الحرب الفرنسية البروسية ( Franco-Prussian War )
الحرب الفرنسية البروسية بدأت عام 1870م نتيجة نزاع بين فرنسا وبروسيا، وهي ولاية ألمانية. وانضمت جميع الدول الألمانية الأخرى إلى بروسيا، فأصبح النزاع نزاعًا بين فرنسا وألمانيا.
الحوادث التي أدت إلى الحرب:
هزمت بروسيا النمسا في حرب الأسابيع السبعة وحلت محلها القوة الألمانية الرائدة. وسمح نابليون الثالث إمبراطور فرنسا لنفسه بأن يتأثر بالوطنيين الذين يرغبون في إخضاع بروسيا. وكان أوتو فون بِسمارك رئيس وزراء بروسيا شغوفًا بالقتال، وكان يرغب في أن يُقوي وحدة الدول الألمانية بجعلها تخوض حربًا ضد فرنسا.ووجدتْ ذريعة الحرب بسهولة ؛ فقد قُدِّم التاج الأسباني للأمير ليوبولد هوهينزوليرن سيجمارينجن، وهو كاثوليكي وأحد أقارب ملك بروسيا، وقد شعر الفرنسيون أنه إذا حكم ليوبولد أسبانيا فستصبح عائلة هوهينزوليرن قوية جدًا. ورفض والد ليوبولد التاج نيابة عنه. ولكن فرنسا أصرت على أن توفر بروسيا ضمانًا حتى يمنع ليوبولد من قبول العرش في أي وقت لاحق.
قدم الكونت بِنيديتي السفير الفرنسي هذا الطلب إلى ولهلم الأول البروسي في إيمز في بروسيا. وقابل ولهلم بنيديتي بأدب ولكنه رفض الطلب الفرنسي، ثم أرسل برقية إلى بسمارك بما حدث. وكان بسمارك قد ركز هذه البرقية المرسلة من إيمز بطريقة جعلتها تُثير غضبًا كبيرًا حينما نُشرت في فرنسا في 14 يوليو عام 1870م. وأعلنت فرنسا الحرب في 19 يوليو من نفس العام.
تطور الحرب:
دخلت الدولتان الحرب بحماس. فقد أعد الجنرال هيلموت كارل فون مولتكه قائد الجيش البروسي للحرب مع فرنسا إعدادًا دقيقًا، ولم يكن الفرنسيون على استعداد كبير.هزم الألمان الفرنسيين في ويزمبورج، وورث وسبيتشرن. وكبدوهم خسائر فادحة وانفصلت جيوش فرنسا تحت قيادة المارشال ماكماهون، والمارشال بازين اللذين عزلهما الألمان بعضهما عن بعض وحوصر بازين عند ميتز، أما ماكماهون الذي تلقى أوامر التقدم لإغاثة بازين فقد تقابل مع الألمان في معركة كبيرة قرب سيدان. وفوجئ الفرنسيون، واستسلم جيش ماكماهون وسُجن نابليون الثالث ثم استسلم بازين بعد ذلك.
نهاية الحرب:
حينما وصلت أنباء الهزيمة التي حدثت في سيدان، نحى الفرنسيون نابليون واستعدوا للدفاع عن المدينة. وحارب الجيش والمواطنون في باريس بشجاعة، ولكنهم اضطروا إلى تسليم المدينة للألمان في أوائل عام 1871م. وانتهت الحرب بمعاهدة فرانكفورت، التي وقعت في العاشر من مايو عام 1871م ونصت الاتفاقية على أن تُعطي فرنسا معظم الألزاس وجزءًا من اللورين لألمانيا، وأن تدفع لألمانيا ما يساوي بليون دولار أمريكي، وتتحمل نفقة جيش الاحتلال الألماني حتى يُدفع المبلغ. وتوقعت ألمانيا أن يعوق الدَّيْن الضخم فرنسا سنين طويلة. ولكن الفرنسيين سددوه بأعجوبة في أقل من ثلاث سنوات وقد تمكنت الحكومة الفرنسية بمساعدة الشعب الفرنسي من توفير قروض لتسديد الدَّين.