جبتا، أسرة ( Gupta dynasty )
جُبْتا، أسرة. أسرة جبتا مجموعة حكام حكموا في جنوب الهند من حوالي عام 320 إلى 500م. وتُعْتبر الفترة الجُبْتِية العصر الذهبي للهند، فقد بلغ الأدب والنَّحت وبعض الفنون الأخرى في هذه الفترة شأنًا، لم تبلغه في الهند بعد ذلك قطُّ.
ظهور السُّلالة وسقوطها:
بدأت السُّلالة في أسرة من ملاك الأرض الأغنياء الذين سيطروا على ماجادْها، وهي مملكةٌ صغيرة في وادي الجانج. وأصبحت باتا لُبْترا (عاصمة ماجادها) عاصمة للمملكة الجبتية. وقد أسَّس تشاندراجوبتا الأول، الذي قاد من حوالي عام 320 إلى 330م حُكْم سلالة جبتا وسيطر على أراضٍ إضافية من خلال الزِّيجات. وكذلك سيطر سامودراجوبتا، الذي حكم من حوالي عام 330م إلى 375م، وخلفه تشاندراجوبتا الثاني، الذي حكم حتى حوالي عام 415م، مناطق إضافية كثيرة، خصوصاً في جهتي الغرب والجنوب. وبعد عام 450م، كان الهُون في وسط آسيا يهاجمون المملكة من وقت لآخر. وهزم سكانداجبتا، الذي استمر حكمه من حوالي عام 454م حتى 467م، الغزاة الهون الأوائل. لكنَّ الهون استطاعوا في النهاية اختراق تحصينات الجبتا في حوالي عام 500م واستولوا على معظم شمال الهند. لكن دويلاتٍ صغيرةٍ للجبتا ظلَّت باقيةً في شرقيّ الهند حتى منتصف القرن السادس.على الرغم من أن الجبتا يُدْعون بلقب الأباطرة، فإن إمبراطوريتهم كانت غير محكمة التأسيس. وكانوا يسيطرون مباشرة على وادي الجانج ؛ لكن المناطق النائية كانت تتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلال، مادامت خاضعةً بالولاء لملوك الجبتا. وحتى في وادي الجانج، كانت القرى والمدن، تختار موظفيها الخاصِّين وتدير شؤونها الخاصة.
الحياة الثقافية تحت حكم الجبتا:
كانت هذه الحياة مدعومةً من قِبَل الطبقات العليا الثّرية في المدن. وفي خلال حكم الجبتا، اكتسبت الموسيقى والرَّقص الأشكال المعقَّدة التي أصبحت أساس الموسيقى الهندية الكلاسيكية اليوم. وقد أصبح النَّحتُ الهنديُّ والبوذيُّ المفصَّل والمقيِّد في الوقت ذاته خلال فترة الجبتا، المثال الذي يحْتذيه الفن الهنديُّ فيما بعد وتُعتبر الإسطَبَّة البوذية، وهي نُصْب على شكل قبة في سارناث، من الأمثلة الممتازة لهذا النحت. وشملت رسومات الجدران الجبتية مناظر حيةً من الحياة الهندية، وتفاصيل الحياة البوذية. وتوجد معظم الرُّسومات الباقية في كهوف، كتلك الموجودة في أجانْتا.وفي عهد الجبتا، ازدهرت السنسكريتية، لغة الهند الكلاسيكية. كتب كالداسا، أكبر شعراء الأمة ومسرحييها، عن الحب والمغامرات وجمال الطبيعة. وكان العديد من الأعمال يصوِّر الدرس الأخلاقيّ.
وكانت المدارس الهندوسية والأديرة البوذية تعلّم النَّحو والرياضيات، والطب والفلسفة والكتابات المقدَّسة. وكذلك كان الدَّير البوذيّ في نالاندا جامعةً بمكتباته الكبيرة. وقد جذب هذا الدير طلاباً من ديانات عديدة ومن بلاد بعيدة مثل الصِّين وجاوه.
وقد كان حكام جبتا هندوسيين، لكن الهندوسيَّة والبوذية ازدهرتا معاً في المملكة، وشُيِّد كثير من المعابد والأديرة. وقد صار الصَّنم في الهندوسية مُهماً بوصفه شيئاً يُعبد. وكان الناس يقدِّمون الطَّعام للأصنام، كما كانوا يغسلونها ويغنون لها. وكان كثير من الناس يرفضون أكل اللحوم، أو تناول المشروبات الكحولية. وهذه الممارسات لاتزال سائدة بين الهندوس حتى اليوم. وقد امتدت الثقافة الهندية والممارسات الدينية في الفترة الجبتية إلى مناطق أخرى خصوصاً في جنوب شرقي آسيا. وقد تبنى الكثير من الملوك في جنوب شرقي آسيا اللغة السنسكريتية والطُّقوس الهندوسية لتُمارس في قصورهم.
★ تَصَفح أيضًا: الهند، تاريخ.