الرئيسيةبحث

الغوريلا ( Gorilla )



الغوريلا أضخم أنواع القردة. قد يصل وزن ذكر الغوريلا القوي ـ مثل الموجود (أعلاه) ـ إلى 200 كجم. تستطيع الغوريلا المشي خطوات قليلة باستخدام أرجلها فقط. ولكنها غالبًا ما تستخدم رسغي اليدين لتسند عليهما الجزء الأمامي من الجسم.
الغوريلا أكبر القردة. يمتاز هذا الحيوان القوي بمنكبين ضخمين، وصدر عريض وذراعين طويلتين وقدمين قصيرتين. ويزن ذكر الغوريلا البري الكبير نحو 200 كجم، ويصل ارتفاعه إلى حوالي 1,8م عندما يقف على رجليه. أما الأنثى فتزن حوالي 90كجم، وهي أقصر من الذكر.

تبدو الغوريلا مخيفة، فلها وجه أسود لامع وأنياب كبيرة، وحاجز عظمي مرتفع فوق العينين مباشرة. ويغطي جسم الغوريلا كله ـ ماعدا الوجه والصدر وراحة اليدين وأخمص القدمين ـ شعر أسود، أو مائل إلى اللون البني. ولذكرالغوريلا خصلة من الشعر على رأسه، وسرج من الشعر الرمادي الفضي على الجزء السفلي من الظهر، ولذا يدعى ذا الظهر الفضي. وعندما تثار الغوريلا، أو تريد إخافة المتطفلين لتصرفهم عنها، تقف على رجليها وتدق على صدرها بيديها واحدة تلو الأخرى بقوة، محدثة صوتا شبيهًا بقرع الطبل.


حقائق موجزة

فترة الحمل: من 8 إلى 9 أشهر.
عدد المواليد: مولود واحد.
العمر: يصل إلى 50 عامًا في الأسْرِ، وغير محدد في الحياة البرية.
أماكن الوجود: شرقي ووسط وغربي إفريقيا.
والغوريلا ليست عدوانية كما تبدو، حيث لا تؤذي الإنسان إلا إذا هاجمها أو هددها.

وتمشي الغوريلا غالبًا على أربع بحيث تكون أقدامها منبسطة على الأرض، بينما ترتكز الأجزاء العليا من جسمها على رسغ اليدين. وتقف الغوريلا غالبًا على قدميها، ولكنها لا تمشي سوى خطوات قليلة في هذا الوضع. وتسير على الأرض غير أنها أحيانًا تتسلق الأشجار لتجلس أو تأكل أو تنام.

وبرغم أن الغوريلا من الحيوانات الهادئة إلا أنها تصدر حوالي 20 صوتًا مختلفًا، أكثرها إثارة للفزع صوت ذكر الغوريلا الغاضب عندما يجأر. وتصدر صغار الغوريلا أنينًا حينما تنزعج أو تتألم، وتصرخ إذا خافت، بينما يدمدم الذكر بهدوء عندما يكون راضيًا.

وليس للغوريلا أعداء حقيقيون سوى البشر، حيث يحبسونها في حدائق الحيوان، ويقطعون غاباتها. ولذلك أصبحت الغوريلا نادرة الوجود في أماكن كثيرة من موطنها الإفريقي، وأصبح بقاؤها مهددًا بالخطر.

الهيكل العظمي للغوريلا

موطن الغوريلا:

تعيش ثلاث سلالات من الغوريلا في الغابات المطيرة الإفريقية قريبًا من خط الاستواء. وتعيش الغوريلا الغربية في غابات إفريقيا الغربية من نيجيريا جنوبًا إلى نهر الكونغو. وتعيش الغوريلا الشرقية في المناطق المنخفضة شرقي زائير، بينما تسكن غوريلا الجبال مرتفعات رواندا، وجبال فيرونا بزائير، والغابات الجبلية في أوغندا. وهي توجد على ارتفاعات تصل إلى 4,000م حيث تنخفض درجة الحرارة ليلاً إلى درجة التجمد طوال العام.

وغوريلا الجبال مهددة بالانقراض ، إذ لم يتبق منها سوى 450 فقط في الحياة البرية. والسبب في تلك الندرة هو تقلص الغابات، حيث بيئتها الطبيعية، إضافة إلى كثرة صيدها.


في رأس الغوريلا بروز عظمي فوق قمة الجمجمة يسمى القمة السهمية. ويقع حرف الحاجب فوق العين. قدم الغوريلا تشبه يده، إذ تحتوي على إبهام يساعد على تسلق الأشجار.
تعيش الغوريلا حياة مسالمة، حيث تتجول في الغابات في مجموعات تتراوح بين غوريليين و30. وتتألف المجموعة من ذكر واحد أو أكثر، وأنثيين أو أكثر، وعدد من صغار الغوريلا. ويقود ذكر مكتمل النمو المجموعة ويتخذ جميع القرارات مثل موعد الاستيقاظ في الصباح واختيار الأماكن التي ترتادها المجموعة أو تطلب الراحة فيها. كما يقوم ذلك الذكر بحماية المجموعة من الخطر. أما الذكور الأخرى في المجموعة، فتترك رفاقها وتتجول وحيدة في الغابة. وتتكون مجموعة جديدة عندما ترتبط أنثى أو أكثر بذكر وحيد.

تتجول كل مجموعة في حدود منطقتها التي قد تغطي مساحة تتراوح بين خمسة و40كم². والغوريلا كثيرة الحركة، ولا تقضي غالبًا أكثر من ليلة واحدة في المكان نفسه. وقد تعيش مجموعات عدة في المنطقة ذاتها من الغابة، لكنها يتجنب بعضها بعضًا.

الغوريلا تنتقل في جماعات بحثًا عن نبات الخيزران والبراعم والفواكه والأوراق لتقتاتها. وهذه الجماعات في ترحال دائم ولا تقضي أكثر من ليلة في مكان واحد.

الحياة اليومية:

يبدأ يوم الغوريلا دائمًا بعد طلوع الشمس بنحو ساعة. وفي الصباح الباكر، تتغذى بأنواع مختلفة من أوراق النباتات، والبراعم، وقلف الشجر، والفواكه. والغوريلا التي تعيش في الأسْر فقط هي التي تأكل اللحم.

تقضي الغوريلا وقتًا هادئًا من منتصف الصباح حتى وقت القيلولة. وبينما تأخذ الحيوانات المكتملة النمو قسطًا من الراحة، تلعب الصغار، وتتصارع أو تتأرجح على فروع الأشجار. وبعد فترة الراحة تبدأ الغوريلا في الأكل مرة أخرى.

وقبل حلول الظلام من كل ليلة، تبني الغوريلا أماكن للنوم على الأرض أو على الشجر، وذلك بتكسير وثني فروع الأشجار لتصنع منصة جافة تنام عليها ليلاً. وبينما تبني الغوريلا المكتملة النمو أعشاشها تتودد الصغار لأمهاتها طلبًا للدفء والحماية.


دورة الحياة:

تستغرق فترة الحمل للغوريلا من ثمانية إلى تسعة أشهر. ولا تعتمد مواليد الغوريلا على نفسها فهي قليلة الحيلة، ويتراوح وزنها عند الولادة بين 1,5 و2,3كجم. وتظل مع أمها لمدة تقارب ثلاث سنوات ونصف السنة.

تحمل الأم وليدها في البداية وتضمه إلى صدرها برفق، وبعد ثلاثة أشهر يصبح الصغير قادرًا على التعلق بأمه، وبعدها قد يركب على ظهرها متعلقًا بشعرها الطويل. وتصبح الصغار قادرة على الحبو في عمر ثلاثة أشهر، وعلى المشي عندما تبلغ الشهر الخامس من عمرها، وبعدها يمكنها التجول بنفسها.

تتزاوج إناث الغوريلا في عمر ثماني سنوات، ويصير الذكر ناضجًا في عمر 12 سنة. ولا يعلم أحد كم تعيش الغوريلا البرية، بينما تعيش الغوريلا في الأسْر أكثر من خمسين عامًا. ولا تعيش الغوريلا البرية مثل هذه الحياة الطويلة لتعرضها لكثير من الأمراض خاصة الأمراض التي تسببها طفيليات الدم والأمعاء، وقد تعاني اضطرابات تنفسية وبردًا.

الغوريلا في الأسر:

لم تكتشف الغوريلا حتى عام 1847م. وفي عام 1956م ولدت كولو، أول غوريلا في الأسر وكان ذلك في حديقة حيوان كولمبوس بولاية أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية.

والغوريلا من أذكى الحيوانات، وقد تساءل كثير من الناس عن إمكانية تعلم الغوريلا أو استخدامها للغة. وفي عام 1972م، بدأ فريق من الباحثين، بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا بأمريكا في تعليم أنثى غوريلا تدعى كوكو لغة الإشارة، واستطاعت كوكو أن تتعلم مفردات عدة مئات من الإشارات، وأن تستخدم تلك المفردات في التعامل مع معلميها.

★ تَصَفح أيضًا: الشمبانزي ؛ فوسي، ديان ؛ القردة العظمى ؛ الهيكل العظمي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية