جينزبره، توماس ( Gainsborough, Thomas )
 |
الفتى الأزرق من أكثر لوحات جينزبره شهرة، فهي تعكس أسلوبه الرائع. وقد أخضع جينزبره أكثر موضوعات لوحاته للوقوف في مناطق تسودها مناظر طبيعية مثالية. |
ولد جينزبره في صدبري بمقاطعة سفولك بإنجلترا. كان أبوه تاجراً للقماش. أظهر براعة في الرسم والتلوين، فذهب إلى لندن ليدرس على يد صائغ فضة وهو في سن الثالثة عشرة. كان الفنان هبرت فرانسوا جرافيلوت من أوائل من قاموا بتدريسه. تأثر أيضا بالمناظر الطبيعية التي رسمها الفنانون الهولنديون جيكوب فان زوزديل وجان وننتس. وبعد أن تزوج جينزبره عام 1746م بدأ في اكتساب سمعته في رسم الأشخاص. انتقل إلى باث البلدة المشهورة في غربي إنجلترا عام 1759م.
وفي باث حقق نجاحاً باهراً برسمه لأشخاص من السياح ذوي الموضة الرائجة. وكما هي العادة في ذلك الوقت، بالغ الأشخاص في إطراء رسوماته عمداً. ولكن جينزبره امتلك حساسية عجيبة تجاه الأشخاص الذين رسمهم لكونهم ظرفاء وجذابين. وفي هذا المجال، سار على خطى السير أنتوني فان دايك، الذي كان قد رسم في المحكمة الإنجليزية من عام 1632 وحتى عام 1641م.
ساعد جينزبره عام 1768م في تأسيس الأكاديمية الملكية للفنون، وهي جمعية للفنانين مقرها لندن. انتقل إلى لندن عام 1774م. وهناك رسم صوراً للملك جورج الثالث وللعائلة المالكة. رسم جينزبره أيضاً صوراً لكبراء الطبقة الأرستقراطية، وللسياسيين، وللكتاب، وممثلي ذلك العصر. ومن الأشخاص الشهيرين الذين رسمهم: السياسي والدرامي الأيرلندي ريتشارد برنسلي شريدان، ورئيس الوزراء البريطاني وليم بت. أظهرت رسومات جينزبره الأولى تفصيلاً في الأسلوب. أما رسوماته التالية فهي أقل تفصيلاً وأكثر سطحية. تعد لوحة الولد الأزرق التي أنجزها عام 1770م من أشهر أعماله على الإطلاق. وتُظهر اللوحة تفضيل الفنان جينزبره للونين الأخضر والأزرق الهادئ، بعكس الألوان: الأحمر والأصفر والبُنِّي التي كان يفضلها منافساه الرسام السير جوشا رينولدز وجورج رومني.
كان لجنيزبره مهنة متألقة امتدت به لسنوات طويلة، ألا وهي فن رسم الأشخاص. وفي نهاية حياته، عاد إلى حُبه الأول، رسم المناظر الطبيعية.