الرئيسيةبحث

الإدراك وراء الإحساس ( Extrasensory perception )



الإدْرَاك وَرَاءَ الإحساس طريقة اتصال أو إدراك شيء دون استعمال الحواس المعروفة. إن إدراك أفكار شخص آخر بدون استعمال البصر، أو السمع، أو الذوق أو اللمس، أو الشم سوف يكون مثلاً لذلك. ودراسة الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي هو جزء من مجال علم النفس يُسمَّى علم النفس الموازي . إن الدليل على وجود الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي أمر غير مؤكد. فمعظم العلماء يعتقدون أن الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي هو شيء لم يثبت وجوده بعد.

ماذا يدرس علماء علم النفس الموازي:

إن الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي يقسم عادة إلى ثلاثة أنواع من الظواهر: 1- التخاطر 2- الاستبصار 3- بُعْد النظر. والتخاطر هو الشعور بالأفكار أو بالمشاعر لشخص من قِبَل شخص آخر بطريقة غير معروفة. أما الاستبصار فهو إدراك الأشياء، أو الأحداث أو الناس دون استعمال الحواس المعروفة. وبُعد النظر هو معرفة حدث مستقبلي بوساطة التخاطر أو الاستبصار.

وبعض الذين يدرسون علم النفس الموازي، يدرسون أيضًا الظواهر المتعلقة بالإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي مثل علم التحكُّم في الأجسام الطبيعية بالعقل ويشمل تأثيرات مثل التأثير على سقوط زهر الطاولة بالتركيز.

بحوث في الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي:

طُورت كثير من تجارب الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي واستُعملَت عامة في فترة ما بين 1930م و1960م وشملت تخمين ورق اللعب. وقد كثر في تلك الفترة استخدام رُزْمَات ورق خاصة كل رزمة من 25 ورقة من أوراق الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي تسمى أيضًا أوراق زينر ، وهي منسوبة إلى عالم النفس الأمريكي كارل زينر. وكان على كل ورقة إدراك خارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي واحد من رموز خمسة مختلفة كدائرة أو علامة جمع مثلاً.

وفي اختبار بسيط للتخاطر فإن شخصًا يُسمى المُرْسِل ينظر أو يفكر في ورقة معينة ويركز على رمزها. ويحاول شخص آخر يسمى المتلقِّي ، ويكون عادة في غرفة أخرى، أن يُسمي الرمز الذي كان المرسل يفكر فيه. وفي تجربة على الاستبصار تؤخذ أوراق من الرزمة الواحدة بعد الأخرى. ويحاول المتلقي أن يُسمي الرموز التي على الأوراق. وفي هذه الحالة فإن الشخص الذي يأخذ الأوراق لا ينظر إلى الرمز.

في هذه التجارب يتوقع الإنسان خمس إجابات صحيحة من 25 نداءً فقط بالمصادفة لو أن المتسلم كان يحاول التعرف على ما في الأوراق عن طريق التخمين فقط. ويَعُدُّ معظم المدركين خارج نطاق الإدراك الحسي العادي الشخصَ الذي يكون متوسطه سبعة أو ثمانية نداءات أو أكثر صحيحة بعد اختبارات كثيرة، أن عنده قدرة إدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي.

إن استخدام أجهزة الحاسوب وأجهزة العد الإلكتروني العشوائي قد حل إلى حد ما محل استخدام الأوراق في تجارب الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي. ولقد أفرز مثل هذا البحث ادعاءات مثيرة للجدل منها أن هؤلاء الأشخاص يستطيعون أن يؤثِّروا أو يتنبأوا بفناء المواد ذات النشاط الإشعاعي. وهذا النوع من التأثير أو التنبؤ مستحيل بعبارات الفهم العلمي الحديث.

سوء الفهم الممكن الحدوث:

على الرغم من عدم توفر الأدلة المقبولة عن الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي فإن كثيرًا من الناس يعتقدون في صحته، وذلك من تجاربهم الشخصية التي لا يمكن تفسيرها بخلاف ذلك.

ولكن معظم هذه التجارب يمكن تفسيرها بعمليات سيكولوجية لا يدركها معظم الناس. فالناس كثيرًا ما يجهلون كيف أن الأحداث حولهم تظهر أفكارهم. فإذا كان هناك شخصان يعرف كل منهما الآخر جيدًا فإن كلاً منهما تحدث له سلسلة من الأفكار مشابهة عندما يتعرضان إلى حافز مشترك. فقد يقرأ مثلاً، زوج وزوجة معًا ولا يبديان اهتمامات كثيرة للموسيقى على المذياع، ثم أن موسيقى معينة تفجر في كل منهما ذكرى شخص قابلاه منذ عدة سنين ولكن لم يقابلاه مرة أخرى، وتمامًا عندما يكون أحدهما على وشك أن يذكر اسم الشخص فإن الآخر يذكره. إن هذه الأفكار المشابهة قد تبدو أنها مثل للإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي ولكن لا أحد منهما يحتمل أن يُدرك أن أفكارهما انطلقت حقيقة بوساطة الموسيقى التي في الخلفية.

الخلاف حول الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي:

كان جيه بي راين الأمريكي أحد أشهر الباحثين في الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي، وكان يرأس معمل الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي في جامعة ديوك في الولايات المتحدة لسنين كثيرة. وقد قام راين بعمل عدد من تجارب تخمين الورق لاختبار الاستبصار وبُعد النظر والتخاطر. ويدعي بعض الباحثين أن الدليل المبني على عمل راين والباحثين الآخرين ـ ومعظمهم في إنجلترا ـ قد أثبت بدون أدنى شك وجود الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي. ولكن باحثين آخرين يعتقدون أن الدليل مشكوك فيه.

في بداية البحث في الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي عندما استعملت تجارب غير متقنة، قام بعض الناس بأعمال تخاطر أو بعد نظر عجيبة. ولكن اليوم وقد أصبحت التجارب محكومة بعناية أكثر فإن الأعمال المشابهة أصبحت نادرة. أما في العلوم فإن الاتجاه يجب أن يكون في الاتجاه المضاد. فلو أن الظواهر التي تحت البحث كانت حقيقية فإن التجارب المحسَّنة يجب أن تنتج نتائج أهم ومحددة جيدًا.

هناك سبب آخر للتشكك، وهو أنه بعد أكثر من مائة سنة لم يستطع عَالم أن ينتج إثباتًا يمكن تكراره عن الإدراك خارج نطاق الإدراك الحسي العادي أمام جماعة من العلماء المحايدين. إن بعض علماء علم النفس الباحثين في التخاطر قد استجابوا لهذا النقد بأن احتجوا بأنّ الخطأ قد يوجد بسبب المجرِّب. ويقترح هؤلاء العلماء أن الباحثين المتشككين قد تكون عندهم مواقف تمنعهم من إنتاج أو مشاهدة الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي.

الاعتقاد المستمر في الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي:

يحتمل أن يبقى بالرغم من ضعف الدليل، فكثير من الناس يعتقدون بشدة أن بعض عناصر الوجود البشري ليست خاضعة للقوانين أو للطرق الطبيعية. وأن الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي، لو ثبت وجوده سوف يساعد على تفسير هذه العناصر.

ويعتقد بعض علماء الإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي، أنه أيضًا قد يعطي تبصرات في إمكانية الحياة بعد الموت. وقد تَقَصَّى رَايِنْ الحلقة المحتملة للإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي للحياة بعد الموت. وقد أسّست جمعية للبحث النفسي في إنجلترا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي قامت بأبحاث مشابهة. ومن المحتمل أن يستمر الاهتمام بالإدراك الخارج عن نطاق الإدراك الحسي العادي، بالظواهر التي تبحث في علم النفس الموازي الذي يبحث في التخاطر مادام الناس سيبعثون بعد الموت أو يتجاوزون الحدود المفروضة بوساطة العلم.

★ تَصَفح أيضًا: الاستبصار ؛ قراءة الأفكار ؛ علم النفس الموازي ؛ البحث النفسي ؛ التخاطر.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية