الرئيسيةبحث

ديجا، إدجار ( Degas, Edgar )


ديْجا، إدْجار (1834-1917م). رسام فرنسي ينتمي للمدرسة الانطباعية. أراد كغيره من الرسامين الانطباعيين أن يصور مشاهد من الحياة العصرية، ولكنه لم يشاطر زملاءه الانطباعيين الحماس في التركيز على الضوء واللون، بل كان تركيزه على التكوين والرسم والشكل أكثر من غيره من انطباعيي الحركة. ★ تَصَفح: الانطباعية.

اشتهر دَيْجا برسم الناس في كل لحظات حياتهم العامة والخاصة، إذ كان يصور أشخاصه في أوضاع حرجة، فيها خصوصية، ليحرر نفسه مما كان يخامره من إحساس قوي بأن الأساليب السائدة لرسم الأشكال البشرية عتيقة بالية. ولكن مع ذلك كان ديجا يحرص دائماً على تشكيل لوحاته بحذر شديد ليحقق نوعًا من التوازن المنهجي.

ولد هيلير جيرمين إدجار ديجا بباريس لأبوين ميسورين. قضى زمنًا طويلاً من الفترة مابين 1854م و1859م، في إيطاليا، ليدرس أعمال كبار فناني عصر النهضة الإيطاليين، وذلك ليصقل مهاراته الفنية وأسلوبه في الرسم. أراد ديجا أن يتخصص في رسم المشاهد التاريخية، غير أنه تخلى عن متابعة ذلك التخصص لأنه شعر بالحاجة لرسم أشكال حديثة. ولعله، نتيجة لتأثُّره برسامين مثل: جوستاف كوربيه، وإدوارد مانيه، أخذ ديجا يرسم مشاهد من الحياة اليومية. وكان يجد ـ على وجه الخصوص ـ متعة في رسم مشاهد من حلبات السباق والمسارح.

بدأ ديجا خلال السبعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي يستخدم أساليب إنشائية تتسم بالجرأة في التعبير، متأثرًا في ذلك جزئيًا بالرسوم اليابانية، فأخذ يضع أشخاصه في زوايا غير مألوفة، ويرسمهم من زوايا شاذة. فعلى سبيل المثال، كان يجعل منظوره مائلاً ليؤكد على حركة مفاجئة أو حركة فيها خصوصية. بل كان يقتطع بعضًا من أطراف موضوعاته في طرف اللوحة. وفي الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، أخذ ديجا يركز على المشاهد الحميمة، كأن يرسم امرأة تتسوق أو تجفف شعرها، أو تخلله بالمشط.

استخدم ديجا ألوان الزيت في كثير من رسوماته، ولكنه برع أيضًا في استعمال ألوان البَاسْتيل (عجينة تُستعمل في صنع الأقلام الملونة). إلى جانب هذا، كان ديجا نحاتًا بارعًا، نحت كثيرًا من التماثيل الصغيرة من الطين أو الشمع.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية