جيبوتي ( Djibouti )
جيبوتي عاصمة جمهورية جيبوتي وأكبر مدنها وتقع في منطقة القرن الإفريقي شمال شرقي ساحل إفريقيا على درجة عرض 30َ,11° شمالاً، وشرقي خط طول 43° شرقاً. ويبدو أن هذه المدينة التي بُنيت على ثلاث جزر مرجانية، قد تأثرت بالحضارة العربية الإسلامية أكثر من تأثرها بإفريقيا، وإن كان سكانها خليطاً من أجناس إفريقية وعربية. يُقدَّر عدد سكان مدينة جيبوتي بنحو 383,000 نسمة، وهي تستأثر بأكثر من 55% من مجموع سكان الدولة، وتعيش جالية فرنسية كبيرة في المدينة ويدير الأوروبيون بعض المشروعات التجارية، كما يمتلك اليمنيون وبعض العرب من جنسيات أخرى أعمالاً تجارية ومشروعات أخرى. ومنذ أن أصبحت جيبوتي ميناءً حراً سنة 1981م، فإنه يتوافر بأسواقها معظم السلع التي تُستورد من الهند وتايلاند وبورما وتايوان وجمهورية الصين الشعبية وغربي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. وبسبب موقع مدينة جيبوتي في منطقة تشعُّب الأخدود الإفريقي، فإنها تتعرض في المتوسط لأكثر من 600 هزة أرضية سنويًا، لكن السكان لايشعرون إلا بنحو خمس أو ست هزات فقط.
ومناخ مدينة جيبوتي حار جاف. يتفاوت معدل المطر السنوي عليها ما بين 10 و25سم سنوياً، وتمر بعض السنوات دون أن تسقط الأمطار. وتتعرض جيبوتي لدرجات حرارة عالية في فصل ارتفاع الحرارة (من مايو إلى سبتمبر) حيث تصل إلى 45°م أحياناً، وإن كان المعدل السنوي للحرارة 29°م وتتعرض مدينة جيبوتي خلال الفصل الحار لرياح الخماسين.
أهم ما يميز النشاط الاقتصادي لمدينة جيبوتي أنه نشاط تجاري يرتبط بوظيفة المدينة لكونها ميناءً بحرياً. وبجيبوتي مطار دولي، وترتبط بأديس أبابا بخط حديدي أنشئ بين عامي 1897م و1917م. وقد تكفّلت فرنسا بإنشاء هذا الخط الحديدي الوحيد الذي يخدم وسط إثيوبيا وجنوب شرقها. وتتوافر خدمات النقل الداخلي في جيبوتي ممثلة في الحافلات وسيارات الأجرة. ولا يوجد نشاط صناعي يُذكر في جيبوتي عدا استخراج الملح من مياه البحر.
ويتميز شاطئ جيبوتي بأنه نظيف إلى حد ما، وتكثر فيه أماكن السباحة، ويمارس الناس فيه الغطس كما تُمارس هواية صيد الأسماك والملاحة بالقوارب الشراعية من مايو إلى أكتوبر.
ويغلب على مدينة جيبوتي طابع العمارة الفرنسية القديمة. وتنتشر مدارس التعليم ذات النظام الفرنسي، إلا أن هناك نشاطاً تعليمياً عربياً وبعثات تعليمية عربية. وقد أقامت المملكة العربية السعودية، معهداً علمياً بجيبوتي افتُتِح مبناه الجديد في شهر ذي القعدة (1413هـ، 1993م)، وهو تابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ومن الناحية التاريخية، فإن قصة مدينة جيبوتي بدأت سنة 1888م حينما سيطرت فرنسا على منطقة جيبوتي التي كانت في ذلك الوقت غير آهلة بالسكان. وأسس الفرنسيون المدينة في السنة نفسها، وجعلوها عاصمة لأرض الصومال الفرنسي في عام 1896م (منطقة جيبوتي). وازداد عدد السكان في جيبوتي ازدياداً سريعاً منذ عام 1945م، وتطوَّرت الأحياء الفقيرة في بعض مناطق العاصمة.