المتجر التنويعي ( Department store )
المتجر التنويعي ببرلين بألمانيا، هذا البناء الكبير الضخم قد جعل من المستطاع تخزين وبيع أنواع لا تحصى من البضائع المتنوعة في محيط فسيح ومترف. |
ينتظم المتجر التَّنويعيُّ النَّموذجي في خمسة أَقسام وهي: المتاجرة والعمليات والتَّرويج والشؤون الماليَّة وشؤون العاملين. أَمَّا قسم المتاجرة، فيتولَّى شراء البضائع وبيعها للزَّبائن. وأَمَّا قسم العمليات، فيشمل: الأَمن وخدمة الزَّبائن والصِّيانة والعناية بأمور البناية عامة، بينما الترويج معنيّ بالإعلان، وعرض البضاعة، والعلاقات العامَّة. ويقوم قسم الماليَّة بأَعمال المحاسبة وإِدارة التَّسليف والأُمور المالية المشابهة. ويُعْنى قسم شؤون العاملين بتشغيل المستخدَمين وتدريبهم، والاحتفاظ بسجلات معيّنة عنهم.
يرى كثير من المؤرخين، أنَّ أرِسْتيد بوسيكو، أَحد التُّجار الفرنسيين، هو الذي أسَّس أَول متجر تنويعي. فقد أدار بوسيكو متجرًا في باريس، اسمه بون مارشيه ومعناه الصفقة الرابحة. واقتصر متجر بون مارشيه على بيع المنسوجات في الأصل، ولكنَّه بدأ في خمسينيات القرن التَّاسع عشر الميلادي ببيع أَنواع كثيرة مختلفة من البضائع المرتَّبة حسب الفروع.
وسرعان ما اقتبس خبرات بوسيكو في البيع بالتجزئة، رجال أَعمال أَمريكيون، مثل: مارْشال فيلْد، وإيْبِن جوردان، وراولاند هـ. ميسي، وبنجامين ل. مارش، وألكسندر ت. ستيوارت، وجو واَنَاميكر. وفي أَوائل القرن العشرين انتشرت المتاجر التَّنويعيَّة في الولايات المتَّحدة وأوروبا.
وكانت المتاجر التنويعية الأولى تختلف عن تلك الموجودة حاليًا في عدد من النواحي. فعلى سبيل المثال، أُقيمت أَول المتاجر التَّنويعيَّة في مناطق التَّسوُّق الواقعة في وسط المدينة. لكن العديد منها موجود الآن في مراكز تَسوُّق خارج المدن. كما كانت المتاجر التَّنويعية الأُولى تنطوي على عمليات تقتصر على متجر واحد، وكان الكثير منها مؤسسات عائلية، تحتلُّ أَفضل المواقع في الشوارع الرئيسية، إلا أَنَّ غالبيتها الآن في يد مجموعات ضخمة لبيع التجزئة، وكثيرًا مايمكنها إدارة المتاجر بأَساليب أكثر فاعلية في زيادة الربح. وفي البداية وفرت المتاجر التَّنويعيَّة مستوى عاليًا من الخدمة الشخصية لزبائنها في جميع الأقسام. ولهذا السبب جذبت بالدرجة الأولى جماعات الدَّخل المتوسط. لكنَّ الكثير من المتاجر الحديثة تحتوي على أَقسام تعمل بالخدمة الذاتية إلى حد بعيد. كما احتلت المتاجر التنويعية الأولى طوابق متعددةً، وعرضت أنواعا كثيرة من السلع. أمّا المتاجر التنويعيَّة الأَحدث عهدًا هذه الأَيام، فلا تشغل إلا عددًا قليلاً من الطَّوابق، وتبيع سلعًا أقل تنوعًا.