الرئيسيةبحث

الحمة الفوارة ( Geyser )



الحمَّات تفور دافعة المياه الحارة في الهواء وتكون تلك الاندفاعات متكررة خلال فترات منتظمة أحيانا، وبطريقة غير منتظمة أحيانا أخرى.
الحَمّة الفوَّارة نبع يَدفع المياه السّاخنة إِلى أعلى بقوة تَفجيريَّة من وقت لآخر. وغالبًا، تَنطلق المياه مِن الحمة إِلى أَعلى في أعمدة ضخمةٍ من السُّحب البخاريَّة. تجذب الحمة عددًا كبيرًا من السُّياح.

وحمة الأولد فيثفول الموجودة بمتَنزَّه يلوستون الوطني بالولايات المتحدة الأَمريكيَّة تعْتَبَر أشهر حمة في العالم. وفي المتوسط، تثور مرة كل 73 دقيقة. ويصل الفوران إِلى ارتفاع يتراوح بين 37 و46م. ظلَّ النَّاس يتتبَّعون حمة الأولد فيثفول لأكثر من 80 عامًا، ولم تُخفق في الفوران مرة واحدة قطُّ.

بعض الحمَّات الأُخرى تثور في فترات غير منتظمة، ولا أحد يدري متى تنطلق. بعضها يثور عدة مرات خلال السَّاعة الواحدة. وبعضها الآخر لايثور لعدة ساعات أو أيَّام أو أسابيع أو حتى شهور. كما تكون المياه في بعضها فقاقيع على سطح الأَرض. وفي بعضها الآخر ينبجس ماء الحمة إِلى ارتفاع أَكثر من 30م.

مناطق وجود الحمَّات:

هناك ما لايقل عن 200 حمة في متنزه يلوستون. وهناك مجموعتان من الحمّات توجدان في منطقتين تختلف إحداهما عن الأخرى اختلافًا كبيرًا. وتوجد مجموعة حمات في أيسلندا وهي (أرض الصقيع والنَّار) على بعد 110 كم من ريكيافيك العاصمة، وسط حقول الحمم القاحلة. هنا تظهر عشرات الحمّات في دائرة تبلغ 16كم. والمجموعة الأخرى توجد في نيوزيلندا وهي أرض غنيَّة بالخضرة والحياة النباتيَّة. أشهر حمات نيوزيلندا هو بوهوتو في منطقة روتوروا الذي تثور حماته دون انتظام ثلاث أو أربع مرات يوميًا، إلى ارتفاع يتراوح بين 18 و30م لمدة 30 إلى 40 دقيقة.

كيف تنفجر الحمّة

كيف تتكوَّن الحمَّات:

تتكوّن الحمَّات في المناطق التي َتَتَسرّب فيها المياه خلال التُّربة إِلى العمقِ أَسفل سطح الأرض. يحدث نفق عميق يمتد من السَّطح إلى داخل التربة. وتَتسرب المياه الباردة عبر هذا الممر حتى تَصل إلى الصُّخور السَّاخنة في الأسفل، حتى تملأ الممر. فتسخن المياه في الأسفل بسبب حرارة الصخور. ولكنَّها لا تغلي بسبب وزن عمود المياه فوقها. وتدريجيا ترتفع درجة حرارة المياه الملامسة للصخور إلى أعلى من درجة الغليان في أسفل العمود، فتبدأ فقاقيع المياه برفع عمود الماء الذي فوقها قليلا قليلاً، دافعة جزءًا من ذلكِ الماء الذي ملأ الممر عبر فتحة إلى سطح الأرض، وهذا الأمر يجعل عمود الماء أخف وزنًا، فتُتاح الفرصة لكمية أخرى من المياه لتَتحول إلى بخار، وهذا بدوره يُؤدي إلى رفْع العمود أكثر فأكثر، الأمر الذي يُؤدي بدوره إلى تحول كمية أكبر من المياه أسفل العمود إلى بخار، مما يدفع بقية مياه العمود إلى سطح الأرض على شكل انفجار بخاري. وبعد أن تستقرَّ المياه والبخار مرة أُخرى فوق التربة، يتسرب جزءٌ من المياه إِلى داخل التربة فيمتلئ العمود مرة أخرى. وعادة تحتوي الشُّقوق التي تغذِّي الممرَّ على عوائق وانحناءات حادة. وهذا يمنع الحمل الحراري الذي يؤدي إلى أن تختلط المياه، وتصبح في درجة حرارة منتظمة. والخلط يمنع المياه من أن تصبح شديدة الحرارة إلى درجة تدفعها إلى الانفجار في شكل بخار.

تتم مقارنة الحمات مع البراكين غالبًا لأنَّ نشاطهما متشابه. ولكن البراكين تُطلِق الصخور المذابة بينما تقذف الحمات المياه المحتوِية على المواد المعدنية المذابة. وبعد الفوران، تتبخر المياه أو تتسرب مرة أخرى داخل التربة مخلفة ترسبات السيلكا أو كربونات الكالسيوم. وهذه الترسبات تُكَوِّن غالبًا أشكالاً جميلة وغريبة. فبعضها يتحوَّل إلى أشكال مخروطيَّة وبعضها، مثل الماردة في متنزه يلوستون، تكوِّن فُوَهات تمتلئ بمياه صافية بين كل فوران وآخر. ويبقى جزء قليل من المياه بعد فوران الحمة التي تكون المخروط. وهناك استثناء واحد هو النموذج الموجود في متنزه يلوستون ؛ فكل المياه المنطلقة من هذه الحمة ترتدُّ مرَّة أُخرى لمخروطها الذي يشبه الكأس. والترَّسبات المعدنية التي يُخَلِّفها فوران الحمات تكوِّن أشكالاً غريبة من القلاع والبروج.

★ تَصَفح أيضًا: السليكا ؛ يلوستون الوطني، متنزه.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية