الرئيسيةبحث

فرمانا ( Fermanagh )



إنسكلين البلدة الرئيسية في فرمانا تقع في جزيرة في نهر إرني، بين بحيرة إرني العليا والسفلى.
فَرْمانا أكثر أقاليم أيرلندا الشمالية الستة قربًا إلى الغرب، وتتألف من حوض نهر إرني والمنطقة الواقعة على جانبي بحيرتي إرني العليا وإرني السفلى. وينبع نهر إرني من جمهورية أيرلندا مخترقًا الحدود الجنوبية لإقليم فرمانا، ليُشكل بحيرة إرني العليا. وتضيق البحيرة لتُشكّل قناتين على كلا جانبي بلدة إنسكلين، ثم تتحد القناتان مرة أخرى، وتتسعان لتشكلا بحيرة إرني السفلى. ومن هذه البحيرة ينبثق النهر مرة أخرى وينساب خلال مقاطعة دوينجال في جمهورية أيرلندا متجهًا إلى المحيط الأطلسي.

في عام 1973م أُلغيت فرمانا بوصفها إقليمًا، ومنذ ذلك الوقت صار الجزء الرئيسي من إقليم فرمانا، يعرف رسميًا بمنطقة فرمانا الإدارية. وهذه المنطقة الإدارية تحدها من جهة الشمال الغربي مناطق دنفانون وأوماج، ومن الجنوب جمهورية أيرلندا.

يُعتبر الإقليم القديم أقل أقاليم أيرلندا الشمالية سكانًا، وحسب إحصائية 1991م بلغ عدد السكان 54,290 نسمة إلا أن الحكومة لم تعد تُفرد إحصائيةً للسكان في داخل حدود الإقليم القديمة. وتبلُغ مساحة الإقليم 18,509كم²، أما المنطقة الجديدة فتبلغ مساحتها 851كم².

ويتميز إقليم فرمانا جميعهُ بكونه منطقة ذات جمال طبيعي جيد. يُوجد في بحيرة إرني العليا عددٌ من جزر الغابات والقنوات المتعرجة. إلا أن تربة الإقليم غير مناسبة للزراعة ؛ بسبب كبر حجم ذراتها، وتشبُّعها بالماء في الأراضي المنخفضة، وعدم خُصُوبتها في الجبال.

ويُوجد في المنطقة عدد قليل من الجبال العالية. وعند الحدود مع إقليم كافان ينتصب جبل كيلكاف على ارتفاع 668م. وتُشكل الأحجار الجيرية معظم حوض نهر إرني. وهو مليء بالثقوب في بعض الأماكن ؛ بسبب التجاويف والأخاديد التي حفرتها مجاري الماء في باطن الأرض. وتُوجد سلسلة ممتدة من التجاويف عند ماربل آرك (القوس المرمري) قريبًا من فلورنسكورت. وهذا القوس هو في حقيقته فوهة نهر، يجري في باطن الأرض وينساب خلال التجاويف، إلى مسافة بعيدة قبل أن يظهر على سطح الأرض مرة أخرى.

الاقتصاد:

في إقليم فرمانا جزء صغير من الأرض مُستغل زراعيًا، إلا أن المزارعين يربون الأبقار والأغنام والخنازير. ومنتجات المزارع الرئيسية هي اللحوم والحليب والجبن والصناعات الغذائية.

وتُعد الصناعات الغذائية من أكبر الصناعات المحلية. وهناك صناعات أخرى مثل الصناعات الهندسية الخفيفة وصناعة الأغطية والملابس، وإنتاج البضائع البلاستيكية. ويوجد نوع مشهور من الخزف الصيني الممتاز ينتج في قرية بيليك الواقعة على الحدود في أبعد نقطة إلى الغرب في أيرلندا الشمالية.

كذلك تُعتبر السياحة من الصناعات الرئيسية في إقليم فرمانا الذي يُعد واحدًا من أكثر مناطق قضاء العطلات شعبية في أيرلندا الشمالية. وتجذب المناظر الجميلة ورياضة الماء والتجاويف الأرضية السائحين. ويستمتع هواة صيد السمك بالصيد في بحيرات فرمانا وأنهارها وتُعتبر السياحة مصدرًا رئيسيًا لتوفير فرص العمل في الإقليم.

المدن الرئيسية:

إنسكلين العاصمة السابقة للإقليم، وحاليًا عاصمة منطقة فرمانا الإدارية، وهي المركز الرئيسي، ولها موقع استراتيجي ما بين بحيرتي إرني العليا والسفلى. ولها تاريخ مليء بالقلاقل كمدينة مُحصّنة عند حافة مزارع ألستر. ★ تَصَفح: أيرلندا الشمالية.

وفي إنسكلين عدد من المعالم التاريخية بما في ذلك قلعتها وبوابة الماء. كما توجد فيها مدرسة بورتور الملكية التي أنشأها الملك تشارلز الأول، والتي يُعد الكاتب أوسكار وايلد من بين تلامذتها السابقين المشاهير. وهناك مدن تجارية صغيرة أخرى في فرمانا هي إيزفينستون وليزناسكي وبالينامالارد وكيش وبروك بورو وليزبيلو ونيوتاونبتلر وفلورنسكورت.

نبذة تاريخية:

جزر بحيرة إرني السفلى غنية بشكل خاص بمعالمها التاريخية القديمة، التي تعود إلى ماقبل التاريخ وأوائل العهد النصراني. يوجد في جزيرة ديفينيش برج مستدير جميل وأطلال عدد من الكنائس، كما يوجد فيها وفي عدد من الجزر الأخرى، نقوش وأرقام مثيرة للانتباه وهي تعود إلى السِّلت سكان المنطقة الأصليين.

ومن خلال الحصون والقلاع التي بناها المستوطنون في الإقليم تبدو الأهمية العسكرية لإقليم فرمانا على الجانب الغربي للمستعمرات الأسكتلندية والإنجليزية في ألستر في القرن السابع عشر الميلادي. كانت فرمانا مهمة بشكل خاص، عند نهاية القرن السابع عشر الميلادي، خلال الحرب بين قوات جيمس الثاني ووليم الثالث. وقد هزم البروتستانت من إنسكلين جيش جيمس الثاني في نيوتاونبتلر عام 1689م.

وخلال القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين هجر الناس الإقليم بسبب بُعده وتُربته غير الخصبة، وخلال المجاعة الأيرلندية التي حدثت في أربعينيات القرن التاسع عشر وثمانينيات القرن العشرين الميلاديين، تناقص عدد السكان إلى الثلثين.

وأثناء اضطرابات ألستر، صار يوم ذكرى الحرب في إنسكلين مشهدًا لأقسى أنواع الوحشية، وذلك عندما قتلت وجرحت قنابل الجيش الجمهوري الأيرلندي كثيرًا من الناس الذين كانوا يحتفلون بيوم ذكرى انتهاء الحرب في نوفمبر 1987م.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية