الرئيسيةبحث

جورجيا ( Georgia )



تبليسي، عاصمة جورجيا ، تقع على ضفاف نهر كورا. جزء من المدينة عصري، لكن القسم القديم من المدينة يحتوي على أبنية يعود تاريخها إلى مئات السنين.
جورجيا دولة في جبال القوقاز استقلت عام 1991م، بعد حكم ٍ استمر لنحو 200 سنة من قبل الروس والسوفييت. تقع غالبية جورجيا في قارة آسيا، لكن جزءًا من شماليها يقع في قارة أوروبا. ويقدر عدد سكانها بحوالي 4,969,000 نسمة، ومساحتها 69,700كم². وعاصمتها تِبْليسي الواقعة في شرقها. وهي كبرى مدنها.

نظام الحكم:

يضطلع برلمان يتكون من مجلس واحد بسن القوانين في جورجيا. ويتكون البرلمان من 235 عضوًا يتم انتخابهم لفترة أربع سنوات. وبموجب الدستور الذي أجيز في 24 أغسطس 1995م، ينتخب الشعب الرئيس لفترة خمس سنوات. ويقوم الرئيس، بعد موافقة البرلمان بتعيين رئيس ومجلس الوزراء.

السكان:

ينحدر حوالي 70% من الشعب من العِرق الجورجي، وحوالي 8% من الأرمن، ويشكل كل من الروس والأذريين 6% من مجموع السكان. و3% من السكان من الأوستيان وحوالي 1,5% من الأبخازيين. وغالبية الشعب الجورجي نصارى، يرتبطون بالكنيسة الجورجية الأورثوذكسية، كما أن بعض السكان يدين بالإسلام. واللغة الأصلية في البلاد هي اللغة الجورجية ولا علاقة لها بأية لغة أخرى في المنطقة، ولها ألفبائيتها الخاصة بها.

يقطن أكثر من نصف سكان جورجيا في المدن التي شهدت توسعًا في المباني المرتفعة خلال الحكم السوفييتي السابق، ويتصف الشعب الجورجي بعلاقاته الأسرية القوية واهتمامه بالمناسبات والاحتفالات التي تحقق ذلك. ونسبة الأمية بين سكان جورجيا ضئيلة، والتعليم إلزامي للأطفال حتى 16 سنة، وتوجد في العاصمة جامعة وأكاديمية العلوم، ولجورجيا تراث أدبي غني.

خريطة جورجيا

السطح والمناخ:

تتسم معظم الأرض الجورجية بوعورة المنظر، إذ تغطي جبال القوقاز القسم الشمالي من جورجيا، بينما تمتد جبال القوقاز الصغرى فوق معظم جنوبها. تتمتع المنحدرات الجبلية الأقل ارتفاعًا، والمجاورة والمواجهة للبحر الأسود، بمناخ لطيف رطب. أما الموجودة داخل البلاد وذات السفوح البعيدة عن مواجهة البحر، فذات مناخ حار أكثر جفافًا. وتغطي الثلوج وبشكل دائم المناطق الأكثر ارتفاعًا، كما تغطي الغابات العديد من الجبال والتلال، وتنتشر أشجار البلوط والزان الدائمة الخضرة. وجبل شاخارا، من جبل القوقاز، أعلى قمة في جورجيا، فهو يرتفع إلى 5,201م فوق مستوى سطح البحر.

يوجد في جورجيا الغربية وادي ريوني وأراضٍ منخفضة قرب البحر الأسود. تتميز هذه المناطق بمناخ دافئ ورطب. أمطارها غزيرة ويندر أن تنخفض درجة الحرارة إلى درجة التجمد. ومعظم أراضي هذا الإقليم أراضٍ زراعية.

تشتمل جورجيا الشرقية على جزء من وادي كورا الأعلى الذي يمتد إلى أذربيجان. وهذه المنطقة ذات مناخ أكثر جفافًا من جورجيا الغربية. وأجبرت قلة المطر في المنطقة المزارعين على ري بعض محاصيلهم. ومناخ هذا الإقليم بارد شتاءً وحار صيفًا.

الاقتصاد:

التربة الخصبة والمناخ اللطيف جعلا من الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي في البلاد. وفي جورجيا الغربية، ينتج المزارعون الحمضيات والشاي وزيت التانج، بينما في المناطق الداخلية ينتجون القمح والعنب والذرة وأنواعًا عديدة أخرى من الفواكه والخضراوات. تنتج جورجيا أيضًا الحرير. ويربي المزارعون الأغنام والأبقار في المناطق الجبلية.

الصناعة الرئيسية في جورجيا هي صناعة الأغذية، والمنتجات الغذائية أهم صادراتها. أما الصناعة المهمة الثانية في جورجيا فهي التعدين، حيث يستخرج الباريت (خام الباريوم)، والفحم الحجري، والنحاس، والمنجنيز. وتشكل السياحة نشاطًا اقتصاديًا مهمًا في بعض الأجزاء من البلاد، وتؤمن الأنهار سريعة الجريان والمناطق الوعرة العديد من المواقع الملائمة لإقامة محطات توليد القدرة الكهرومائية عليها..

أهم شركاء جورجيا التجاريين هم روسيا وأوكرانيا، والاتصالات بين جورجيا وروسيا عبر جبال القوقاز محدودة. كما أن الطريق الرئيسي السريع الذي يعبر الجبال، يُغلَق شتاء بسبب الثلوج. وتمتد السكك الحديدية على طول الهوامش الجبلية المشرفة على شواطئ البحر الأسود وبحر قزوين.

نبذة تاريخية:

عاش الناس فيما يعرف الآن باسم جورجيا منذ آلاف السنين. وقامت أول حكومة جورجية خلال القرن السادس قبل الميلاد. وفي القرن الثالث قبل الميلاد اتحد ما يعرف باسم جورجيا الآن في مملكة موحدة. ومع هذا كانت جورجيا خلال معظم تاريخها مقسمة من قوى خارجية. غزا جورجيا كل من الرومان و الفرس والبيزنطيين والعرب والأتراك السلاجقة، وذلك منذ الستينيات من القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الحادي عشر الميلادي. وظهرت أول حكومة نصرانية في جورجيا في القرن الرابع الميلادي.

وخلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين، حرر العديد من القادة الجورجيين تدريجيًا البلاد من السلطة الأجنبية، وأقاموا حكومة خاصة بهم. وقد آتت جهودهم ثمارها خلال حكم الملكة تامارا (1184-1212م)، وهو العصر الذهبي لجورجيا، إذ حدث خلاله تقدمٌ كبير في ميدان الحضارة والعلم والفن.

وبدءًا من القرن الثالث عشر الميلادي تعرض الجورجيون مرة أخرى للاعتداء من الأمم المعادية، منذ غزت الجيوش المغولية، ومن ضمنها الفاتحون الآسيويون مثل جنكيز خان وتيمورلنك، الأراضي الجورجية في العشرينيات من القرن الثالث عشر الميلادي حتى أوائل القرن الخامس عشرالميلادي، وأدى هذا الهجوم إلى فترة من التقهقر. وبين القرنين السادس عشر والثامن عشر الميلاديين كانت جورجيا ميدان قتال بين كل من الإمبراطورية العثمانية وإيران.

وفي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وافق أحد قادة جورجيا الشرقية على مشاركة الحكم الروسي بشكل جزئي، مقابل حمايتهم العسكرية له. ومع بداية القرن التاسع عشر الميلادي، أصبحت جورجيا كلها جزءًا من الإمبراطورية الروسية.

وبعد الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م) أُسّست جمهورية اشتراكية في جورجيا، لكن القوات الشيوعية الروسية غزت جورجيا عام 1921م وأعلنتها جمهوريةً شيوعية. وفي أوائل عام 1922م، اتحدت كل من جورجيا وأرمينيا وأذربيجان، وشكلت معًا جمهورية بلاد ما وراء القوقاز. وكانت هذه الجمهورية واحدة من أربع جمهوريات اتحدت فيما بينها لتشكل الاتحاد السوفييتي (سابقًا)، في أواخر عام 1922. وكان جوزيف ستالين الذي حكم الاتحاد السوفييتي من عام 1929م إلى 1953م، من جورجيا. وفي عام 1936م، انفصلت جورجيا وأرمينيا وأذربيجان، بعضها عن بعض، لتشكل كل واحدة جمهورية ضمن الاتحاد السوفييتي السابق.

عانت جورجيا أحيانًا من التوتر الذي كان يحدث بين الجورجيين والأقليات العرقية الأخرى. وفي بداية 1990م، ارتفع مستوى التوتر إلى العنف. وفي عام 1990م، أُعلن عن قيام إقليم أوستيا الجنوبي إقليمًا مستقلاً عن جورجيا. كما هدد إقليم الحكم الذاتي المسمى أبخازيا بالانسحاب من جورجيا. وتكرر العنف العِرقي مرة أخرى في التسعينيات.

وفي أواخر الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي، ظهرت نزعة استقلالية في جورجيا، وحتى 1990م كان الحزب الشيوعي الجورجي يسيطر على حكومة الجمهورية، وفي أكتوبر ونوفمبر من عام 1990م، عقدت انتخابات برلمانية فاز بأغلبية مقاعدها المرشحون غير الشيوعيين. انتخب البرلمان زافيد جامساخورديا، وهو زعيم الأغلبية غير الشيوعية رئيسًا له. وفي أبريل 1991م، أعلن البرلمان استقلال جورجيا، واختار الشعب جامساخورديا رئيسًا لجورجيا. وفي الشهر التالي، اتهم حزب المعارضة جامساخورديا بانحرافه نحو الحكم الاستبدادي (الدكتاتوري)، حيث قام بسجن معارضيه السياسيين وتعطيل الصحافة. وفي عام 1991م عندما تفكك الاتحاد السوفييتي السابق، وافقت إحدى عشرة جمهورية سوفييتية سابقة على تشكيل كومنولث الدول المستقلة، وتأخر انضمام جورجيا حتى أكتوبر 1993م. استمر المعارضون لجامساخورديا بعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق في ازدياد، وفي يناير 1992م شكلت قوات المعارضة حكومة جديدة، وفر جاسماخورديا خارج البلاد. وفي عام 1993م، عاد جاسماخورديا على رأس حملة عسكرية للإطاحة بالحكومة، إلا أنه قتل في يناير 1994م بعد أن حاصرت المليشيات الحكومية القوات المتمردة التي كان يقودها.

عانت جورجيا، لبعض الوقت، من توتر بين الجورجيين وبعض المجموعات العرقية الأخرى. ففي عام 1990م، أعلنت أوستيا الجنوبية، وهي منطقة تتمتع بحكم ذاتي في جورجيا، استقلالها، إلا أن الحكومة الجورجية اعتبرت هذا الإعلان لاغيًا. وفي عام 1993م، تصاعدت موجة من العنف بين القوات الأبخازية والجورجية، واستطاعت الأولى السيطرة على العاصمة الإقليمية سخومي، وطردت القوات الجورجية خارج المنطقة. وفي فبراير 1994م، أعلنت أبخازيا استقلالها، فهاجمتها القوات الجورجية في شهر مارس، إلا أنها ردت على أعقابها، وتوصل الطرفان إلى اتفاق لوقف النار في الشهر التالي، ولكن ظل الخلاف حول المسألة الأبخازية ماثلاً. واندلع القتال مجدداً في أوائل عام 2000م.

وكان إداورد شيفاردنادزة قد اختير رئيسًا لمجلس الدولة في مارس 1992م، إلى حين إجراء الانتخابات في الثاني من أكتوبر من نفس العام، حين أصبح رئيسًا للبرلمان الجورجي. وفي نوفمبر 1995م، صوّت أكثر من 70% من الناخبين لصالح شيفاردنادزة، وتم تنصيبه رئيسًا للبلاد لمدة خمس سنوات بمقتضى الدستور الذي تم إقراره في أغسطس من نفس العام. وفي عام 2000م، انتخب الشعب شيفاردنادزة مرة أخرى.

★ تَصَفح أيضًا: القوقاز.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية