درزدن ( Dresden )
درِزْدِنْ من كبريات المدن الألمانية، وتُعد من أهم مراكز الفنون في أوروبا. يبلغ عدد سكانها 490,571 نسمة. تقع المدينة على ضفتي نهر ألبه، في الجزء الأوسط الشرقي من ألمانيا.
كانت مدينة درزدن من أجمل المدن الأوروبية، قبل الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م). وفي فبراير 1945م، قتلت غارات الحلفاء الآلاف من سكان درزدن، ودكت معظم منشآت المدينة، بما في ذلك الآثار المعمارية. استمر ترميم المباني الأثرية منذ عام 1950م وكان أول المباني التاريخية التي أُعيد بناؤها، مبنى زفينجر، وهو متحف شامل يُعد نموذجًا فريدًا لطراز الباروك المعماري الزخرفي. ويضم مُتحف زفينجر، الذي تم تشييده في القرن الثامن عشر الميلادي، مجموعة من التحف الفنية الرائعة، مثل الأعمال الفنية الخزفية، والجواهر، واللوحات الزيتية لمشاهير الفنانين القدامى.
ومنذ عام 1945م، تمت إعادة تعمير معظم أنحاء مدينة درزدن على النمط الحديث، حيث تخترقها الشوارع العريضة المحاطة بالمباني الخرسانية الشبيهة بالعلب. وتقع أهم المحال التجارية على شارع براغستراس، وهو شارعٌ مخصصٌ للمشاة.
تكتسب مدينة درزدن أهميتها باعتبارها مركزًا للأبحاث الصناعية والتنمية أكثر من كونها مركزًا للصناعات. وتشتمل منتجاتها على الأدوية، والمعدات الإلكترونية، والأثاث، والأجهزة الدقيقة والبصريات، والآلات الميكانيكية. وينتج خزف درزدن، المشهور عالميًا، في مدينة مايسن المجاورة. ★ تَصَفح: درزدن، خزف.
تأسست مدينة درزدن في أوائل القرن الثالث عشرالميلادي، على يد المستوطنين الألمان القادمين من مايسن. وفي القرن الخامس عشرالميلادي، أصبحت المدينة عاصمة لولاية سكسونيا، التي كانت مملكة لقوم عُرفوا باسم السكسونيين. وخلال الأعوام الأربعمائة التي تلت ذلك، أنشأ حكام درزدن المجموعة الفنية للمدينة، وتوسعوا فيها بحيث أصبحت المدينة مركزًا فنيًا مهماً. وعندما أصبحت سكسونيا جزءًا من الإمبراطورية الألمانية، في عام 1871م، اكتسبت درزدن مكانتها بوصفها مركزاً تجارياً أيضًا.
وأثناء الحرب العالمية الثانية، أخفى الألمان كنوز درزدن الفنية خارج المدينة. وقد تمكنت القوات السوفييتية، من الاستيلاء على هذه الكنوز في عام 1945م، بيد أنهم أعادوا معظم الأعمال في منتصف الخمسينيات. وبالرغم من إعادة بناء معظم أجزاء المدينة بعد الحرب العالمية الثانية، فإن مدينة درزدن تبدو كئيبة، مقارنة ببريقها السابق.