غيانا الفرنسية ( French Guiana )
جزيرة الشيطان الصغيرة قبالة ساحل غيانا الفرنسية كانت لسنوات عديدة معسكر اعتقال رهيب للسجناء السياسيين من فرنسا. أغلق المعسكر في عام 1945م. |
وجميع سكان غيانا الفرنسية تقريبًا من السود أو من الكريوليين (شعب خليط من أصول من السود والبيض). ويعيش معظم السكان على امتداد الساحل. والجزء الداخلي من غيانا الفرنسية أراض قفر إلى حد كبير. ويحتوي الجزء الداخلي على ثروات معدنية وغابية مهمة ولكن لم يتم تطويرها بعد. وتعتمد غيانا الفرنسية اعتمادًا كبيرًا على فرنسا في الحصول على الدعم المالي.
اشتهرت غيانا الفرنسية تاريخيًا بمستعمراتها العقابية. ولنحو 150 عامًا، ظلت فرنسا ترسل المحكوم عليهم بالسجن إلى غيانا الفرنسية. وكان يتم حبس السجناء السياسيين في جزيرة الشيطان بينما تمّ إيداع محكومين آخرين في معسكرات اعتقال في كورو وسان لوران. واشتهرت معسكرات الاعتقال تلك بوحشيتها. وأخيرًا أغلق الفرنسيون هذه المعسكرات، عام 1945م، وأعادوا السجناء إلى فرنسا. وفي الستينيات من القرن العشرين الميلادي، حوَّل الفرنسيون معسكر كورو إلى مركز للأبحاث الفضائية.
نظام الحكم:
أصبحت غيانا الفرنسية منطقة إدارية فرنسية خارجية في عام 1946م، وتُشبه حكومتها حكومات المناطق الإدارية في فرنسا الأم. ويدير غيانا الفرنسية مجلس عام منتخب يتكوّن من 16 عضوًا. وينتخب أعضاء المجلس العام رئيسًا للمنطقة. ولغيانا الفرنسية ممثل واحد فقط في كل من مجلسي البرلمان الفرنسي. ويماثل النظام القضائي في غيانا الفرنسية النظام القضائي الفرنسي إلى حد كبير. ★ تَصَفح : فرنسا.كاين عاصمة غيانا الفرنسية تقع على جزيرة واقعة على مصب نهر كاين. ويعيش نحو نصف سكان غيانا الفرنسية في هذه المدينة. |
السكان:
نحو 90 % من سكان غيانا الفرنسية سود أو كريوليون. وينحدر معظمهم من مسترقين جُلبوا إلى غيانا الفرنسية في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين. وغالبية السكان هم من الهاييتيين، الذين وفدوا إلى غيانا الفرنسية في الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي. وبقية السكان هنود وصينيون ولبنانيون وسوريون. والهنود أول شعب يقطن غيانا الفرنسية، واليوم يعيشون في الجزء الداخلي من البلاد غير أن معظم السكان يعيشون على امتداد الساحل.ويتحدث معظم سكان غيانا الفرنسية اللغة الفرنسية التي تُعد اللغة الرسمية للبلاد. كما يتحدث العديد من الكريوليين لهجة هي مزيج من الفرنسية والإنجليزية. ومعظم السكان رومان كاثوليك.
وينص القانون على إلحاق الأطفال بالدراسة. وفي غيانا الفرنسية مدارس ابتدائية حكومية وخاصة ومدرسة ثانوية ومدرستان مهنيتان. ونحو 75 % من السكان يقرأون ويكتبون.
وبعد أن أصبحت غيانا الفرنسية منطقة إدارية فرنسية خارجية في عام 1946م، شيدت الحكومة الفرنسية مستشفيات ومستوصفات هناك، كما نظمت حملات لاستئصال الجذام والملاريا والدرن من البلاد.
السطح والمناخ:
تتكوّن غيانا الفرنسية من ثلاثة أقاليم هي: سهل ساحلي في الشمال، وهضبة جبلية في الوسط، وجبال توموك ـ هوماك في الجنوب. وتغطي الغابات المطيرة معظم أنحاء البلاد. ويجري أكثر من 20 نهرًا عبر غيانا الفرنسية لتصب في المحيط الأطلسي. وأهم الأنهار نهرا ماروني وأويابوك. ويشكل نهر ماروني جزءًا من الحدود بين غيانا الفرنسية وسورينام. ويجري نهر أويابوك على امتداد حدود غيانا الفرنسية مع البرازيل.ومناخ غيانا الفرنسية استوائي ويبلغ متوسط درجات الحرارة 27°م طوال العام. وتسقط نحو 330 سم من الأمطار كل عام، ومعظمها تهطل خلال الفترة بين شهري ديسمبر ويونيو.
الاقتصاد:
اقتصاد غيانا الفرنسية ليس متطورًا بما فيه الكفاية. وتعتمد البلاد على فرنسا في الحصول على المال لإدارة حكومتها، وفي المساعدة في دعم صناعتها، وفي سداد نفقات الرعاية الصحية والخدمات الأخرى. ومعظم العاملين مستخدمون من قِبَل الحكومة.وأهم صناعات غيانا الفرنسية تعدين الذهب وتصنيع المنتجات الزراعية والغابية، ويتم حاليًا تطوير صناعة الروبيان. وتشمل أهم المنتجات الزراعية الموز والأبقار والذرة الشامية والأناناس والأرز وقصب السكر واليام. ولا ينتج المزارعون ما يكفي السكان من طعام ولذلك فلابد من استيراد معظم الغذاء.
وتضم الأجزاء الداخلية من غيانا الفرنسية تربة خصبة مروية جيدًا وغابات ذات قيمة اقتصادية مهمة وترسبات هائلة من البوكسيت الذي يستخدم في إنتاج الألومنيوم. غير أن هذه الثروات لم تطوَّر بعد.
نبذة تاريخية:
كان الفرنسيون من أوائل الأوروبيين الذين استقروا فيما يعرف الآن بغيانا الفرنسية، وأتوا في وقت كانت فيه العديد من الدول الأوروبية تبني إمبراطوريات استعمارية في الأمريكتين في أوائل القرن السابع عشر الميلادي. وأصبحت غيانا الفرنسية مستعمرة فرنسية في عام 1667م. ومنذ ذلك الوقت، ظلت المنطقة تحت السيطرة الفرنسية، ما عدا الوقت القصير الذي خضعت فيه لحكم القوات العسكرية البريطانية والبرتغالية في أول القرن التاسع عشر الميلادي.وبدأ الفرنسيون في إرسال سجناء سياسيين إلى غيانا الفرنسية خلال الثورة الفرنسية في التسعينيات من القرن الثامن عشر الميلادي. وفي عام 1854م أنشئ معسكر رسمي للسجون في هذه المستعمرة. وحبس نحو 70 ألف شخص في السجون في الفترة من عام 1852م وحتى قيام فرنسا بإغلاقها في عام1945م.
وأصبحت غيانا الفرنسية منطقة إدارية فرنسية خارجية في عام 1946م. ومنذ ذلك الوقت شرعت غيانا الفرنسية بدعم من فرنسا في تطوير اقتصادها وتحسين نوعية حياة سكانها. وفي الثمانينيات من هذا القرن انبثقت حركة قوية للاستقلال عن فرنسا في غيانا الفرنسية. غير أن معظم الناس يرغبون في أن تبقى غيانا الفرنسية منطقة إدارية خارجية تابعة لفرنسا.
★ تَصَفح أيضًا: كاين ؛ مستعمرة العقوبات.