من جهة الغرب وهي نقطة آردنمورخان.

تأسس إقليم الهايلاند عام 1975م على إثر إعادة تنظيم الحكومة المحلية في أسكتلندا. ويشمل الإقليم جزءًا واسعًا من منطقة الهايلاند بأسكتلندا. وكانت المساحة التي يشملها الإقليم حاليًا مقسمة قبل ذلك إلى مقاطعات منفصلة بعضها عن بعض. وقد أعيد تنظيم الإقليم مرة ثانية عام 1996م بوصفه إدارة مركزية.

السكان ونظام الحكم

اضطرت ظروف المعيشة الصعبة وانتشار البطالة كثيرًا من أهل المنطقة على مغادرتها حتى الستينيات من القرن العشرين. تحسن الوضع الاقتصادي منذ ذلك الوقت وبدأ النمو السكاني. يبلغ عدد سكان الإقليم حسب إحصاء عام 1991م 209,419 نسمة. يتكلم نصف سكان الإقليم اللغة الغيلية، غير أن هذه اللغة أخذت بالتراجع في معظم الأجزاء.

العادات والترويح:

مازالت هناك بعض العادات الغيلية السائدة في إقليم الهايلاند مثل السيليد والمود. والسيليد ترويح عن النفس في أمسيات الشتاء بمصاحبة الموسيقى والغناء العفوي ورواية القصص. أما المود فهي مباريات في الشعر والنثر والموسيقى. والزي التقليدي في الهايلاند يشتمل على الطرطان، وهو قماش صوفي مقلم بخطوط مختلفة الألوان، والبليد، وهو نسيج مربع النقوش، والكلتية وهي تنورة ذات ثنيات طويلة.

ومن الألعاب الوطنية التي تمارس في إقليم الهايلاند لعبة كرة القدم. وتشتمل الألعاب الترويحية التقليدية على صيد السمك ولعبة الجولف، وهي لعبة شعبية شائعة في الإقليم كافة.

الحكومة المحلية:

تنقسم إلى ثماني مقاطعات إدارية هي بادنوك وستراتسبي وكيثنس وإنفرنيس ولوخابر ونيرن على إقليم المرتفعات إضافة إلى أوركتي وشتلاند والجزر الغربية وتتمركز المحاكم في إنفرنيس.

الاقتصاد

الزراعة والحراجة:

يضمُّ إقليم الهايلاند أقل الأراضي الزراعية البريطانية خصوبة. وتنتشر مزارع الأغنام في التلال. وتُزرع الحبوب ولاسيما الشعير في أراضي كيثنس المنخفضة وعلى امتداد موراي فيرث، كما ينتج المزارعون الألبان. ويتم إنتاج البطاطس في الجزيرة السوداء ذات التربة الخصبة. وتمارس الزراعة بكثرة في الطرف الغربي من الإقليم بوساطة صغار المزارعين، كما تغطي الغابات أكثر من 10% من مساحة الأرض. ومن الأنشطة الرئيسية صيد الغزلان بمعدل 25 ألفًا في السنة من مجموع عدد الغزلان الذي يقدر بـ 150 ألفًا.

صيد السمك:

الموانئ الرئيسية لصيد السمك هي ماليج وكينلوخ برفي وأولابول و ويك التي تنتج حوالي ربع ما تنتجه مصايد أسكتلندا في السنة. ويتم إنشاء مزارع السمك لتربية وإنتاج السالمون والمحار بصفة خاصة.

الصناعة:

توجد مصانع لصهر المعادن تنتج الألومنيوم في فورت وليم وكينلوخ ليفن، كما يوجد مصنع لإنتاج الورق في فورت وليم ومفاعل للطاقة الذرية في دونري. وتوجد مصانع لإنتاج المعدات الخاصة بصناعة النفط في بحر الشمال، في المناطق المحيطة بكرومارتي فيرث وموراي فيرث وهي تنمو بسرعة. ومن الصناعات الأخرى الموجودة في المنطقة توليد الطاقة الكهرومائية والنسيج والحياكة.

السياحة:

تشكل السياحة جزءًا كبيرًا من اقتصاد الإقليم وأهم المراكز السياحية هي فورت وليم و إنفرنيس. وتُعدّ أفيمور مركز الرياضات الشتوية، وتزداد رياضة التزلج على الجليد شعبية بصورة مستمرة.

النقل والاتصالات:

حركة النقل محدودة بسبب وعورة المنطقة الجبلية. ويوجد القليل من الطرق وخطوط السكك الحديدية. غير أن الطرق قد تحسنت بالتدريج خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين. وتؤدي حركة النقل الجوي رغم قلتها دورًا مهمًا في النقل الداخلي.

أما خدمات الاتصالات كالتلفاز والهاتف فهي غير متوافرة في بعض المناطق النائية، إلا أنه توجد في الإقليم 12 صحيفة أسبوعية محلية ومحطة إذاعة محلية لهيئة الإذاعة البريطانية. وتبث محطة إذاعة هايلاند من إنفرنيس باللغتين الإنجليزية والغيلية. وتذيع محطة نان إيليان التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية برامج باللغة الغيلية في ستورنودي في الجزر الغربية، وهذه البرامج موجهة كذلك إلى إقليم الهايلاند. وتوجد محطة إذاعة محلية مستقلة باسم إذاعة موراي فيرث تخدم منطقتي موراي فيرث وإنفرنيس.

السطح

الموقع والمساحة:

يؤلف إقليم الهايلاند الجزء الشمالي من أسكتلندا. ويحده من الغرب والشمال المحيط الأطلسي ومن الشرق بحر الشمال، وإقليم جرامبيان من الجنوب الشرقي وتايسايد وستراثكلايد من الجنوب. والمسافة القصوى من الشمال إلى الجنوب حوالي 215كم، والمسافة القصوى من الشرق إلى الغرب متضمنة جزيرة سكاي 185كم. ومساحة الإقليم 25,120 كم².

مظاهر السطح:

كثير من المناظر الخلابة في إقليم الهايلاند نحتتها الأنهار الجليدية، ويقع كثير من بحيرات الإقليم في وديان تآكلت بفعل تلك الأنهار الجليدية. وتشاهد فجوات عميقة على خط الساحل حيث تسبب فيضان مياه البحر في إحداث وديان جليدية أخرى. وتتألف الأراضي المنخفضة من الجزء الشمالي من الإقليم والأراضي الواقعة على امتداد موراي فيرث في الشرق. وبقية الإقليم هي الأراضي المرتفعة التي يقسمها وادي جلن مور الواسع الذي يمتد نحو الشمال الشرقي. ويقع بن نيفز أعلى جبل في بريطانيا قريبًا من جلن مور ويبلغ ارتفاعه 1343م.

الأنهار والبحيرات:

أكثر أنهار الإقليم صغيرة، وأكبر الأنهار نهرا جلاس و سبي اللذان يصبان في بحر الشمال. ويوجد عدد كبير من البحيرات منها بحيرة نس.

المناخ:

يتفاوت المعدل السنوي لسقوط الأمطار تفاوتًا كبيرًا إذ يبلغ 500 ملم في الشرق بينما يبلغ حوالي 5,000 ملم في الغرب. وكثير من البخار المتكثف يسقط ثلجًا على الجبال. ويتراوح معدل درجات الحرارة بين 3 و5°م في شهر يناير وبين 12 و15°م خلال شهر يوليو عند مستوى سطح البحر. ويكون الجو شديد البرودة في المناطق الجبلية.

نبذة تاريخية

ارتحلت قبيلة كانت تُسمى سكوتس من أيرلندا في القرن الخامس الميلادي إلى أسكتلندا لإنشاء مستعمرة في الزاوية الجنوبية الغربية من المرتفعات. وبالتالي انتشرت لغة سكوتس الغيلية وثقافتها في الإقليم تدريجيًا. وتعرضت أجزاء مختلفة من الإقليم إلى عدة هجمات من الفايكنج بين القرنين الثامن والثاني عشر الميلاديين. وأصبحت كيثنس وقسم كبير من الأراضي الواقعة على الساحل الغربي جزءًا من مملكة الفايكنج في الجزر.

وفي القرن الخامس عشر الميلادي، حدث تطور في بنية المجتمعات القبلية وساد النظام القبلي في المرتفعات لمدة 400 عام. لكن هذا النظام انهار تقريبًا في أعقاب هزيمة الأمير شارلي وقواته في المرتفعات في معركة كلودن سنة 1746م. وعلى إثر هذه الهزيمة، لم يكن يسمح لأهل المرتفعات بحمل السلاح أو ارتداء الطرطان والملابس التقليدية الأخرى، وأصبح زعماء القبائل مُلاكًا للأراضي.

مُدَّت الطرق في الإقليم خلال القرن الثامن عشر الميلادي، وسهلت الاتصالات وبدأ أصحاب الأراضي بتربية الأغنام على التلال، وأجلوا كثيرًا من السكان عن أراضيهم، لكي يحولوها إلى حقول للأغنام. وقد هاجر الكثيرون واندفع آخرون للعمل في المناطق الصناعية المتنامية في أسكتلندا الوسطى واستقر غيرهم في المزارع الصغيرة الواقعة على الساحل.

خلال القرن التاسع عشر، كان الكثير من صغار المزارعين يعتمدون في غذائهم على محصول البطاطس الذي كان يتعرض أحيانًا إلى الآفات الزراعية. وقد دفع تعاطف الجمهور مع صغار المزارعين الذين عانوا هذا المأزق الحكومة إلى تعيين لجنة خاصة لدراسة أحوالهم. وقد بينت اللجنة في تقريرها بأن المنطقة تعاني الفقر والإيجارات المرتفعة وقلة تسهيلات النقل. وقد تم تصحيح أوضاع صغار المزارعين بالقضاء على كثير من المشكلات بالقانون الصادر سنة 1886م، وأمكن بذلك إنقاذ الزراعة في المنطقة من الانهيار.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية