الرئيسيةبحث

ديموسثينيس ( Demosthenes )


ديموسثينيس (384 - 322ق.م.). سياسي أثيني يعد أشهر خطباء اليونان. ويعرف بفيليبياته، وهي سلسلة من الخطب التي هاجم فيها فيليب الثاني ملك مقدونيا متَّهِما إياه بتهديد الاستقلال اليوناني.

ينحدر ديموسثينيس من أب أثيني ثريّ. توفي والده وهو ما زال فتى قاصرًا فقام على تربيته ثلاثة أوصياء نهبوا القسم الأكبر من ميراثه. غير أن ديموسثينيس درس القانون والخطابة وساعده تدريبه هذا عندما أحضر الأوصياء عليه أمام المحكمة بعد أن بلغ سن الرشد. ونجحت الدعوى التي أقامها ضدهم لدرجة أدخلته حلبة السياسة.

وقد تغلب ديموسثينيس على مصاعب جمة ليصبح خطيبًا، إذْ كان أجَشَّ الصوت، أخْرَقَ التصرّف، يعاني قِصَر النَّفَس. وطبقًا لما جاء في رواية أسطورية، فإنه تعلم إتقان الكلام من خلال الصياح بحيث يعلو صوته على هدير أمواج البحر وفمه مملوء بالحصى.

كان ديموسثينيس من أوائل الذين أدركوا مطمع فيليب الثاني في الاستيلاء على بلاد اليونان. فحث الأثينيين على دفع الضرائب المطلوبة لتقوية جيشهم وأسطولهم والخدمة بأنفسهم في القوات المسلحة بدلاً من الاعتماد على الجنود المستأجَرين. ولم يحقق إلا نجاحًا جزئيًا في تحريض الأثينيين على مقاومة قوة فيليب المتزايدة في اليونان.

وسيطر فيليب على دَلْفي في أواسط بلاد اليونان وذلك بحلول سنة 346 ق.م. وكانت اليونان مقسمة آنذاك إلى دويلات تتألف كل منها من مدينة والمنطقة المحيطة بها. وحث ديموسثينيس تلك الدويلات على توحيد صفوفها للتصدي لفيليب. وتمكن في النهاية من إقناع الدولتين ـ المدينتين، في أثينا وطيبة بعقد تحالف بينهما.

وهزم فيليب جيوش أثينا وطيبة في معركة كَيْرونيا قرب ليفادْيا الحالية سنة 338 ق.م. وعقدت أثينا صلحًا معه لكن ديموسثينيس واصل معارضته للحكم المقدوني ودافع عن سياسته في خطبته التي عنوانها حول التاج.

في سنة 323 ق.م، حرض ديموسثينيس اليونانيين على القيام بهجوم آخر على مقدونيا، إلا أن الهجوم فشل وانتحر ديموسثينيس بتناول السم ليتجنب الوقوع في الأسر.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية