الرئيسيةبحث

طب الأسنان ( Dentistry )



طب الأسنان يتضمن تشخيص أمراض الأسنان والفكين ومعالجتها والوقاية منها. تُعد الفحوص الدورية جزءًا من العناية الجيدة بالأسنان. وفي الصورة يقوم طبيب الأسنان بفحص أسنان مريض خلال زيارة روتينية.
طب الأسنان فن وعلم تشخيص ومعالجة أمراض الأسنان والفكين والأنسجة اللينة المحيطة بالفم والوقاية منها. يعتني أطباء الأسنان بمرضاهم بعدة طرق، خصوصًا من خلال براعتهم في التعرف على مشكلات الأسنان والأنسجة الداعمة لها وعلاجها والوقاية منها. ويستطيع أطباء الأسنان أيضًا أن يقوموا بدور أخصائيي صحة الفم. فمثلاً، يمكنهم إبداء النصح فيما يتعلق بالطريقة الصحيحة لنظافة الأسنان والمحافظة عليها.

تشمل معالجة الأسنان عددًا كبيرًا من الخدمات التي يركز بعضها على معالجة مشكلات الأسنان التي تعود بشكلٍ أساسي إلى تسوس الأسنان. وتُسمى هذه المعالجة الترميم ويستعمل فيها غالبًا نوع من حشو السن. وهناك خدمات أخرى للأسنان تعنى بالوقاية من أمراض الأسنان وأنسجتها الداعمة وعلاجها. وهناك فروع أخرى تقوم على التركيز على مواضع الأسنان وعلاقة بعضها ببعض وعلاقتها بعظام الفكين. وتتطلب بعض الأسنان أحيانًا إزالتها، وتتم هذه الطريقة عادة باستخدام مبنج، وتُدعى الاقتلاع. ويمكن أن يقوم أطباء الأسنان أيضًا بمعالجة الإصابات والالتهابات والأورام وحالات أخرى تصيب الأسنان وعظام الفكين والأنسجة المتعلقة بها.

تتم ممارسة طب الأسنان في عيادات يقوم فيها طبيب أسنان واحد أو أكثر بمعالجة المرضى. وتقوم كليات طب الأسنان بالإضافة إلى تدريب أطباء الأسنان الذين لم يتخرجوا بعد، على إجراء البحوث العملية التي تعمل على تطوير وسائل تشخيص اضطرابات الأسنان ومعالجتها. إضافة إلى ذلك يمارس طب الأسنان في عيادات كبيرة في المستشفيات وكليات طب الأسنان.

فروع طب الأسنان

تم إنشاء عدد من فروع طب الأسنان تتضمن: 1- طب الأسنان العام 2- تقويم الأسنان 3- جراحة الفم 4- معالجة الأنسجة حول السن 5- الأسنان الاصطناعية أو البديلة وترقيع الأسنان 6- علم أمراض الفم 7- طب أسنان الأطفال 8- طب أمراض لب الأسنان.

طب الأسنان العام:

يتضمن طب الأسنان العام مراحل ممارسة طب الأسنان كافة. ويتعلق الجزء الأكبر من ممارسة طب الأسنان بالوقاية من أمراض الفم. ويعلِّم أطباء الأسنان مرضاهم طرق تنظيف الأسنان بشكلٍ صحيح. ويقومون كذلك بمساعدة مرضاهم لاكتساب عادات طعام مغذ تساعد على الإبقاء على سلامة الأسنان والّلثة. ويمكن أن يقوم أطباء الأسنان أيضاً بتنظيف أسنان المريض ولثته. وتقوم أخصائيات مدربات في صحة الفم في العديد من عيادات الأسنان بمساعدة طبيب الأسنان في نشاطاته المختلفة. ★ تَصَفح: صحة الأسنان.

وتتضمن المعالجة العامة للأسنان حشو الأسنان واقتلاعها، وتعويض الأسنان المفقودة بالجسور أو أطقم الأسنان ★ تَصَفح: الأسنان. يقوم أحياناً اختصاصيون في فروع أخرى من طب الأسنان بالعناية بالمشكلات الصعبة.

مشابك الأسنان تتألف من أطواق معدنية، توضع حول كل سن وتوصل مع بعضها بأسلاك. ويستخدم مقومو الأسنان المشابك لإصلاح الوضع غير الطبيعي للأسنان والفكين.

تقويم الأسنان:

يختص بإصلاح ومنع حدوث عدم انتظام في وضع الأسنان، ويحدث عدم الانتظام عادةً عند نمو الأسنان خلال فترة الطفولة المبكرة. وقد ينتج عنها عدم إطباق الأسنان (القضم السيء). وتحدث غالبية حالات عدم الإطباق بسبب كبر حجم الأسنان قياسًا بالمساحة المتوافرة لها في الفك. ونتيجة لذلك تتراكم الأسنان. ويعالج اختصاصيو تقويم الأسنان حالات عدم الإطباق باستخدام المشابك وأجهزة ميكانيكية أخرى تحرك الأسنان إلى مكان أفضل. ★ تَصَفح: تقويم الأسنان.

جراحة الفم:

وتهتم بالمعالجة الجراحية لمشاكل تجويف الفم. ويتعلق العديد من هذه المشاكل بالأرحاء الثوالث وتدعى أيضًا أضراس العقل. وقد يكون من الصعب إزالة هذه الأسنان في عيادة طبيب أسنان عام إذا كانت محشورة بشكلٍ شديد في عظام الفك. ويزيل جراحو الفم الأورام والأكياس من الفم، كما يعالجون كسور الأسنان والفكين الناتجة عن الإصابات. ويقومون كذلك بمعالجة المشاكل التجميلية للفكين والوجه باستخدام طرق مماثلة لتلك الطرق المستعملة في جراحة التجميل.

معالجة الأنسجة حول السن:

وتتم في أمراض الأنسجة الداعمة للسن، وهي العظام التي تحيط بالأسنان والأربطة بين العظام والأسنان، وكذلك أنسجة اللثة. ومن المعروف أن أمراض الأنسجة الواقعة حول الأسنان تُسبب فقدان البالغين لأسنانهم أكثر من أي مشكلة أخرى تتعلق بالأسنان نفسها. ويمكن منع حدوث هذه الأمراض عن طريق العناية الصحيحة بالأسنان.

الأسنان الاصطناعية أو البديلة وترقيع الأسنان:

وتختص بالتعويض عن الأسنان المفقودة أو التالفة. ويتطلب التعويض غالبًا صنع أطقم أسنان كاملة أو جزئية، وهي أجهزة متحركة. ويتم التعويض أحيانًا عن الأسنان المفقودة بجسر يتم تثبيته على الأسنان المتبقية. وتصنع الأجزاء البديلة من مواد البلاستيك أو الخزف أو الذهب أو معادن أخرى أو من خليط من هذه المواد.

علم أمراض الفم:

يهتم بصورة رئيسية بتشخيص أمراض الفم باستخدام طرق معملية. ويمكن إجراء فحوص على أنسجة لينة أو صلبة من فم المريض بمساعدة المجهر، وذلك للتعرف على الأورام أو على أي اضطرابات أخرى. ويختص بعض أطباء علم أمراض الفم في طب الأسنان الشرعي الذي يطبق علم أمراض الفم على الحالات القانونية. ويتعين على هؤلاء الاختصاصيين عادةً التعرف على أشخاص موتى عن طريق مقارنة سجلات الأسنان مع أسنان وأنسجة الضحية.

طب أسنان الأطفال:

ويختص بمشكلات أسنان الأطفال، ويهتم كذلك بمرضى معينين آخرين كالراشدين المصابين بعجز عقلي أو جسدي.

طب أمراض لب الأسنان:

يتضمن تشخيص ومعالجة أمراض لب السن. واللب هو الجزء المركزي من السن الذي يحتوي على أعصاب وأوعية دموية. وقد يسبب تَسوس الأسنان الشديد والإصابات الشديدة خمْج أو التهاب وموت لُبّ السن. ويمكن إزالة هذا اللب بوساطة طريقة تعرف باسم معالجة قناة الجَذْر. وفور إزالته، يمكن الاستعاضة عن اللب بمادة حاشية خاصة. وهذا النوع من العلاج ينقذ العديد من الأسنان التي كان من الممكن اقتلاعها.

نبذة تاريخية

مقتلع الأسنان المتجول كالذي يظهر في الصورة، كان واحداً من العديد من الأشخاص غير المدربين الذين مارسوا طب الأسنان في القرن الثامن عشر الميلادي. وأصبح طب الأسنان مهنةً معترفا بها خلال القرن التاسع عشر الميلادي.

طب الأسنان القديم:

عانى الإنسان ولايزال يعاني من مشكلات أسنانه. وقداستخدم اليونان القدماء والرومان والمصريون والعرب والمسلمون وسائل عديدةً لعلاج آلام الأسنان، بما في ذلك اقتلاع السن، حتى إن الناس في الحضارات الأولى استطاعوا استخدام جسور ذهبية للأسنان. أما في العصور الوسطى، فقد مارس مهنة طب الأسنان الحرفيون، كالصياغ والحلاقين.

في عام 1728م، نشر عالمُ أسنان فرنسي يُدعى بيير فوشار كتاباً بعنوان طبيب الأسنان الجراح. وصف في هذا الكتاب أجهزة الأسنان المعقدة والأدوات وطرق العلاج بصورة مفصلة. ويُعَدُّ هذا الكتاب نقطةً مهمةً في تاريخ طب الأسنان. أما طب الأسنان كمهنة فقد ظهر في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. في ذلك الوقت كانت حالة الأسنان عند العديد من الأشخاص في البلاد الصناعية الحديثة، مثل بريطانيا، سيئة للغاية. ★ تَصَفح أيضًا: العلوم عند العرب والمسلمين (الطب).

طب الأسنان الحديث:

بدأ خلال منتصف القرن التاسع عشر الميلادي مع إدخال المبنجات العامة للتخلص من الآلام خلال عمليات الأسنان. والواقع أن المبنجات العامة تسبب فقدان وعي المرضى بحيث لا يشعرون بالألم في أي مكان من الجسم. وفي عام 1844م، استخدم طبيب أسنان أمريكي يُدعى هوراس ولز مادة أكسيد النتروز مبنجًا عامًا لأول مرة. بعد ذلك بعامين، أعطى طبيب أسنان أمريكي آخر يُدعى وليم توماس مورتون أول تطبيق لاستخدام مادة الأثير مبنجًا. ★ تَصَفح: مورتون، وليم توماس جرين.

وفي عام 1884م، استخدم طبيب أمريكي يُدعى وليم هالستد مادة الكوكايين لإزالة الإحساس بالألم في منطقة كاملة من الفك السفلي. كانت مادة الكوكايين أول مبنج موضعي، وهي مادة دوائية تمنع الألم في جزء فقط من الجسم ولا تسبب فقدان الوعي.

مع بداية القرن العشرين الميلادي انتشراستخدام مثاقب الأسنان. وبالإضافة إلى ذلك، وضُعت مبادئ حشو تجاويف الأسنان، عن طريق طبيب أسنان أمريكي يُدعى ج.ف بلاك. وبالإضافة إلى اكتشاف أشعة الأسنان عام 1895م، واستخدام الحشوات الفضية، ساعدت هذه التطورات على إحداث ثورة في علوم طب الأسنان.

ومنذ خمسينيات القرن العشرين، قللت إضافة مواد الفلور إلى موارد المياه وإلى معاجين الأسنان بشكل كبير من حالات الإصابة بتسوس الأسنان. كما بسّط تطوير مثاقب الأسنان ذات السرعة العالية عمليات الأسنان، ونتيجة للاستخدام الواسع للمبنجات العامة، أصبح من الممكن إجراء عمليات الأسنان بدون ألم. ومع تطوير مواد الحشو البلاستيكية، أصبح بإمكان أطباء الأسنان تغطية تغيرات اللون والتصدعات والفجوات التي تصيب الأسنان.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية