الرئيسيةبحث

جامبيا ( Gambia )



أيقونة تكبير خريطة جامبيا
جامبيا دولة إسلامية وعضو في منظمة المؤتمر الإسلامي. وتُعدُّ واحدة من أصغر الدول المستقلة في إفريقيا. تمتد على شكل شريط ضيق من الأراضي في إفريقيا الغربية من المحيط الأطلسي، وباتجاه الداخل لمسافة تصل إلى 290كم. وتنتشر أراضيها على طول ضفتي نهر جامبيا. يبلغ اتساع أراضي جامبيا من 25 إلى 50كم²، وهي أراضٍ منبسطة. وتنتشر الأشجار الاستوائية التي تنبثق من أغصانها جذور جديدة، والأشجار الخفيفة ـ في المناطق الواقعة على امتداد الشريط الساحلي ـ على امتداد نهر جامبيا. أما المناطق الأخرى فتغطيها الرمال.

باستثناء شريط جامبيا الساحلي القصير، تحاط جامبيا كلية بجمهورية السنغال. ويطلق عليها اسم جمهورية جامبيا أو الجامبيا. ومدينة بانجول هي العاصمة والمدينة الوحيدة الكبيرة ؛ وهي ميناء مزدحم يعيش فيه نحو 44,188 نسمة. ★ تَصَفح: بانجول.

وجامبيا بلد فقير، يوجد فيه القليل من الأراضي الخصبة، كما لاتوجد فيه ثروات معدنية قيمة. وتنمو المحاصيل الاستوائية بشكل جيد بالقرب من منبع النهر. ويكسب معظم الفلاحين هناك معيشتهم من زراعة الفول السوداني، وهي المادة الزراعية التي تشكل أكبر جزء من دخل البلاد. وقد كانت جزيرة جيمس الواقعة في نهر جامبيا مركزًا لتجارة الرقيق ؛ حيث كان يتم إرسال المستعبدين منها إلى جزر الهند الغربية وأمريكا. ومنذ عام 1660م وحتى عام 1965م سيطر البريطانيون على جميع مايعرف اليوم باسم جامبيا أو على أجزاء منها. وفي عام 1965م حصلت جامبيا على استقلالها.

نظام الحكم:

جامبيا بلد جمهوري عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي واتحاد الكومنولث. ★ تَصَفح: كومنولث الأمم. أقرت جامبيا دستورًا جديدًا عام 1996م. يحكم البلاد، بمقتضى الدستور، رئيس ينتخبه الشعب لفترة خمس سنوات. يعين الرئيس مجلسًا للوزراء لتصريف شؤون المهام الحكومية اليومية. تقوم الجمعية الوطنية (البرلمان) بتشريع قوانين البلاد. ينتخب الشعب 45 عضوًا للبرلمان لفترة خمس سنوات. ويعين الرئيس 4 أعضاء بالبرلمان بالإضافة إلى من ينتخبهم الشعب.

السكان:

معظم السكان في جامبيا من الإفريقيين السود، أما الفئات العرقية الرئيسية الخمس فهي حسب تعداد أفرادها على النحو التالي: جماعة الماندينجو وجماعة الفولاني، وجماعة الولوف وجماعة سيرا هيولي وأخيرًا الجولا. ومعظم سكان جامبيا من المسلمين. يعيش في كافة أرجاء جامبيا نحو 275,000 من جماعة الماندينجو. ويكسبون رزقهم من زراعة الفول السوداني وتجارته. يعيش معظم جماعة الفولا والبالغ عددهم 100,000 نسمة في المناطق الشرقية من جامبيا، ويعملون في تربية الماشية، ويكسبون معيشتهم منها، ومعظمهم من البدو الرحشل ينتقلون بماشيتهم من مكان إلى آخر.

أما جماعة الولوف والبالغ عددهم 90,000 نسمة فمعظمهم يعمل في الزراعة، ويعيشون بالقرب من حدود جامبيا الشمالية أو ينتمون إلى سكان البانجول حيث يشكلون أغلبية السكان هناك. وتستمتع جماعة الولوف بالرقص والموسيقى، وترتدي نساؤهم الملابس الأنيقة والعمامات والفساتين الطويلة ذات الخصر المرتفع، ويتزينَّ بالذهب والمجوهرات.

يعيش معظم جماعة أفراد سيراهيولي والبالغ عددهم 60,000 نسمة في المناطق الشرقية من جامبيا حيث الأراضي غير خصبة والفلاحة فيها أمر عسير. ويأتي كل عام أناس من السنغال يطلق عليهم اسم المزارعين الغرباء لمساعدة رجال سيراهيولي في أعمال الزراعة وحصاد المحاصيل. ويحصلون مقابل ذلك على حصص متفق عليها من المحصول، كما تقدم لهم قطعة من الأراضي يزرعون فيها محاصيلهم.

أما جماعة الجولا التي يبلغ عددها 55,000 نسمة فتعيش في جنوبي نهر جامبيا بالقرب من الساحل. عاشت هذه المجموعة في جامبيا لفترات أطول مما عاشته المجموعات العرقية الأخرى، وكانوا في مرحلة من المراحل من أشد أعداء الماندينجو. ورجال الجولا مزارعون أشداء يعيشون في قرى صغيرة محاطة بجدران مبنية من التراب، ويزرعون الأرز، ويعتمدون عليه غذاء لهم.

يذهب معظم الأطفال الذين يعيشون في بانجول أو المناطق القريبة منها إلى المدارس. في حين يذهب ثلث الأطفال الذين يعيشون في مناطق أخرى من جامبيا إلى المدارس. ويكمل معظم أطفال المدارس مقرر المدارس الإعدادية الذي يستمر لمدة ست سنوات، لكن عدداً قليلاً جدًا منهم يكملون الدراسة في المدارس الثانوية. وتوجد في بانجول مدرسة فنية، كما توجد كلية لتدريب المدرسين في مدينة يوندوم.

السطح:

ينبع نهر جامبيا من غينيا، ويسلك طريقًا متعرجاً عبر أراضي جامبيا قبل أن يصب أخيراً في المحيط الأطلسي. بإمكان السفن الصغيرة أن تسير في هذا النهر بدءاً من المحيط الأطلسي ولمسافة أقصاها منطقة كونتاور.

تمتد المستنقعات التي تنتشر فيها الشجيرات الاستوائية على طول ضفاف النهر بدءًا من الساحل باتجاه وسط جامبيا، وتقع خلف هذه المستنقعات مناطق تتصلب أراضيها في مواسم الجفاف، وتتحول إلى مستنقعات خلال موسم الأمطار. أما بالقرب من الساحل فتتجمع المياه المالحة الناجمة عن المد والجزر، وتختلط مع المياه التي تحملها فيضانات نهر جامبيا، وتقضي هذه المياه المالحة التي يطلق عليها اسم بانتو فارو على التربة. وإذا توغلنا في الداخل نجد مناطق غمرتها مياه النهر خلال موسم الأمطار، وهي تستعمل لزراعة الأرز. وتمتد خلف مناطق البانتو فارو سهول رملية، على جانبي نهر جامبيا باتجاه أراضي السنغال.

أشهر الصيف في جامبيا ـ وهي من يونيو إلى أكتوبر ـ حارة ورطبة، وتصل درجات الحرارة في المناطق الداخلية خلال فصل الصيف إلى 43°م، أما خلال فصل الشتاء والذي يمتد من شهر نوفمبر حتى مايو فتصل درجة الحرارة إلى 16°م. وخلال فصل الشتاء تهب رياح الهرمتان، وهي رياح جافة تهب من الصحراء. يسقط نحو 100سم من المطر سنوياً في المناطق القريبة من الساحل. أما المناطق الداخلية فيسقط فيها قدر أقل من المطر.

الاقتصاد:

تشكل منتجات الفول السوداني نحو 95% من قيمة صادرات البلاد، وقد ظلت جامبيا تصدره منذ عام 1830م. ويزرع الأرز هناك أيضًا، وتعمل النسوة في زراعته، ويعتمدن عليه غذاءً لأسرهن. والصناعة الوحيدة في جامبيا هي معالجة وتصنيع الفول السوداني. وتعتبر بريطانيا من أكبر العملاء التجاريين لجامبيا في هذا المجال.

يعتبر نهر جامبيا الوسيلة الرئيسية لنقل البضائع، حيث تمخر فيه السفن التجارية المتجهة إلى المحيط، والتي تحمل على متنها منتجات الفول السوداني للتصدير. أما المراكب والقوارب الصغرى وكذلك القوارب النهرية الكبيرة ذات الأشرعة، فتنقل الركاب عبر النهر. ولاتوجد في جامبيا سكك حديدية، لكنَّ هناك طرقًا منتشرة على جانبي النهر. وهناك طريق رئيسي سريع يُدْعى ترانس جامبيا، يربط مابين شمالي وجنوبي السنغال، ويمر عبر أراضي جامبيا. أما المطار الدولي فيوجد في يوندوم القريبة من بانجول. ويخدم الرحلات بين جامبيا ودول غربي إفريقيا وبريطانيا. تبث إذاعة جامبيا ـ التي تشرف عليها الحكومة ـ برامجها باللغة الإنجليزية وبلغات إفريقية أخرى.

نبذة تاريخية:

كانت المنطقة التي تعرف الآن باسم جامبيا جزءاً من إمبراطورية مالي القديمة، ودام ذلك من القرن الثالث عشر حتى الخامس عشر الميلاديين، حيث عمل الناس في تلك الفترة في زراعة القطن والأرز وأنواع أخرى من المحاصيل الغذائية. أنشأت البرتغال بحلول القرن الخامس عشر الميلادي مراكز تجارية على طول ساحل جامبيا. وتحوّل الشريط الساحلي في مستهل القرن السادس عشر ليصبح مركزاً لتجارة الرقيق من قبل البريطانيين والبرتغاليين. أنشأت بريطانيا في عام 1661م مستعمرة في جزيرة جيمس الواقعة في نهر جامبيا بعد ذلك. وعلى مدى 100 عام نشبت حرب بين بريطانيا وفرنسا من أجل السيطرة على حركة التجارة في ذلك النهر.

في عام 1765م أنشأ البريطانيون مستعمرة أطلقوا عليها اسم سنجامبيا، اشتملت على مايطلق عليه اليوم اسم جامبيا والسنغال. في عام 1783م سلم البريطانيون أراضي السنغال إلى فرنسا. أنشأ التجار البريطانيون مدينة بانجول التي كانت تُعرف في ذلك الحين باسم باتهيرست. أما مستعمرة جامبيا فأُنشئت في عام 1888م. وعند حلول عام 1902م خضع مايُعرف اليوم باسم جامبيا للسيطرة البريطانية التامة. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبالتحديد في عام 1945م بدأت جامبيا بإعداد إجراءات للحكم الذاتي. وحصلت على حكم ذاتي داخلي تام عام 1963م، وأصبح داود جاوارا أول رئيس وزراء في البلاد. والجدير بالذكر أن جاوارا كان رئيس الحزب التقدمي الشعبي في تلك الفترة.

حصلت جامبيا على كامل استقلالها في 18 فبراير 1965م، وفي 24 أبريل 1970م تحولت جامبيا إلى جمهورية وانتخب مجلس النواب جاوارا أول رئيس للبلاد، وأعاد المجلس انتخابه في 1972م و1977م. وفي عام 1982م أعطى التعديل الذي طرأ على الدستور أهالي جامبيا الحق في انتخاب رئيسهم، وعليه انتخبوا جاوارا في 1982م بأغلبية ملحوظة، كما كرروا انتخابه عامي 1987م و1992م.

أنفقت حكومة جاوارا الأموال لتحسين الطرق في جامبيا، ولتحسين حركة التنقل في العبّارات، كما أنفقت الأموال لتطوير وتحديث مطار يوندوم وكذلك الميناء في بانجول.

سجل النشاط السياحي في جامبيا منذ عام 1970م تحسناً سريعًا. ولكن الجفاف الذي تعرضت له البلاد منذ السبعينيات من القرن العشرين الميلادي قلل من المنتجات الزراعية وألحق أضراراً بالغة باقتصاد البلاد.

تربط جامبيا والسنغال علاقات حميمة ؛ ففي عام 1981م ساعدت قوات من السنغال في إخماد التمرد الذي تعرضت له حكومة جامبيا. وفي عام1982م شكلت جامبيا والسنغال اتحاداً كونفدراليًا، وأطلق عليه اسم سنجامبيا، على غرار المستعمرة التي أشير إليها سابقًا. وقد عزز الاتحاد الكونفدرالي من الروابط الاقتصادية الحميمة بين البلدين، كما وحّد بين قواتهما المسلحة. وفي يوليو عام 1994م أطيح بالرئيس جاوارا في انقلاب عسكري قاده يحيى جاميه، وأنهى بذلك النظام البرلماني في جامبيا. وظل يحكم البلاد بوساطة مجلس عسكري. وفي أغسطس 1996م، أقرت جامبيا دستورًا جديدًا، وفاز جاميه في الانتخابات الرئاسية ذلك العام. وبعد إعلان نتائج الانتخابات حل جاميه المجلس العسكري. وفي عام 1997م، انتخب الشعب الجامبي جمعيته الوطنية (البرلمان). وفي عام 2001م، انتخب جاميه لفترة رئاسية أخرى.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية