جوته، جوهان فلفجانج فون ( Goethe, Johann Walfgang von )
☰ جدول المحتويات
 |
جوهان فلفجانج فون جوته |
وإضافة إلى الأدب كان جوته مفكرًا وعالمًا طبيعيًا. وقد أهَّلته أصالة أعماله وسعة أفقه وتنوع اهتماماته الفكرية ليكون أشهر شخصية في الأدب الرومانسي والكلاسيكي الألماني.
بدايات حياته:
وُلد جوته في أسرة ثرية ودرس اللغات الأجنبية والأدب والفنون والقانون. وقد بدأ دراسة القانون في ألمانيا وتوقف لعلَّة أصابته، ثم أكملها في فرنسا. وكتب أجمل مجموعاته الشعرية أثناء وجوده في فرنسا. وكان لصلته بالفيلسوف جوتفريد لهردر أثر كبير في حبه للطبيعة وللأغاني الشعبية ولأعمال هومر وشكسبير، ولطراز المعمار القوطي ؛ كما عمقَّ هيردر فهمه للتاريخ وللأدب. وكان لهردر أثر كبير في اعتقاد جوته بأن أهم ميزات الفنون هي الطبيعية والبساطة والإخلاص.وأول مسرحية ناجحة كتبها جوتة هي جوتس فون برليخنجن التي كتبها عام 1771م. وتصف هذه التمثيلية كفاح رجل نبيل من أجل الحرية والعدالة في نظام اجتماعي فاسد خلال عصر الاصلاح. أما كتابه آلام فرتر الذي ألَّفه عام 1774م، فهو الذي جعله مشهورًا في كل أوروبا، وقد كتبه في شكل رسائل ؛ وهو عن شاب حسَّاس لايرضى بأنصاف الحلول، وذي عاطفة جياشة لايمكنه السيطرة عليها.
ومنذ عام 1775م وحتى عام 1786م عمل جوته في منصب إداري أتاح له فرصة التعرف على أشياء كثيرة من الأمور العسكرية والمالية، كما عزَّز معرفته بالجيولوجيا والتعدين وعلم النباتات وعلم الحيوان. وترك عمله عام 1786م وسافر إلى إيطاليا، حيث درس الفن القديم هناك. وكتب سيرته الذاتية وصوَّر تجربته في كتابه الرحلة الإيطالية (1816-1817م)، وقد أكمل تمثيليته إجمونت في روما عام 1788م وهي عن النزاع الأسباني الهولندي الذي حدث خلال القرن السادس عشر الميلادي. كما كتب تمثيلية إفيجينيا في طوريس (1787م) هناك أيضًا، وهي مبنية على أسطورة إغريقية وتوضح إيمان جوته بأن الناس يُولدون خيِّرين.
وكتب جوته عام 1790م مأساته بعنوان توركوتو تاسو وهي عن شاعر فشل في التأقلم في بيئته لعدم قدرته على ضبط نفسه. كما كتب عامي 1795 و1796م كتابه تدريب ويلهلم ميستر الذي يوضح كيف أن اهتمام شاب بالفن قد أكسبه معرفته لنفسه، وأمده بشعور بالمسئولية الاجتماعية، وبالإدراك العميق. أما قصيدته الملحمية هيرمان ودوروتيا فقدكتبها خلال الثورة الفرنسية.
ومع بداية القرن التاسع عشر أصبح جوته أشهر كاتب في أوروبا كلها. وفي عام 1809م كتب أجمل أعماله النثرية الانجذاب العاطفي وأتبعها بترجمة حياته الخاصة التي أسماها الشعر والحقيقة، وكانت في أربعة أجزاء ولم يُنشر الجزء الرابع إلا بعد وفاته.