الزحار ( Dysentery )
الزُّحار مرض يسبِّبه التهاب الغشاء المبطن للأمعاء الدقيقة. ويؤدي هذا الالتهاب ـ الذي تسببه كائنات دقيقة الصغر ـ إلى آلام حادة في المعدة وإلى إصابة الشخص بالإسهال. ومع إصابة المرء بهذا المرض، فقد تحتوي حركة أمعائه على المخاط والدَّم، كما تسبِّب بعض حالات الزُّحار ارتفاع درجة الحرارة، وقد تؤدي إلى تقيؤ المريض.
وعند تعرض حاملي هذا المرض إلى الإسهال، فإنهم يفقدون كميات كبيرة من السوائل والأملاح اللازمة لأجسادهم. ومن الممكن أن يصبح هذا المرض مميتًا خصوصًا، إذا تعرَّض المريض للجفاف.
يصيب الزُّحار كافة البشر، وفي أماكن متفرقة من العالم، ولكن تشيع أنواع هذا المرض بكثرة في البلدان المدارية. ويهدد هذا المرض خاصة حياة الأطفال وكبار السِّن والأفراد الذين لا يتمتعون بصحة جيدة.
الأسباب والأعراض:
تتسبَّب أنواع عديدة من العضويات المجهرية المتناهية في الصغر مثل بكتيريا السالمونيلا وبكتيريا الشيغلة والحيوانات أحادية الخلية التي تُسمى الأميبيا، في حدوث الزُّحار. وتتسبَّب الأميبات والشيغلة في حدوث معظم أمراض الزُّحار. وتتسبب الشيغلة في حدوث داء الشيغلات الذي يُعرف أيضًا باسم الزحار العصوي. وتحدث داء الشيغلات فجأة وتتسبب في ارتفاع درجة الحرارة، وفي تعرض المريض إلى حالات شديدة من الإسهال. وإذا لم يعالَج المريض فقد يزول هذا المرض خلال بضعة أسابيع، ولكنه قد يتسبّب في تعرض المريض إلى حالات خطيرة من الجفاف.تسبب الأميبات الزحار الأميبي الذي يبدأ تدريجيًا، والذي نادرًا ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المريض. وقد يتسبَّب في تعرض المرء لمرض الجفاف لسنوات عديدة، كما يتسبَّب أيضًا في تعرض المريض إلى قروح المعى الغليظ، وقد تمتد العدوى إلى الكبد. ويكون الزُّحار الأميبي مميتًا في أحيان نادرة.
الانتشار:
تنتقل العضويات المجهرية المسبِّبة لمرض الزُّحار عن طريق براز الأشخاص المرضى، كما تنتشر أيضًا عن طريق حاملي المرض ـ الذين لا يحملون أعراضه. وتنتقل البكتيريا والأميبات إلى الجسم عبر الفم، وفي معظم الأحوال عبر الطعام أو المياه. وقد تتسبّب الحشرات والأيادي غير النظيفة في نقل الأمراض من البراز إلى الطعام. ومن الضروري غسل الأطعمة والخضراوات خصوصًا إذا استخدمت عند زراعتها أسمدة تحتوي على براز الآدميين.ينتشر وباء الزُّحار في المناطق المزدحمة بالسكان التي ينخفض بها مستوى الصحة العامة. وكان هذا المرض منتشرًا في الماضي في المستشفيات والسجون ومعسكرات الجيش. ولقد قتل الزُّحار جنودًا أكثر مما قتلت المعارك في بعض الحروب. وأدى التحسن الملموس الذي طرأ على الوضع الصحي في القرن العشرين إلى التقليل من عدد المصابين بمرض الزُّحار. وعلى كل حال فإن هذا الوباء مازال منتشرًا في بعض البلدان النامية.