هيث، إدوارد ( Heath, Edward )
إدوارد هيث. |
توالت بعد ذلك سلسلة من الهزائم الانتخابية لحقت بحزب المحافظين في الانتخابات التي جرت عامي 1974م و1975م، وهو ما أدى إلى اختيار زعيمة جديدة لحزب المحافظين، وهي مارجريت ثاتشر. وكان هيث واحداً من الزعماء القلائل لحزب المحافظين الذين لم يرثوا ثروات طائلة، أو يحظوا بالعديد من المزايا.
ولد إدوارد ريتشارد جورج هيث، في مدينة برودسيترز بمقاطعة كنت، وكان أبوه يعمل نجارًا والتحق بمدرسة تشيزم الثانوية، حيث حصل على منحة دراسية أهلته للالتحاق بكلية باليوم بجامعة أكسفورد. وفي الجامعة أصبح هيث عضواً نشطاً بحزب المحافظين، وفي عام 1939م انتخب رئيساً لاتحاد أكسفورد، وهو أحد منتديات النقاش السياسي الرائدة في بريطانيا. وخلال الحرب العالمية الثانية، خدم هيث في سلاح المدفعية الملكية راميًا لإحدى قطع المدفعية، وشارك في العمليات العسكرية التي جرت في فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وتدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة ميجور (رائد). كما خدم أيضًا في الجيش الإقليمي، الذي تم إنشاؤه بعد الحرب، في رتبة مقدم حيث أسهم حينذاك في قطاع الدفاع المدني.
دخل هيث إلى مجلس العموم البريطاني في عام 1950م، ممثلاً لحزب المحافظين عن دائرة بكسلي بمقاطعة كنت. وظل يشغل هذا المقعد حتى تعديلات الحدود، التي وقعت عام 1974م. وعندها انتقل هيث، ليشغل مقعد مقاطعة سيدكب القريبة منه. وسرعان مابزغ نجم هيث السياسي، وقطع خطوات سريعة، وشغل مناصب مهمة، في حكومات المحافظين في الفترة من 1951 إلى 1955م. وفي عام 1955م أصبح رئيس أمانة التصويت، المسؤول عن تنظيم أعمال التصويت والإدلاء بالأصوات بالنسبة لحزب المحافظين. وفي عام 1959م انضم إلى الوزارة وزيرًا للعمل. وفي الفترة مابين 1960م و1963م، كان هيث كبير المفاوضين في الفريق البريطاني، المكلف بالسعى لضم بريطانيا للمجموعة الأوروبية الاقتصادية، وهي المهمة التي لم يكتب لها النجاح. ★ تَصَفح: الاتحاد الأوروبي. وفي عام 1963م تم تعيينه وزير دولة للصناعة، ولكن حزب المحافظين اضطر للتخلي عن الحكم في العام التالي.
وفي عام 1965م، أصبح هيث أول زعيم لحزب المحافظين، ينتخب بالإجماع من جانب أعضاء الهيئة البرلمانية. وأعقب ذلك هزيمته في الانتخابات القومية التي جرت عام 1966م.
ولكن ارتفاع معدلات التضخم الاقتصادي، والفوضى العامة، التي تزايدت معدلاتها بصورة خطيرة، هذا كله عجل بصعود هيث لمقعد رئاسة الوزارة، بعد فوز حزب المحافظين في انتخابات 1970م.
وفي عام 1971م، واصلت حكومة هيث، سياسة احتجاز الأعضاء المشبوهين من الحزب الجمهوري الأيرلندي المتطرف، في أيرلندا الشمالية. ثم انضمت بريطانيا إلى المجموعة الأوروبية الاقتصادية عام 1973م، بأغلبية ضئيلة في نتائج الاقتراع على الانضمام. ثم قامت حكومة هيث بإنشاء محكمة العلاقات الصناعية التي أصبح لها سلطة إصدار أحكام بالقبض على أعضاء النقابات التجارية، الذين يتزعمون الإضرابات غير المصرح بها، وسجنهم.
وأثناء إضراب قومي، قام به عمال مناجم الفحم في شتاء عام 1973م، قرر هيث اقتصار العمل في الأنشطة الصناعية، على ثلاثة أيام عمل في الأسبوع، بدلاً من خمسة. وفي أوائل عام 1974م، دعا هيث لإجراء انتخابات برلمانية، بيد أن حزب المحافظين خسر الأغلبية، بفارق ضئيل، لصالح حزب العمال. وعندما استعاد المحافظون السلطة في عام 1979م بزعامة مارجريت ثاتشر ظل هيث عضواً بمجلس العموم، ولكنه رفض الانضمام للوزارة. ثم نشط هيث سعياً وراء جعل بريطانيا تندمج أكثر في نشاط المجموعة الأوروبية (الاتحاد الأوروبي)، ودعا لانتهاج سياسات جديدة لتقليل البطالة. وقد قام هيث بطباعة عدة كتب منها كتاب أمة واحدة عام 1950م، وكتب عن فن الملاحة والموسيقى والسفر. منح هيث لقب فارس عام 1992م، وأصبح يعرف بالسير إدوارد هيث.