الوقاية من الحريق ( Fire prevention )
اختبار قابلية الاشتعال يحدد سرعة احتراق المواد. يقيس هذا العالم سرعة انتقال النار على سطح مادة اشتعلت داخل أنبوب. |
والوقاية من الحريق عمل يهتم به الأفراد والجماعات باستخدام ثلاث طرق أساسيـة: 1- اللوائـح والأنظمة، 2- فحص المباني والممتلكات، 3- تعليم العامة طرق السلامة من الحرائق وكيفية الوقاية منها.
ومعظم الدول لديها مواصفات وخصائص لابد من توافرها في المباني، كأنواع معينة من المواد والأسلاك الكهربائية المضادة للحريق. وتقوم فرق الإطفاء وبعض الأجهزة العامة بفحص المباني المعرضة لخطر الحريق وتوصي بالإجراء التصحيحي اللازم. وفي بعض الضواحي يوافق أصحاب المساكن على فحص منازلهم ضد مخاطر الحريق. كما يعتبر تعليم المواطنين وإرشادهم جزءًا مهمًا في برنامج الوقاية من الحريق، لأن الأفراد الذين يتسببون في جميع الحرائق تقريبًا يستطيعون منعها. تُعلِّم فرق الإطفاء والمجموعات الاجتماعية والمدارس الأطفال والبالغين عن مخاطر الحرائق ووسائل العمل لتقليل حدوثها.
في المنازل والمدارس:
يجب التخلص من المخلَّفات والملابس القديمة والستائر والأثاث، ولا تخزن تحت المنازل أو في الأدوار السفلية منها، أو في خزائن الملابس، لأنه من الممكن اشتعال النار بها سريعًا. أما السوائل مثل البترول والأصباغ فهي تشتعل بسهولة، لذلك يجب أن تخزن في أوعية وحافظات محكمة الإغلاق، وبعيدة عن الحرارة. ويجب ألا يخزن البترول داخل البيوت ولا يُستخدم في إشعال نار طهي اللحم أو نار المشاعل.ويجب على فني الكهرباء أن يفحص دوريًا شبكة الأسلاك الكهربائية في البيوت والمدارس القديمة ويقوم بتغييرها إذا كانت ضعيفة أو مهترئة. كما يجب عليه أن يغير الأسلاك والأدوات الكهربائية متى اهترأت أغطيتها الخارجية. كما يجب أن لا تمدد الأسلاك الكهربائية تحت السجاجيد حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى انقطاع السلك أو نزع غطائه، ومن ثم تشتعل النار في السجاجيد. ومن الممكن أن يندلع الحريق نتيجة تحميل المقبس الكهربائي الواحد (مأخذ التيار) بعدد من التوصيلات الكهربائية. ★ تَصَفح: السلامة.
تشتعل بعض الأنسجة بسرعة، ولذا يجب على الوالدين أن يُعلِّما أبناءهما كيفية تجنب حرائق ملابسهم، وذلك بعدم الوقوف بجانب فرن أو نار مشتعلة وعدم العبث بأعواد الثقاب (الكبريت). فاللعب بأعواد الثقاب تسبب في موت الكثير من الأفراد، كما أدى إلى خسائر مادية كبيرة في مناطق كثيرة من العالم.
هناك عدة برامج مدرسية تُدرِّب الأطفال على الوعي والتنبه لخطر الحريق حيث يمكن للأطفال أن يعرفوا هذه المخاطر بوساطة تلوين الكراسات وقصائد الشعر وشعارات الوقاية من الحريق. أما الأطفال الأكبر سنًا فيزورون أقسام إطفاء الحريق ويقوم رجال الإطفاء أو الأساتذة بإلقاء محاضرات أو عرض أمثلة تطبيقية للطلاب أيضًا.
مخاطر الحريق في البيت |
في المساكن:
تقوم أقسام الإطفاء مع المؤسسات العامة بتحسين طرق الوقاية من الحرائق من خلال وضع الأنظمة والفحص والبرامج التعليمية. أما الجماعات الأخرى مثل الغرف التجارية وأندية الشباب فيشجعون على مكافحة الحرائق عن طريق الصحف والكتيبات والملصقات والمذياع والمناشدة من خلال التلفاز.تتولّى عدة جماعات بعض البرامج لتحذير الأفراد من خطر الحرائق التي تحدث في فصول السنة المختلفة. فعلى سبيل المثال يرتفع عدد الحرائق في المنازل كل شتاء بسبب استخدام وسائل التدفئة ؛ لأن بعضًا منها تكون في أماكن غير مناسبة أو تستخدم استخدامًا غير صحيح.
وفي أسابيع حملات النظافة، يشجع الملاك وأصحاب المتاجر والمصانع على التخلص من المخلفات، وأي مصدر آخر مسبب للحريق. ومعظم المجتمعات لديها قوانين تستوجب الفحص الدوري للمباني التجارية والعامة والسكنية. ويقوم المسؤولون في أقسام الإطفاء بعمل فحص للمباني بصورة منتظمة.
يعقد في المملكة المتحدة في شهر أكتوبر من كل عام الأسبوع القومي للسلامة من الحريق. وهذا الأسبوع مخصص لتوجيه أنظار الجمهور نحو مخاطر الحريق والخطوات الواجب اتباعها لتقليص هذه المخاطر.
في الصناعة:
الوقاية من الحريق لها وضع مختلف في الصناعة ؛ لأن النار تستخدم في عدة مواضع. فالنار تستخدم لصهر الفلزات وتسخين المواد الكيميائية وتوليد الكهرباء. ولذا فالآلات والأفران التي تستخدم لهذه الأغراض يجب أن تُصَمَّم بطريقة تُبْقِي معها اللهب تحت السيطرة. ويفحص المفتش مصادر خطر الحريق قرب الآلات وفي جهات أخرى من المصنع. كما يعلِّم أصحاب المصانع عمالهم كيفية الاستخدام السليم للآلات ورفع تقارير عن أي مشكلة قد تُسبِّب حريقًا. وعلى العمال، في المصانع وفي ورش العمل، توخِّي الحذر عند استخدام المواد الكيميائية أو الزيوت في أشكالها المختلفة سواء كانت سائلة أو جامدة. أما السوائل التي من الممكن أن تشتعل فيجب حفظها في أوعية معدنية محكمة كما يجب تنظيف المواد الكيميائية المنسكبة القابلة للاشتعال بسرعة.تتكفل عدة صناعات بعمل دورات وتدريبات خاصة لتعليم العمال كيفية تجنب الحرائق في مكان العمل. كما تدعو لوحة إعلان المصنع والكتيبات والمقالات في مجالات المصانع إلى السلامة من الحريق في العمل.
قوانين الوقاية من الحريق:
ترجع جذورها إلى الضوابط المقررة لصناعة المباني في الماضي القديم. ففي عام 18 قبل الميلاد، حدد الإمبراطور الروماني أوغسطس حدًا أعلى لعلو المنازل وحدًا أدنى لسمك الجدران. بعد ذلك بدأت اللوائح تطالب بالفصل بين المباني لمنع انتشار الحريق من مبنى إلى آخر. وفي القرن الرابع الميلادي، أصدر الإمبراطور جوليان تعليمات للحدادين وأصحاب الحرف الأخرى التي تستخدم النار، منها على سبيل المثال إلغاء المداخن التي تسبب الحرائق على الأسطح. وقد طبق الأمراء في بعض أنحاء إيطاليا وألمانيا بعض هذه الأنظمة حتى بدايات القرن السابع عشر الميلادي.وفي المستعمرات الأمريكية عالجت أولى اللوائح المرتبطة بالحريق مكافحة الحريق وليس منع الحريق. ولكن في بعض الأحيان أرشدت الصُّحف القراء إلى مخاطر الحريق. ومنذ ذلك الحين، أصبحت البرامج التعليمية العامة ذات أهمية خاصة بجانب أنظمة منع الحريق وبرامج الفحص. ومعظم هذه البرامج تعمل بصورة متواصلة خلال العام.
والتأكيد على تعليم المواطنين وتوعيتهم هو الطابع الغالب في برامج منع الحرائق في النمسا وهولندا والسويد والمملكة المتحدة. ولكن في معظم الدول الصناعية الأخرى يتم التركيز على وضع القوانين وأعمال الفحص وتدريب العاملين على إطفاء الحرائق. وتكون متطلبات التأمين أساس برامج الوقاية من الحريق. وفي المملكة المتحدة تعد جمعية الحماية من الحريق المنظمة الوطنية التي تهتم بالسلامة من الحريق ؛ وهي واحدة من 20 منظمة في هذا المجال حول العالم، وجزء من منظَّمة مجلس الحد من الخسائر، التي تأسست في المملكة المتحدة، وتختص بجميع الأعمال المتعلقة بمنع الخسائر والمراقبة بناءً على معايير دولية.
★ تَصَفح أيضًا: فرقة الإطفاء ؛ مطفأة الحريق ؛ الاحتراق ؛ التصميد للنار.