الغطس ( Diving )
☰ جدول المحتويات
الغطس رياضة مائية مثيرة. يقفز الغاطس الماهر من المنصة المتحركة أو الثابتة، ويقوم بتقديم عروض بهلوانية في الهواء، قبل الولوج في الماء.
وعلى خلاف السباحة، فإن رياضة الغطس تهتم بالنواحي الفنية أكثر من اهتمامها بقوة التحمل أو السرعة. والغطاسون الموهوبون هم الذين يقرنون القوة بشكل من الرشاقة والشجاعة الفائقة أثناء الدوران السريع والحركة الالتوائية في اتجاه الماء، ثم يقومون في النهاية بالولوج إلى الماء بأقل قدر من إثارة المياه.
يقوم بعض الغطاسين بألعاب استعراضية أثناء الغطس بينما يقفز آخرون في المحيط من قمم الصخور. ويتمتع هؤلاء الغطاسون بمهارة وشجاعة فائقتين، ويتنافسون في تقديم عروضهم كمحترفين، لا هواة. وتناقش هذه المقالة الغطس بوصفه هواية مفتوحة للتنافس.
أنواع الغطس
ألعاب الغطس، على المستويين المحلي والدولي، نوعان: الغطس من المنصة المتحركــة، والغطس من المنصة الثابتة. وفي حالة الغطس من المنصة المتحركة، يستعمل الغاطس حركة الارتداد من فوق لوح مرن لكي يكتسب الارتفاع اللازم للقيام بعملية الغطس. وفي حالة الغطس من المنصة الثابتة، يقفز الغاطس من سطح ثابت مرتفع. ويعطيه ذلك الارتفاع الكبير الوقت اللازم ليقوم بحركات متعددة قبل الولوج في الماء.
الغطس من المنصة المتحركة:
الغطس من المنصة المتحركة أكثر شيوعًا من الغطس من المنصة الثابتة. ويبلغ طول لوح الغطس المتحرك، التي تقام عليه المباريات 5م، وعرضه 50سم، ويمتد لمسافة متر ونصف المتر من جدار الحوض. وتقام المباريات من فوق منصات يبلغ ارتفاعها مترًا واحدًا أو ثلاثة أمتار فوق سطح الماء. ومنذ سنة 1990م، تقام مباريات الغطس من فوق منصات يبلغ ارتفاعها مترًا، أو 3م فوق سطح الماء.وخلال الستينيات من القرن العشرين الميلادي، أحدث تطور منصات الغطس المصنوعة من الألومنيوم ثورة في الغطس من المنصات المتحركة. فقد جعل من الممكن القيام بأنواع عديدة من التمرينات، حيث إن ألواح الألومنيوم أقل سمكًا وأكثر مرونةً من تلك المصنوعة من ألواح الخشب السميكة، ومن ثم فإنها تعطي قفزةً أكثر كفاءة، وتجعل من السهل على الغاطس أن يدور حول نفسه ويكتسب ارتفاعًا أعلى. ويسمح هذا الارتفاع المتزايد، وكذلك الحركات الدورانية المغزلية، للغاطس أن يقوم بأنواع عديدة مختلفة من الغطس، ومنها الكثير من الغطسات الصعبة.
وقد مكنت الاختراعات الجديدة في مجال منصات الغطس المصنوعة من الألومنيوم الغطاسين من إكسابهم ارتقاءات أعلى وقيامهم بحركات مغزلية أسرع.
الغطس من المنصة الثابتة:
تنص القوانين على أن يكون ارتفاع منصات الغطس الثابتة 6م على الأقل، وأن يكون عرضها مترين، وأن تكون ذات سطح مموج حتى يأمن اللاعب الانزلاق، وأن يكون ارتفاعها عن سطح الماء 10م. وهناك بعض المنصات التي يبلغ ارتفاعها 5م أو 7,5م. لكن الغطاسين يستعملونها للتدريبات وليست للمسابقات.تقنيات الغطس
الغطس أمر مأمون للذين يتلقون تدريبًا مناسبًا، كما أنه يتطلب معدات مناسبة. وقد يتعرض اللاعب المبتدئ إلى جروح خطيرة إذا لم يتعلم التقنيات المناسبة. ويجب ألا يمارس اللاعب الغطسات الصعبة في حوض سباحة، لحديقة منزل أو فندق، كما يجب أن يكون هناك من يستطيع مد العون في الحالات المطلوبة.
وتتكون الحركة الأولى في الكثير من الغطسات من الاقتراب والقفزة. والاقتراب هو الخطوات الأولى التي يخطوها اللاعب فوق المنصة سواء كانت متحركة أم ثابتة. والقفزة هي الخطوة الأخيرة. وهي في الواقع قفزة قصيرة تؤدي به إلى حافة المنصة. وتتدخل الكثير من العناصر في إحراز الاقتراب والقفز الصحيحين. فمثلاً يجب أن تكون خطوات الاقتراب طبيعية، ومتوازنة في الطول. وقد تتسبب الخطوات الأطول أو الأقصر من الطبيعي إلى تأرجح في الوزن ومن ثم يؤدي عدم الاتزان إلى غطس ضعيف.
وتبدأ بعض الغطسات من المنصة الثابتة بوقفة البداية، وليس باقتراب وقفزة، حيث يقف اللاعب منتصبًا على حافة المنصة. كما تبدأ غطسات أخرى من غطسات المنصة الثابتة بالانحناء على المنصة واليدان ملامستان لها.
وتشتمل جميع الغطسات على حركات معينة لابد من أن يقوم بها اللاعبون بكل دقة وهم في الهواء. فالصورة الصحيحة هي أن يلج اللاعب الماء في وضع رأسي منتصب الجسد والأطراف ممدودة في نفس المستوى الرأسي للجسم.
وإذا ماضرب اللاعب في الماء بالرأس أولاً يجب أن تكون ذراعاه ممدودتين أمام الرأس في خط الجسم. وإذا ما ولج الماء بالقدم أولاً، يجب أن تكون الذراعان ممدودتين وملتصقتين بالجسم.
أنواع الغطسات
يتكون الغطس من المنصة المتحركة من خمس غطسات أساسية هي: 1- الأمامي 2- الخلفي 3- المعكوس 4- الداخلي 5- الدوران.
وتمثل كل من هذه الغطسات الخمس مجموعة من الغطسات. وتتكون كل مجموعة من غطسات رئيسية وسلسلة من الغطسات المتنوعة الصعبة الخاصة بها. وتحتوي كل التنوعات في الأنواع الأربعة الأولى على قلب الوضع مرة واحدة على الأقل. أما غطسات الدوران، فتضيف دورانات إلى غطسات من المجموعات الأربع الأولى. وعلى اللاعب أن يستدير بجسده دورة كاملة في الهواء لكي تتم غطسة الدوران.
أما في الغطس من المنصة الثابتة، فهناك ستة أنواع من الغطسات، الخمسة الأولى منها من نفس المجموعات التي توجد في غطسات المنصة المتحركة. أما المجموعة السادسة وهي المعروفة بمجموعة الوقوف على اليدين، فإن الغاطس يبدأ بوقفة ويداه تلمسان المنصة عند حافتها. وتشتمل غطسات الوقوف على اليدين على غطسة رئيسية وعدد من المتنوعات الأخرى.
ويقوم اللاعب بأداء جميع الغطسات، ما عدا بعض غطسات الدوران، وذلك في وضع من ثلاثة أوضاع هي: 1- المستقيم 2- الرمح 3- التكور.
ففي الوضع المستقيم يحافظ اللاعب على جسمه مستقيمًا. وفي وضع الرمح ينحني اللاعب عند مفصل الفخذين مع بقاء الركبتين منتصبتين. أما في وضع التكور فإن اللاعب يجذب الركبتين إلى الصدر حتى يتلامسا، ويقبض على نهاية الساقين بيديه. وهناك وضع رابع، وهو الوضع الحر، يستعمل في بعض غطسات الدوران فقط. وتشتمل الغطسات في الوضع الحر على أي من الأوضاع الثلاثة الأخرى المعتمدة على نوع غطس الدوران.
رياضة الغطس في الدول العربية
الغطس من الرياضات التي تحظى باهتمام الدول العربية ورعايتها. وتُنظم له بطولات خاصة على كافة المستويات المحلية والخليجية والعربية. ومن أشهر هذه البطولات البطولة العربية للغطس وبطولة مجلس التعاون لدول الخليج العربية للغطس وكرة الماء. حقق العرب نتائج عالمية مشرفة في رياضة الغطس، فيذكر أن أول بطل عربي شارك في بطولات الغطس في الدورات الأوليمبية كان البطل المصري فريد سميكة الذي شارك في الدورة التاسعة التي أقيمت في أمستردام عام 1928م، وحقق المركز الثاني في الغطس من المنصة الثابتة، والمركز الثالث في الغطس من المنصة المتحركة، كما فاز ببطولة الولايات المتحدة في الغطس مرتين عامي 1930م، 1931م. وفاز البطل المصري أحمد كمال علي بالمركز الأول في الغطس من المنصة الثابتة، والمركز الثالث في الغطس من المنصة المتحركة في دورة البحر الأبيض المتوسط الأولى التي أقيمت في الإسكندرية في مصر عام 1948م.
وقد منح الاتحاد الدولي ـ حديثًا ـ بطل الغوص المصري أشرف عبدالفتاح شفشق الشهادة البلاتينية التي تمنح للأبطال الدوليين الذين يقومون بأكثر من 5000 غطسة. وقدم له هذه الشهادة ممثل الاتحاد الدولي للغوص في مصر، في احتفال كبير أقيم بهذه المناسبة في مارس عام 1997م بمركز غوص الجمل في مدينة شرم الشيخ بمصر، تقديرًا لإنجازاته في رياضة الغوص وجهوده لنشر هذه الرياضة على مدى اثني عشر عامًا مارسها لاعبًا ومرشدًا ومعلمًا.