الرئيسيةبحث

العنب ( Grape )



العنب ثمرة لُبِّية بسيطة تُزرع في أجزاء كثيرة من العالم. وتنمو في عناقيد، (أعلى اليمين)، على شجيرة خشبية. يوضح الرسم البياني (أسفل اليمين) أجزاء شجيرة العنب. يجني العمال ثمار العنب، (إلى اليسار) في منطقة برغنديا الفرنسية. العِنَب ثمرة عصيريَّة لُبيَّة، ناعمة القشرة تنمو على شجيرة خشبية. وتنمو ثمار العنب في عناقيد تحتوي على عدد من الثمار العنبية يتراوح عددها بين 6 و300 ثمرة. وقد تكون الثمار سوداء أو زرقاء أو ذهبية تميل إلى الخضرة أو بنفسجية أو حمراء أو بيضاء، اعتمادًا على صنفها.

يتم جَنْيُ أكثر من 60 مليون طن متري من العنب سنويًا في كل أنحاء العالم. ويُستخدم حوالي 80% من إجمالي المحصول في صنع النبيذ. ويباع حوالي 13% على شكل عنب مائدة يؤكل في صورة فاكهةً طازجةً. أما بقية المحصول فتُستخدم حسب ترتيب الأهمية، للتجفيف على شكل زبيب وصنع العصير أو عمل المربى وفي التعليب مع الفواكه الأخرى. ويحتوي العنب على نسبة عالية من السكر مما يجعله مصدرًا جيدًا للطاقة.

ويُزرع معظم العنب في أوروبا، وخاصة في مزارع العنب في إيطاليا وفرنسا وأسبانيا. كما تُعَدُّ الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا من الدول الرئيسية المنتجة للعنب أيضًا. وتنتج كاليفورنيا حوالي 90% من محصول العنب بالولايات المتَّحدة. وتنتج كثير من الدول العربية كميات هائلة من العنب على نحو مانجد في السعودية ومصر وفلسطين وسوريا والمغرب والجزائر وغيرها. وتوضح الأحافير القديمة لأوراق العنب وبذوره أنَّ الإنسان كان يأكل العنب منذ عصور ما قبل التاريخ. وتظهر زراعة العنب في رسومات معابد قدماء المصريين التي يعود تاريخها إلى سنة 2440ق.م.

أنواع العنب

يوجد نوعان رئيسيان من العنب: 1ـ العنب الأوروبي أو عنب العالم القديم، 2ـ عنب أمريكا الشَّمالية.

العنب الأوروبي:

يقدر حوالي 95% من العنب المزروع في العالم من العنب الأوروبي. ويقسم المزارعون أصناف العنب إلى عنب النبيذ وعنب المائدة وعنب الزبيب.

ويحتوي عنب النبيذ على كميات من أحماض الفاكهة الطبيعيَّة والسكريات.

ويتميز عنب المائدة بأن ثماره كبيرة وحلوة المذاق وتتمتع بلون فاقع. وتشمل أصنافه الرَّئيسيَّة الأمبراطور، وتوكي الذي ينمو على شكل عناقيد كبيرة تتكوَّن من ثمار لبية حمراء اللون. وتشمل أصناف عنب المائدة الأخرى بيرليه عديم البذور ذا اللون الأبيض المخضر وفليم عديم البذور الأحمر وربيه الأسود. ويتزايد إنتاج عنب المائدة، خاصة في الدول الآسيوية، مثل الهند والفلبين وتايوان وتايلاند كما أن جنوب إفريقيا منتج مهم لعنب المائدة. ويتم استنبات الأصناف الجديدة من عنب المائدة بشكل مستمر. وقد تكون هذه الأصناف مختلفة في ألوانها وأحجامها ونكهتها وقد تكون لها قشرة سميكة لزيادة قدرتها على التخزين.

ويتميز معظم عنب الزبيب عديم البذور، بملمس ناعم بعد تجفيفه. وأكثر الأصناف أهمية هو طومسون عديم البذور الذي تتميز ثماره بلون أبيض مخضر إلى ذهبي فاتح ويعتبر من الأصناف الرَّئيسيَّة بوصفه عنبًا للمائدة. وتشمل أصناف عنب الزبيب الأخرى بلاك كورنت ومسكات الإسكندرية.

عنب أمريكا الشَّماليَّة:

يتكوَّن من نوعين رئيسيين: 1- فوكس، 2- موسكادين. وكلا النَّوعين يمكن أكله طازجًا أو استخدامه لصنع المربَّى أو النبيذ، ولكنهما لايستخدمان في صنع الزبيب. وتشتمل المجموعة الثالثة من عنب أمريكا الشمالية على أصناف هجين عديدة تم تطويرها من أنواع العنب الأخرى. فقد انتجت هذه الأصناف من التهجين بين أنواع العنب الأوروبي وعنب أمريكا الشَّماليَّة. وتؤكل ثمار معظم الأصناف الهجينة طازجة أو تستخدم في صناعة النبيذ. وكونكورد هو أكثر الأصناف أهمية من مجموعة أصناف عنب الفوكس ويتميز بثمار كبيرة بنفسجية. وأفضل وأشهر صنف من عنب موسكادين هو اسكوبرنونج ويتميز بثمار متوسطة الحجم برونزية اللون.

زراعة العنب

الدول الرئيسية في زراعة العنب
تنجح زراعة شجيرة العنب الأوروبية في الظروف الجويَّة المتميِّزة بصيف حار جاف ودرجة حرارة الشتاء لا تقل عن ـ 12°م، أما شجيرات عنب أمريكا الشَّمالية فتنجح زراعتها في المناطق ذات الرطوبة العالية ودرجات حرارة في الشتاء قد تصل إلى ـ 23°م.

الزِّراعة وعمليات الخدمة:

ينتج شجيرات العنب الجديدة عن طريق عملية التَّكاثر. وفيها يستخدم جزء من النبات لإنتاج نباتات جديدة. ويقوم المزارعون خلال فصل الشتاء بقطع أجزاء من الكرمة يسمى كل منها قصبة. وبعد ذلك تقطع تلك السوق إلى أقسام يتراوح طول الواحدة منها ما بين 30 و 45سم. وتدفن تلك الأقسام التي تسمى العُقَل، في الرَّمل الرطب ثم تخزن في مكان بارد حتى أوائل الربيع. وبعد ذلك يغرس المزارعون العقل في مشاتل، تاركين برعمًا واحدًا فوق الأرض. فتعطي العُقَل جذورًا ويُعاد غرسها في حدائق العنب في الرَّبيع التالي، حيث تنمو مكونة كرومًا جديدة.

ويقوم المزارعون بعد سنة بإنشاء دعائم للكرمات النامية وذلك بشد الأسلاك بين الأعمدة المثَّبتة بجوار كل شجيرة. وتُثبِّت الشجيرات نَفْسها على الأسلاك بوساطة نمو مُلْتَفٍّ يسمى المحلاق. ويقوم المزارعون في كل شتاء بتقليم الشجيرات للتحكم في كمية الثمار المنتجة. وتنتج شجيرات العنب محصولاً قليلاً خلال السنتين الثالثة والرابعة من زراعتها ثم تعطي محصولاً كاملاً بعد ذلك.

وتنتج الشجيرة ما بين 7 إلى 35كجم من العنب سنويًا، في حالة توفر الرّعاية الجيدة، لمدة قد تصل إلى 100 سنة.

الحصاد:

غالبًا ما يُجمع العنب في أواخر فصل الصيف وحتى الخريف. ويقوم المزارعون بجمع عنب المائدة بقطع كل عنقود بعناية من فرعه الرئيسي، ثم إزالة الثمار التالفة منه، ويعبأ في البستان أو داخل مبان مجاورة ومجهزة خصيصًا لذلك الغرض، أما عنب الزبيب فيتم جمعه باليد أو بالآلة، ويوضع على صفائح من الورق الثقيل تترك بالبستان لتجفَّ بوساطة الشمس.

التعبئة والشحن:

يقوم العمال بتعبئة عنب المائدة في صناديق عريضة وسطحية يتم حشوها وتبطينها لمنع الثمار من الخدش. وبعد ذلك يبرد العنب إلى حوالي أربع درجات مئوية ويعالج بغاز ثاني أكسيد الكبريت لتقليل التَّلف. وتوضع الصناديق بعد ذلك في شاحنات أو عربات سكك حديدية مبردة لنقلها إلى الأسواق.

الأمراض والآفات:

تشمل أمراض العنب الرئيسية العفن الفطري الزغبي والعفن الأسود. وقد تتعرض شجيرات العنب على نطاق العالم للتدمير بوساطة العفن الدقيقي أو الأمراض الفيروسية، التي تهاجم الشجيرة والثمار، ولكن يمكن السيطرة عليها بالتعفير والرَّش الكيميائي. وقد تدمر حشرات تسمى فلكرة العنب والديدان الخيطية (النيماتودا) جذور شجيرات العنب. ويكافح المزارعون تلك الآفات بتطعيم الشجيرات على أصول الأصناف المقاومة.

★ تَصَفح أيضًا: الثمرة ؛ تطعيم النبات ؛ الفلكرة، حشرة ؛ التقليم ؛ أوروبا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية