الديفتيريا ( Diphtheria )
الديفتيريا التهاب مُعْد حاد للجهاز التنفسي العلوي والجلد، وغالبًا ما يسبب مضاعفات خطيرة مميتة. وخلال أواخر القرن التاسع عشر، اجتاح وباء الديفتيريا أوروبا الغربية والولايات المتحدة، وفي ذلك الوقت، كان معظم الضحايا دون العشر سنوات من العمر. أما في الوقت الراهن فإن الديفتيريا تؤثر في الأطفال والبالغين بصورة متساوية تقريبًا. وقد قّلَّل انتشار التحصين بلقاحات الديفتيريا إلى حد كبير عدد حالات الديفتيريا.
السبب والأعراض والتعقيدات:
تنجم الديفتيريا عن بكتيريا تسمى الوتدية الديفتيرية. يعدي هذا الكائن الحي في الغالب الأغشية المخاطية للمجرى العلوي للتنفس، خاصة اللوزتين، والحلق أي مؤخرة الفم وأعلى البلعوم. تنتج البكتيريا ذيفانًا يدخل الدم، فيحمله الدم إلى جميع أجزاء الجسم. وينشر الأشخاص المصابون البكتيريا بوساطة السعال والعطاس، ويمكن للأشخاص الذين يُطلق عليهم اسم حملة البكتيريا نقل البكتيريا دون ظهور أي أعراض للمرض. ولعدم ظهور أعراض على حملة البكتيريا فبإمكانهم نقل المرض للآخرين.تظهر الأعراض بعد حوالي يومين إلى خمسة أيام من العدوى، وتتضمن احمرار الحلق، والحمى، وانتفاخ العقد اللمفاوية في العنق. ويتشكل غشاء رمادي يمسك على سطح اللوزتين والبلعوم، ويمكن انتشاره إلى أعلى إلى داخل الأنف أو إلى الأسفل ضمن القصبة الهوائية والرئتين. كما يمكن أن يعوق الغشاء التنفس والبلع. وفي الحالات الحادة، يمكن أن يسد الممرات التنفسية سدًا تامًا.
ومن الممكن أن يصيب ذيفان الديفتيريا القلب والجهاز العصبي. وأحد هذه التأثيرات الحادة التهاب عضلة القلب المعروف بالالتهاب الحاد للعضلة القلبية الذي يؤدي إلى إصابة دائمة في القلب. وفي بعض الحالات، يضعف هذا الذيفان القلب لدرجة تصل إلى الوفاة. وتتضمن إصابة الأعصاب الشلل المؤقت في عضلات البلعوم، والعينين، والعضلات التنفسية التي قد يؤدي شللها إلى الوفاة.
يمكن لبكتيريا الديفتيريا أن تصيب الجروح في الجلد، وتسمّى بعض هذه الالتهابات ديفتيريا الجروح أو الديفتيريا الجلدية. وفي أغلب حالات ديفتيريا الجروح، لايتشكل الغشاء على المنطقة المصابة وتدخل دفعات الذيفان مجرى الدم وتؤدي إلى نفس اختلاطات العدوى التنفسية.