ديفز، جيفرسون ( Davis, Jefferson )
دَيفِزْ، جيفرسون (1808 ـ 1889م). سياسي أمريكي عمل رئيسًا للولايات الأمريكية إبان الحرب الأهلية الأمريكية. ولد بمدينة كريستيان (عرفت فيما بعد باسم مدينة تود) في ولاية كنتاكي، ولكنَّه شب وترعرع في ولاية المسيسيبي. وفي السَّادسة عشرة من عمره، التحق بالأكاديمية العسكرية الأمريكية وتخرج فيها عام 1828م.
عمل أثناء خدمته العسكرية في وسكنسن على الحدود، حيث شارك في الحملات ضد الهنود الحمر. وفي عام 1835م، تقاعد ديفز عن العمل في الجيش وتزوج في ذلك العام نفسه، ولكنَّ زوجته ماتت بالحمّى. وصار من مزارعي القطن الأَغنياء وتزَّوج مرة أخرى عام 1845م.
سيرته السِّياسيَّة:
ظهر اهتمام ديفز بالسِّياسة عام 1843م. وبعد عامين، فاز بمقعد في مجلس النُّواب الأمريكي، تحت مظلة الحزب الدِّيمقراطي غير أنَّه استقال من الكونجرس في يونيو 1846م، وصار عقيدًا في كتيبة المسيسيبيين المتطوعين في الحرب المكسيكيَّة، وعمل تحت إمرة الفريق زخاري تَيْلور (والد زوجته الأولى) في شمالي المكسيك، حيث أظهر بسالة نادرة في معركتي مونتيري وبوينا فِسْتا.في عام 1847م، اختار حاكم المسيسيبي ديفز ليحلَّ محِلَّ واحد من أعضاء مجلس الشُّيوخ المتوفين. وفي العام التَّالي، انتخبته الهيئة التَّشريعيَّة بالولاية ليكون عضوًا يمثلها في ما تبقى من الدَّورة الانتخابيَّة. وفي سنة 1850م انتُخب لدورة انتخابيَّة كاملة. ولما كان ديفز يؤمن إيمانًا راسخًا بحقوق الولايات، رشَّح نفسه لمنصب حاكم ولاية المسيسيبي، غير أنَّه لم يفز.
وزير الحربية:
عَيَّن الرَّئيس فرانكلين بيرس، جيفرسون ديفز وزيرًا للحربيَّة عام 1853م، فطوَّر ديفز الجيش الأَمريكي وزاد من حجمه، وأدخل خُطَطًا جديدة، وأتى بأسلحة أحدث وأفضل، كما أنشأ شركات هندسيَّة لاكتشاف طرق للسِّكك الحديدية التي تمتد من نهر المسيسيبي إلى ساحل المحيط الهادئ. وقُبيْل انقضاء عهد إدارة بيرس سنة 1857م، انتخبته ولاية المسيسيبي عضوًا في مجلس الشُّيوخ. وبعد دخوله المجلس، تخلى ديفز عن الدَّعوة للانفصال، ولكنَّه أخذ يدافع عن حقوق الجنوب وممارسة الرِّق. وعارض مبدأ الموانئ الحرة الذي نادى به ستيفن إ. دوجْلاس ـ القائل بأنَّه يمكن لأهالي منطقةٍ ما أن يمنعوا ممارسة الرِّق بامتناعهم عن الدِّفاع عنه. وكذلك عارض ديفز طموح دوجلاس في أن يكون المرشَّح الرِّئاسي للحزب الدِّيمقراطي عام 1860م.النَّاطق باسم الجنوب:
تصدَّر ديفز الدَّعوةَ لحقوق الولايات الدُّستوريَّة في اختيار مؤسساتها والمحافظة عليها، ودعا لأن يقوم الكونجرس بحماية الرِّق في الولايات. وكان ديفز يرى نفسه ـ بحكم ماتبنى من مواقف ـ وريثًا للزعيم الجنوبي جون كالْهون.وبعد انتخاب أبراهام لنكولن رئيسًا للولايات المتَّحدة أصدرت ولاية المسيسيبي تشريعًا بالانفصال، الشَّيء الذي دفع ديفز للاستقالة من مجلس الشيوخ. وكان ديفز يتمنى أن يكون قائدًا للجيش الاتحادي، ولكنَّه اختير عوضًا عن ذلك رئيسًا مؤقتًا للحكومة الاتحادية. وفي 18 فبراير، أدى اليمين الدُّستوريَّة، ثم نُصِّب رئيسًا في 22 فبراير 1862م.
زعيم الحكومة الاتحادية:
كان اختيار ديفز للرِّئاسة ـ على الأرجح ـ اختيارًا جانبته الحكمة. فقد كان معتلَّ الصِّحة. ومع أَنَّه كان إداريًّا ناجحًا ،إلا أَنَّه لم يكن مُخَطِّطًا ناجحًا. وفي الكونجرس، واجهت ديفز صعوبات كثيرة، كما أَنَّ النُّقاد شجبوا أسلوبه في إدارة الحرب. ويذهب بعض المؤرخين المُحْدَثين إلى أَنّ ديفز كان متصلِّبًا في التزام الدُّستور، ويفتقر إلى المرونة فيما كان يحمل من أفكار حول القيادة والتخطيط العسكري.أُلقي القبض على ديفز ووُضع في السِّجن فور استسلام الجنرال روبرت لي. ولما كانت التُّهمة الموجهة إليه هي الخيانة، فقد مكث في السجن عامين ينتظر المحاكمة. وفي عام 1867م، أُطلق سراحه بكفالة، ولم يَمْثُل أبدًا أمام المحكمة.
قضى ديفز العام الأخير من عمره في الكتابة والدِّراسة بمنزله في المسيسيبي، وتُوفِّي ودُفن بمدينة نيو أورليانز. وفي عام 1893م، نُقل رفاته إلى ريتشموند بولاية فرجينيا.