الفلاندر ( Flanders )

الفلاندر إقليم تاريخي في أوروبا.

الفلاندر جزء من شمال أوروبا كان في الماضي وحدة قائمة بذاتها حتى بداية العصر الحديث. يشكل ثلث المنطقة التاريخية للفلاندر حاليًا مقاطعاتُ الفلاندر الشرقية والغربية في شمالي بلجيكا، وتمتد قليلاً لتدخل في هولندا. أما بقية الفلاندر فتقع حاليًا في النصف الشمالي من المنطقة الإدارية الفرنسية المعروفة باسم نورد. وإقليم الفلاندر منطقة غنية بتربتها المنخفضة صعبة التصريف. أما المزارع الواقعة بالقرب من الساحل فتحميها من مياه البحر حواجز مرتفعة، وتوجد بها قنوات لتصريف المياه. ينتج المزارعون الجنجل، والعلف، والقمح، والكتان، وبنجر السكر. ومن الصناعات التي تشتهر بها الفلاندر الفحم الحجري، وصناعة السيارات، والمنسوجات، ومجموعة متنوعة من البضائع المعدنية والكهربائية.

كانت منتجات الفلاندر في البداية تشتمل على الصوف والكتان لاستخدامهما في صناعة الأقمشة. وكانت هناك تجارة كبيرة في الصوف خاصة مع إنجلترا. ونتيجة لذلك تطورت مدن الفلاندر وازدهرت في وقت مبكر قبل كثير من المدن الأوروبية الأخرى. وقد كانت هذه المنطقة السوق التجارية للقارة خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين. جلبت المعارض التجارية الكبيرة ـ التي كانت تقام في مدينة أنتورب التي كانت وقتذاك جزءًا من إقليم الفلاندر ـ الشهرة والثراء للمدينة. وقد أصبحت كل من مدن إيبرو، وبروجس، وغنت غنية من جراء التجارة.

أدت الكثافة السكانية والثراء الذي كانت تعيشه الفلاندر إلى ظهور ثقافة فلمنكية واضحة المعالم. تميزت هذه الثقافة باهتمام بالتصوير التشكيلي، والمعمار، والأدب ومضامين ثقافية بارزة أخرى أعطت الفلاندر موقعًا رياديًا في الحضارة الأوروبية القديمة.

تتابع على حكم الفلاندر على مر السنين عدد من الحكام الأقوياء ؛ كان يطلق على الواحد منهم لقب كونت الفلاندر. وفي أوائل القرن التاسع عشر الميلادي جعل نابليون الأول الفلاندر جزءًا من الإمبراطورية الفرنسية. أما التقسيم الحاضر لمنطقة الفلاندر التاريخية بين بلجيكا وفرنسا وهولندا فقد حدث عام 1830م.

يُطلق اسم الفلاندر حاليًا أيضًا على إقليم ناطق باللغة الهولندية في الجزء الشمالي من بلجيكا، وهو إقليم يتمتع بحكم ذاتي محدود. وهذا الإقليم يتكون من مقاطعات أنتورب والفلاندر الشرقية، والفلاندر الغربية، وليمبيرغ، والجزء الشمالي من برابانت. ★ تَصَفح: الفلمنكيون.