الرئيسيةبحث

دونيجال ( Donegal )



دونيجال مقاطعة تقع على الساحل الشمالي الغربي لأيرلندا، وهي واحدة من ثلاث مقاطعات تكوِّن محافظة ألستر. هناك شريط ضيق من الأرض يربط دونيجال بجمهورية أيرلندا، مما يجعل هذه المقاطعة أكثر عزلة من أية مقاطعة أخرى.

دونيجال مقاطعة كبيرة وذات تنوُّع. وهي مشهورة بمناظرها الطبيعية الجميلة، وملابسها المصنوعة من النسيج الصوفي الخشن، وتُعَدُّ مدينة لِتَرْكِني أكبر مدنها.


حقائق موجزة

عدد السكان:127,994 نسمة.
المساحة:4,830كم².
المدن الكبرى:لِتَرْكِني، بنكرانا، باليشانون، باليبوفي ـ سترنورْلَرْ ـ ، دونيجال، كليبجْز، كارْندوناخ، بندوران.
المنتجات الرئيسية:الزراعة: الشعير، الأبقار، اللبن، الشوفان، الخنازير، البطاطس، الأغنام.الصناعة:الملابس، منتجات الأسماك، الأدوات الصحية، معدات الاتصال، التويد (الصوف الخشن) وغيره من المنسوجات.
أصل الاسم:جاء من الكلمة الأيرلندية دَنْ نجل (وتعني قلعة الغرباء).

السكان ونظام الحكم:

ارتفع عدد سكان دونيجال في عام 1986م بنسبة 3% عمّا كان عليه في التعداد السكاني السابق الذي أُجري في عام 1981م. وقد حدثت هذه الزيادة في كل المقاطعة إلا أنها كانت الأكثر زيادة حول لِتَرْكِني. وفي السبعينيات من القرن العشرين، كان عدد السكان قد تناقص بسبب الهجرة. وهناك كثير من السكان تحركوا بين دونيجال وأسكتلندا على وجه الخصوص. ويعيش أربعة من كل خمسة مواطنين في دونيجال في المناطق الريفية. ويعيش الكثير من السكان على الساحل الغربي.

ما يقرب من 87% من أهل دونيجال من الكاثوليك. وهناك آخرون يتبعون كنيسة أيرلندا وهم: المشيخيون والميثوديون. ويعيش غالبية البروتستانتيين شرقي دونيجال وتتبع غالبية دونيجال أسقفية رابْهو. إلا أن شبه جزيرة إنشوون تتبع أسقفية درّي،ولكل أُسقفية أُسقفها الرومي الكاثوليكي الخاص. وبالنسبة للمشيخيين، فإن الأسقفيتين متحدتان تحت رعاية أسقف واحد.

وتمتد غايلتاشت، وهي المنطقة الأيرلندية التي يتحدث أهلها اللغة الأيرلندية في حياتهم اليومية، عبر منطقة واسعة غربي دونيجال، ويبلغ عدد سكانها نحو 26,000 نسمة. وفي غيرها من مناطق المقاطعة، نجد أن اللغة الإنجليزية هي اللغة المستخدمة في حياة السكان اليومية. وبدونيجال كثير من الفن الشعبي، كما أن بعض المظاهر التقليدية للحياة مازالت قائمة، وأهمها رحلة الصيف إلى لو ديرج (بحيرة) في الجنوب الغربي، وهو عُرْف يرجع إلى العصور الوسطى.

في دونيجال دائرتان انتخابيتان يمثلهما ستة أعضاء نيابيون دَيِل إيريان وهو (الفرع الشعبي لبرلمان جمهورية أيرلندا) وهناك مجلس للمقاطعة مسؤول عن الحكم المحلي تقع رئاسته في مدينة ليفورد، وهي مدينة صغيرة. إن كلاً من بنكرانا وبَنْدوران ولِتَرْكِني مناطق حضرية. ومدينة دونيجال الصغيرة الواقعة على الساحل، التي كانت يومًا ما عاصمة المقاطعة ومنها أُخذ اسمها الحالي، لم تعد مركزًا إداريًا في الوقت الراهن.

لِتَرْكِني أكبر المدن في مقاطعة دونيجال والمركز الصناعي الرئيسي فيها.

الاقتصاد:

يعمل خُمس سكان دونيجال في الزراعة ويُعدّ واديا فُويِل وفِنْ في الشرق من الأودية الخصبة. ويزرع المزارعون في الشرق والشمال الشعير، والشوفان، والبطاطس، كمحاصيل رئيسية. وتنتج مقاطعة دونيجال الشوفان والبطاطس أكثر من أية مقاطعة أخرى. ويهتم السكان بتربية الماشية وتربية الأغنام في المناطق المرتفعة. كما يهتم بعض المزارعين بمنتجات الألبان وتربية الحيوانات والدواجن.

أغلبية المزارع تقل مساحتها عن 30 هكتارًا. وأكبرها توجد في شرقي دونيجال. أما في غربي البلاد حيث تسود التربة الفقيرة، فتقل مساحات المزارع. ويتكون ثلث المقاطعة فقط من أراضٍ خصبة، شأنها في ذلك شأن بقية المناطق الأخرى في جمهورية أيرلندا. ويعمل معظم سكان دونيجال تقريبًا في صناعات النسيج والملابس.

ظلت الصناعة ولأمد طويل تشكل أهم مجالات النشاط السكاني في مقاطعة دونيجال أكثر من باقي أجزاء جمهورية أيرلندا. ودونيجال مشهورة بصناعتها اليدوية للصوف الخشن والملابس الأخرى التي يعمل بها أكثر من خمس عمال المقاطعة. وتضم الصناعات الأخرى تعليب الأسماك وغيرها من الأطعمة، وتصنيع منتجات الأدوات الصحية وأجهزة الاتصالات.

ويعمل نصف أهل دونيجال تقريبًا في صناعات الخدمات، بما فيها البيع بالتجزئة والدفاع والتعليم والصحة والإدارة العامة والسياحة والنقل. وتوجد كلية فنية إقليمية في لِتَرْكِني.

هناك محطتان لتوليد الطاقة الكهربائية المائية مقامتان على نهر أيرْن في الجنوب. كما توجد محطة أخرى أصغر على نهر كلادي في الغرب. ويوجد بالقرب من جويدور مصنع صغير يدار بحرق الخث. ويتم قطع الخث للوقود من المستنقعات الواسعة.

تُعَد منطقة دونيجال أهم منطقة للصيد البحري في جمهورية أيرلندا. ويجلب الصيادون ربع المعدل من الأسماك المصطادة على المستوى القومي إلى ميناء كليبجز الشهير، حيث توجد عدة صناعات مرتبطة بصيد الأسماك. ومن موانئ صيد الأسماك الأخرى بيرتونبورت، وراونينجز، وجرينكاسل وموفيل وراثمولن. ولصيد أسماك الرنجة والماكريل أهمية خاصة في كليبجز. ومن بين الأسماك الأخرى التي يتم اصطيادها في دونيجال القد، والسرطان، وكلب البحر، والحدوق، وجراد البحر، والبلايس، والبياض.

المواصلات:

إن الطريقين القوميين الرئيسيين ن13 (N13)، ن15 (N15) اللذين يقعان شرقي وجنوبي دونيجال يربطان لِتَرْكِني وليفِورد مع دْرّي وسليجو. وهناك الطريق ن56 (N56) ويخدم المنطقة الغربية من المقاطعة.وتتبع الطرق الساحل والوديان. ولايوجد بها خطوط سكك حديدية.

السياحة:

وهي من الأنشطة المهمة في كل أنحاء دونيجال ولاسيما في المناطق الساحلية، ويستمتع الناس بالمناظر الطبيعية الجميلة للجبال والساحل، كما يستمتعون بالشواطئ الرملية الجيدة. وبندوران منتجع ساحلي رئيسي. يقع متنزه جلنغي القومي ومتنزه غابات آردز في شمال غربي المقاطعة. ويفد العديد من الزوار من أيرلندا الشمالية، وبعضهم يمتلك منزلاً آخر في دونيجال.

سليف ليج في المنطقة الغربية من مقاطعة دونيجال بها بعض الصخور الأكثر إثارة للإعجاب في أيرلندا كلها.

السطح والمناخ:

يشكل ساحل الأطلسي الطويل غير المنتظم في الشمال والغرب، الممتد لجزء من جنوبي المقاطعة أغلب حدود دونيجال، أما أغلب حدودها الداخلية فتكونها الحدود مع أيرلندا الشمالية.

أمدت المرتفعات الوعرة والساحل دونيجال بمناظرها الطبيعية الجميلة. وتضم المرتفعات جبال درّفيغ في الشمال الغربي وجبال بلوستاك في الجنوب. وأعلى قمة فيها هي إريجال حيث يبلغ ارتفاعها 752م، وهي تحتوي على معدن المرويت الصلب. والصخور القديمة في المنطقة تشمل الجرانيت الصوان، والشست وصخر النايس. ويوجد الحجر الكلسي في الجنوب الشرقي. وفي العصور الجليدية، أحدثت أنهار الجليد تآكلاً للمرتفعات وخلّفت وراءها الوديان والبحيرات. وتوجد هناك الصخور الجرداء التي يغطيها الخث الآن بصورة كاملة تقريبًا. وقد جرفت أنهار الجليد التربة والصخور إلى منطقة السهول المنخفضة في الجنوب الشرقي. وهذه التربة الصخرية تكونت من تلال صغيرة تُسمى دَرْملنز.ويجري نهر أيَرْن في هذه المنطقة، وتضم السهول الرئيسية الأخرى وديان نهري فويل وفِنْ فِي دونيجال الشرقية.

وتمتد الأراضي المرتفعة حتى الساحل في الجنوب الغربي، حيث توجد حافات صخرية بحرية تثير الإعجاب وترتفع إلى 600م عن مستوى المحيط الأطلسي، وهي الأعلى ارتفاعًا في كلٍ من أيرلندا وبريطانيا.

ويضم خط الساحل المتنوع أكثر الشواطئ الرملية اتساعًا في جمهورية أيرلندا. والساحل به فجوات عميقة في الشمال، حيث تفصل هضبة أنشوون المداخل الطويلة لبحيرة سْوِلي وبحيرة فويل.

تقع مالين هِدْ، وهي أقصى نقطة شمالية في أيرلندا في هذا الساحل. ومن بين الجزر العديدة البعيدة التي تقع قبالة الساحل الغربي جزيرتا آران وتوري.

يصل معدل درجة حرارة الأراضي الداخلية في يناير إلى 4°م في دونيجال، وهي أدنى من غيرها من المناطق الأخرى في جمهورية أيرلندا. إلا أن درجة الحرارة تكون مرتفعة أكثر على الساحل. ويصل معدل درجة حرارة شهر يوليو إلى 14°م. والمعدل السنوي للأمطار يتراوح بين 1,000ملم في الأراضي المنخفضة و2,000ملم على قمم الجبال العالية.

نبذة تاريخية:

ترجع الآثار الباقية في دونيجال إلى أزمنة العصر الحجري. والاسم القديم للمملكة التي كانت تحتل غالبية دونيجال الحالية في القرون الوسطى هو تايركونال وتعني (أرض كونال) وكونال اسم الملك الأيرلندي الذي حكم ـ حسب ما ترويه الأسطورة ـ هذه المنطقة في القرن الخامس قبل الميلاد. وصار الذين انحدروا من نسل كونال يعرفون باسم أودونيلز. وكانت أنشُوون وتايرون تتبعان لآل أونيلز الذين انحدروا من أيوخان. ويظن أنه كان أخًا لكونال. وقد ألقى التنافس بين آل أودونيلز وآل أونيلز بظلاله على تاريخ شمال غربي أيرلندا مدة ألف عام. وكانت رئاسة آل أودونيلز في جرانيان آيليخ، وهي قلعة حجرية أخَّاذة تقع بين بحيرة سولي ونهر فويل. ومن أشهر الأسماء في التاريخ النصراني القديم لدونيجال اسم سانت كولمسيل الذي أنشأ دير أيونا في أسكتلندا.

ولم يُقدَّر للأنجلو ـ نورمنديين السيطرة على دونيجال. وفي عام 1585م، قامت الحكومة البريطانية بتخطيط المنطقة على شكل مقاطعة، قاعدتها مدينة دونيجال. ولقد اتحد كل من هيو أو دونل الأحمر، وهيو أونيل لمحاربة البريطانيين في معركة كنسيل عام 1601م وتبع استسلامهما في عام 1603م، هروب كبار النبلاء من أيرلندا. ★ تَصَفح: أيرلندا، تاريخ.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية