المينا ( Enamel )
المينا مادة شبيهة بالزجاج تستعمل لتشكيل سطح أملس مصقول وبرَّاق فوق الفلزات. وقد تأخذ ألواناً مختلفة لتزيين العديد من الأدوات بما فيها الأقداح والصحون والأطباق المعدنية. ويوفر السطح القاسي الذي تشكله المينا وقاية لمعدات دورات المياه وأجهزة المطبخ ولأنواع أخرى من التجهيزات الصناعية والأدوات. ويطلق اسم المطليات بالمينا أو المينا على كل الأدوات المزينة والمحمية بالمينا.
كما تستعمل كلمة المينا للإشارة إلى المواد الشبيهة بالزجاج التي تثبَّت على السيراميك في عملية تعرف بالتزجيج. والاسم الصحيح لهذه المادة هو الطلاء. كما تشير كلمة المينا إلى نوع الطلاء الذى يشكِّل عند جفافه سطحاً قاسيًا ومصقولاً. ويمكن دهن هذا الطلاء فوق الزجاج للتزيين.
التركيب والتطبيق:
يتألف المينا بشكل رئيسي من مسحوق زجاج الرصاص ـ الصودا أو الرصاص ـ البوتاس وتضاف الأكاسيد الفلزية إليه للحصول على الألوان المطلوبة.ويُطبق المينا على الفلز في درجة حرارة تقارب 816°م. ولذلك فإن الفلزات التي تتحمل هذه الحرارة هي وحدها التي تطلى بالمينا. ومن هذه الفلزات النحاس الأحمر والذهب والفضة والقصدير، حيث تنصهر المينا بالتسخين وتلتحم بسطح الفلز. كما يمكن تطبيق المينا بذره بشكل متساوٍ على الأداة الفلزية المسخنة، كما يمكن تسييله ودهنه على المادة الفلزية المسخنة.
تقنيات التزيين بالمينا:
هناك خمسة تقنيات أساسية هي الحفر والنقش والفصل بليك أ. جور (التفريغ) والطلاء.الحفر:
يقوم الفنان برسم التصميم على الفلز ثم يحفر الأجزاء المراد تزيينها، ويملأ هذه الفراغات بالمينا. وبعد تسخين الأداة يُصقل المينا حتى يصل إلى مستوى الفلز المحيط به. وقد اشتهرت مدينة ليموج بهذا الفن وبمصنوعاتها من الأواني المطلية بالمينا بين عامي 1100 و1300م.النقش:
عملية تحسين الحفر، حيث توضع طبقة شفافة من المينا فوق الأجزاء البارزة من التصميم فتلونها بشكل خفيف. أما الأجزاء السفلية من التصميم فتلون باللون الداكن، وهكذا يتشكل الظل والضوء. وغالباً ما تطبق على الأدوات الذهبية والفضية. ويُظن أن فناناً إيطالياً هو الذي طور هذا الأسلوب في أواخر عام 1200م.الفصل:
يعتمد على ثني سلك ليأخذ شكل تصميم معين، مشكلاً بذلك حجيرات متصلة بعضها ببعض تسمى الفواصل. يُثَبَّت هذا الشكل المصمم على سطح المادة الفلزية ثم توضع عليها المينا وتسخن. ثم تصقل المينا بحيث تصبح ذروة السلك ظاهرة. ويكون للسلك هدفان: الأول منع تداخل الألوان بعضها ببعض، والثانى تظليل الشكل ومنح التصميم مزيدًا من الجمال. وقد طوّر فن الفصل في الشرق الأدنى.بليك .أ. جور (التفريغ):
يعتمد هذا الفن على تشكيل سلك معدني ثم تُملأ الفراغات بالمينا الملونة. وتسخن المادة حتى يلتصق المينا بالسلك وبهذه الطريقة يمكن إبداع عمل فني لمّاع من الزجاج الملون، يستطيع الضوء أن يعبر من خلاله بسبب عدم وجود خلفية فلزية. ويرجح أن تكون هذه الطريقة قد ابتكرت في فرنسا عام 1300م.الطلاء:
هو طلْي التصميم الموجود على المادة الفلزية بالمينا ثم تسخينه لتشكيل تصميم دائم. وقد قدم الإنجليز في هذا المجال الغني أعمالاً جميلة ولا سيما علب نشوق ذهبية وصناديق نحاسية.