دريفوس، ألفرد ( Dreyfus, Alfred )
ألفرد دريفوس |
طوال المحاكمة ظل دريفوس يصر على براءته. وفي عام 1896م، وجد أحد أعضاء هيئة الأركان الفرنسية وثائق أقنعتهم ببراءة دريفوس، ولكنه تخلى عن الموضوع، بأمر من رؤسائه إلا أن عائلته وأصدقاءه اتجهوا إلى الرأي العام يستنهضونه للمطالبة بإعادة المحاكمة. واستطاعوا أن يجندوا شخصيات مرموقة من عالم الفكر والأدب في فرنسا في ذلك الوقت من أمثال أميل زولا ومرسيل بروست وأناتول فرانس وليون بلوم ولوسيان هير لتأييد إعادة محاكمة دريفوس. وقد أصدر هؤلاء بيانًا حمل توقيعهم ونشرته جريدة لورو الفرنسية في 14 يناير 1898م بعنوان بيان المثقفين. وتعتبر هذه الحادثة في فرنسا المرجعية التاريخية والسياسية والفكرية لمقولة المثقفين، ذلك أن هذا اللفظ استعمل لأول مرة كاسم في عبارة "بيان المثقفين" الذي أشير إليه. ★ تَصَفح: زولا، أميل.
مثل دريفوس أمام محاكمة أخرى، عام 1899م، وأدانته المحكمة مرة أخرى وحكمت عليه بالسجن لمدة عشر سنوات، قضى منها عدة أيام فقط. أفرج عنه بعدها بعفو من الرئيس إميل لوبيه.
وفي عام 1918م، تمت ترقية دريفوس إلى رتبة مقدم في الجيش الفرنسي، ومُنح وسام الشرف. وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، كان قائداً لأحد الحصون الدفاعية لمدينة باريس.
لا تزال قضية دريفوس، مثار جدل بين كثير من الناس، ومنهم من يقول إن وراءها خيوط صهيونية. وقد قسمت محاكمته فرنسا إلى فريقين ظلا على عداء عنيف لمدة عشر سنوات، فبينما رأي الجمهوريون والاشتراكيون براءته، كان الملكيون والعسكريون والكاثوليك يرون إدانته وفق الوثائق السرية الفرنسية التي بعثها دريفوس إلى الرائد شنارتزكوين الملحق العسكري الألماني بباريس.