إستونيا ( Estonia )
مدينة تالين العاصمة وأكبر المدن تتميز بقلاعها ومبانيها القديمة التي أُنشئت ما بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر الميلاديين. |
يعمل معظم سكان البلاد في مجال الصناعة والتعدين ويسكن 69% منهم في المدن.
وعبر تاريخها، تعرضت إستونيا لسيطرة الألمان والدنماركيين والسويديين والبولنديين فالروس، إلا أن السكان ظلوا متمسكين بثقافتهم ولغتهم واستقلالهم.
نظام الحكم:
يحكم إستونيا رئيس دولة ينتخبه البرلمان لفترة خمس سنوات. ينتخب الشعب برلمان البلاد الذي يتكون من 101 عضو. يعين الرئيس، بتوجيه من البرلمان، رئيس الوزراء الذي يعمل على تصريف شؤون الحكم.الملابس الإستونية الوطنية براقة زاهية الألوان. والمرأة الإستونية (الصورة) تلبس زيًا فيه قميص نسائي (بلوزة) مطرّز وقبّعة. |
السكان:
ينتمي الإستونيون للفنلنديين الذين كانوا يشكلون 90% من الأهالي عام 1940م عندما احتلت القوات السوفييتية هذا القطر، إلا أن استيطان مئات الآلاف من الروس بالبلاد، والأقليات اليهودية والأوكرانية الأخرى، قَلَّص نسبتهم إلى 60%. ويعتنق 80% من معظم السكان المذهب اللوثري، والباقون (20%) ينتمون إلى إحدى كنائس الأرثوذكس الشرقية.السطح والمناخ:
تتألف أراضي إستونيا في معظمها من سهول منخفضة، يُستغل 40% منها في الزراعة، و 30% تغطيها غابات، و 20% تنتشر فيها مستنقعات. وتشكل بحيرة بيبوس ونهر نارفا الحد الشرقي للدولة، بينما تمتد حدودها البحرية 774كم على بحر البلطيق، وخليج فنلندا، وخليج ريجا. وتنتشر أمام السواحل جزر إستونيا، وأكبرها جزيرة ساريما.رغم الموقع الشمالي النائي، إلا أن إستونيا تتمتع بمناخ معتدل بسبب نسيم البحر، فتتراوح درجة الحرارة في شهر يناير بين 7 و 2°م تحت الصفر، وترتفع في يوليو إلى 18°م، ويتراوح المعدل السنوي للأمطار بين 48 و 58 سم.
خريطة إستــــونـــيا |
الاقتصاد:
نما القطاع الصناعي إبّان الحكم السوفييتي السابق نموًا كبيرًا، ورغم ذلك كانت نوعية المنتجات منخفضة، والنقص حادًا في السلع الاستهلاكية والخدمات، فضلاً عن تفاقم مشكلة التلوث.وأثناء الثمانينيات بدأ الإستونيون يطالبون بمزيد من السيطرة على اقتصاد بلادهم، وزاد عدد المنشآت الخاصة والمشتركة كثيرًا منذ عام 1988م.
يشارك القطاع الصناعي والتعدين بنسبة 75% من الدخل الاقتصادي لإستونيا، ويُستخدم الطَّفَلُ الزيتي وقودًا لتوليد الطاقة الكهربائية، كما يتم تكريره لإنتاج المواد البتروكيميائية. وتصنع إستونيا الأسمدة الكيميائية، ومواد البناء، والآلات الزراعية، والمنسوجات، والأغذية المصنَّعة.
يساهم قطاع الزراعة وصيد الأسماك بنحو 20% من الدخل الوطني، وتشمل المنتجات الزراعية الألبان، ومنتجاتها، والبيض، واللحوم الحمراء والبيضاء، والبطاطس، والشوفان، والشعير.
الإستونيون يحتفلون بعيد استقلالهم في سبتمبر 1991م عندما اعترف الاتحاد السوفييتي بإستونيا دولة مستقلة. وقد كانت إستونيا جزءًا من الاتحاد السوفييتي السابق بعد أن صارت واحدة من جمهورياته سنة 1940م. |
نبذة تاريخية:
استوطن أسلاف الإنسان الإستوني تلك البلاد منذ سبعة آلاف سنة، وفي بداية القرن الثالث عشر الميلادي، وَفِدَ فرسان التيوتون على القسم الشمالي من إستونيا، وأدخلوا أهلها في النصرانية، بينما خضع القسم الجنوبي للدنماركيين، وفي القرن السادس عشر الميلادي امتلك النبلاء الألمان معظم أراضي إستونيا واستعبدوا الناس.توالى على البلاد بعد ذلك البولنديون من الجنوب، فالسويديون والروس، إلا أن صحوة وطنية دبت بين الأهالي حوالي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، فتحررت بلادهم سنة 1918م، في ظل حكم ديموقراطي، قضى على الإقطاع، ووزعت الأرض على آلاف الفلاحين.
أخيرًا، اتفق الألمان والروس سرًا سنة 1939م على اقتسام عدد من الأقطار الأوروبية، فاحتل الاتحاد السوفييتي (سابقًا) إستونيا سنة 1940م، وفي العام التالي اجتاحها الألمان في نطاق الحرب العالمية الثانية، واستعادها الاتحاد السوفييتي عام 1944م.
نفى الحكم السوفييتي عشرات الآلاف من الإستونيين المعارضين له إلى مجاهل سيبريا، واستمر الصراع ضد السوفييت لسنوات طويلة بعد الحرب، حيث بدأت حركة حقوق الإنسان في الستينيات. وفي أواخر ثمانينيات القرن العشرين، نشطت الحركة القومية، عندما نادى ميخائيل جورباتشوف بسياسة الانفتاح. وأعلن البرلمان الإستوني سنة 1990م عدم مشروعية القرار الذي ضم الاتحاد السوفييتي بمقتضاه إستونيا إلى أراضيه، وطالب بالاستقلال. وعقب إخفاق حركة التمرد الشيوعية في الاتحاد السوفييتي ضد جورباتشوف أغسطس 1991م، أعلن البرلمان الإستوني الاستقلال التام، واعترفت بذلك السلطات السوفييتية في سبتمبر. وفي ديسمبر 1991م، انهار الاتحاد السوفييتي إلى جمهوريات مستقلة. وبعد الاستقلال، أجرت إستونيا إصلاحات اقتصادية قلصت بموجبها سيطرة الحكومة على كثير من الأنشطة الاقتصادية. وبمنتصف تسعينيات القرن الماضي، آلت كثير من المنشآت للقطاع الخاص. وطدت إستونيا المستقلة علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول غرب أوروبا، بينما برزت خلافات مع جارتها روسيا وبخاصة حول حقوق الروس الذين يعيشون على أراضيها وسعت إستونييا للانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.وافق الاتحاد الأوروبي في اجتماعه الذي عقد في كوبناجن بالدنمارك في ديسمبر 2002م على انضمام عشر دول للاتحاد بينها إستونيا بحلول شهر مايو 2004م.
★ تَصَفح أيضًا: البلطيق، دول ؛ تارتو ؛ تالين.