غوانغزهاو ( Guangzhou )
 |
غوانغزهاو ميناء صيني رئيسي ومن أحدث مدن البلاد. ويقع وسط المدينة، كما هو موضح أعلاه، بمحاذاة نهر تشوجيانغ. وغوانغزهاو مركز صيني مهم للصناعة والتجارة مع الدول الأخرى. |
ومدينة غوانغزهاو هي عاصمة إقليم غوانغدونغ، وواحدة من أكثر مدن الصين تقدمًا. ويعيش العديد من سكانها في شقق سكنية في مبانٍ من الإسمنت المسلح، تضم ما بين ثلاثة إلى أربعة طوابق. وحتى عام 1960م كان الآلاف من الكانتونيين يعيشون في قوارب راسية على نهر تشوجيانغ. ومنذ ذلك الوقت نقلت الحكومة هؤلاء الناس إلى شقق سكنية.
تضم المدينة ملعبًا رياضيًا والعديد من المتنزهات العامة والمتاحف، بالإضافة إلى العديد من المباني الوطنية التذكارية، من بينها معهد حركة الفلاحين التدريبي. وفي عامي 1925م و 1926م قام ماو تسي تونج زعيم الحزب الشيوعي الصيني بتلقين عمال الحزب الأفكار الشيوعية في المعهد. وهناك نصب آخر، وهو مقبرة تخلد ذكرى الأشخاص الذين ماتوا في انتفاضة غوانغزهاو التي قادها الشيوعيون في عام 1927م. ففي ذلك العام أخفق الشيوعيون في محاولتهم الاستيلاء على حكومة المدينة. وتشمل الجامعات في غوانغزهاو جامعتي جينان وتشونغشان.
الاقتصاد:
يرتكز اقتصاد غوانغزهاو ـ أساسًا ـ على التجارة. والمدينة مركز تجاري مثالي إذ تربط روافد أربعة أنهار ـ هي تشوجيانغ، والشمال والشرق والغرب ـ بين غوانغزهاو وإقليم غوانكسي الذي يتمتع بحكم ذاتي.وإلى الشرق من غوانغزهاو مباشرة يقع ميناء المياه العميقة هوانغبو (يُسمى أيضًا وامبوا) الذي يخدم السفن المتجهة للمحيط. ويربط خط حديدي غوانغزهاو بهونج كونج، ويمتد إلى مركز ووهان الصناعي على بعد 950كم شمالي غوانغزهاو.
يُقام أكبرُ معرض تجاري أجنبي في الصين في غوانغزهاو مرتين كل عام. ويُعقد هذا الحدث الذي يُسمى معرض سلع التصدير لمدة شهر كل ربيع وخريف، ويجذب آلاف التجار الأجانب.
ومن بين المنتجات التي تُصنع في غوانغزهاو الورق وآلات الخياطة والمنسوجات. وصناعة السفن وتكرير السكر صناعتان مهمتان في المدينة.
ظلت غوانغزهاو منذ وقت بعيد مركزًا للمصنوعات اليدوية، واكتسب الحرفيون في المدينة سُمعة طيبة من خلال نحت العاج واليشب والمصنوعات الخشبية المطلية بطلاء اللك وصناعات الخزف الصيني.
نبذة تاريخية
أسس شي هوانغدي إمبراطور الصين الذي ينتمي إلى أسرة كين الصينية غوانغزهاو في حوالي عام 214 ق.م. وإبان عهد الإمبراطورية الرومانية من حوالي 27 ق.م وحتى عام 476م قصد التجار الرومان غوانغزهاو طلبًا للحرير والتوابل والشاي.
زار التجّار العرب والفرس المدينة خلال القرن السابع الميلادي. وتوجه التجار البرتغاليون إلى غوانغزهاو لأول مرة في عام 1516م. وفي أوائل القرن التاسع عشر هيمن التجار البريطانيون والهولنديون والفرنسيون والبرتغاليون على معظم التجارة بين غوانغزهاو والغرب. ومن عام 1759م وحتى عام 1842م كانت غوانغزهاو الميناء الصيني الوحيد المفتوح أمام التجارة الخارجية.
وكثير من زعماء ثورة 1911م من أبناء مدينة غوانغزهاو. وقد أدت هذه الثورة إلى تأسيس الجمهورية الصينية في عام 1912م. ومن بين هؤلاء القادة صن يات صن الذي ساهم في تكوين الحزب الوطني في ذلك العام، وأصبح أول زعيم له. وأسس الحزب مقر قيادته في غوانغزهاو من عام 1917م إلى عام 1926م. واحتل اليابانيون غوانغزهاو من عام 1938م حتى نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945م. وفي عام 1949م نقل تشيانج كاي شيك، زعيم الحزب الوطني منذ منتصف العشرينيات من هذا القرن، حكومته من نانجينج إلى غوانغزهاو. وهيمن الشيوعيون الصينيون على الصين في وقت لاحق في عام 1949م، وهرب الصينيون الوطنيون من غوانغزهاو إلى تايوان.