الرئيسيةبحث

كننجهام، ألن ( Cunningham, Allan )



ألن كننجهام
كننجهام، ألن (1791 ـ 1839م). مكتشف وعالم نبات اشتهر ببعثاته الرائدة في شرقي أستراليا. حقق أهم اكتشافاته عام 1827م عندما اكتشف منحدرات دارلنج في شرقي أستراليا عام 1827م.

بواكير حياته:

وُلد كننجهام في ويمبلدون بإنجلترا، وعمل مساعدًا لمدير حدائق كيو في لندن، واستقر في سيدني عام 1816م. اكتشف خلال بعثته الأولى عام 1823م ممر باندورا من خلال سلسلة جبال ليفربول. صار هذا الممر طريقًا ملائمًا بين باتهيرست وسهول ليفربول.

اكتشاف منحدرات دارلنج:

كان خليج مورتون في عشرينيات القرن التاسع عشر الميلادي المنطقة المأهولة الوحيدة ـ سواء في الساحل أو في الداخل ـ شمالي الطريق الذي اتبعه جون أوكسلي من جبال ورمبنجل إلى ميناء ماكووري عام 1818م. وكان رالف دارلنج، حاكم مستعمرة نيو ساوث ويلز، يرغب في توفير المزيد من الأراضي السكنية. وفي عام 1827م اختار دارلنج، كننجهام ليرأس بعثة بغرض اكتشاف الأراضي الواسعة التي تقع في مناطق مجهولة شمال سهول ليفربول.

بدأت الفرقة رحلتها من سيجينهو ـ منزل يقع في أعالي نهر هنتر ـ في الثلاثين من أبريل عام 1827م. وعندما وصل أعضاء الفرقة خط العرض الذي يمر بالطريق الذي سلكه أوكسلي عام 1818م شعروا بالرغبة في مواصلة السير حتى نهر بيل بالقرب من تامورث، إلا أنه لم يعد بمقدورهم سلوك هذا الطريق ؛ لأن الجبال التي اعترضت طريقهم كانت شديدة الوعورة، بحيث لم تستطع الخيول المثقلة بالأحمال أن تتسلقها. ولذلك واصلت الفرقة سيرها شمالاً. غير أن ظروف الجفاف كانت شاقة عليها، مما دفع كننجهام إلى قيادة فرقته في مسار شرقي أكثر من ذي قبل.

وما أن اتجهت الجماعة شرقًا حتى بدأت أحوال أفرادها في التدهور ؛ إذ إن الأمطار أخذت تهطل بغزارة، مما اضطر البعثة إلى أن تشق طريقًا وسط غابات كثيفة من الأكاسيا الأسترالية والصنوبر. كما أخذت النباتات تزداد كثافة ونماء كلما أوغلوا في السير. وفي الخامس من يونيو أبصر الركب لأول مرة منطقة واسعة من التلال الخضراء المنبسطة، أطلق عليها كننجهام منحدرات دارلنج.

وكان كننجهام يأمل في أن يعثر على طريق عبر الجبال يؤدى إلى المستوطنات الواقعة على خليج مورتون. واستغرق أعضاء الفرقة زمنًا طويلاً في تسلق تلك السلاسل الجبلية علهم يشاهدون ممرًا جبليًا يقودهم إلى الساحل. وفي الحادي عشر من يونيو لاحظ كننجهام أن جزءًا واحدًا من السلسلة الجبلية الرئيسية يشتمل على غور شديد الانخفاض، مما جعله يعتقد بامكانية العثور على طريق ممهد عبر تلك الجبال الوعرة. إلا أن الأمطار الغزيرة والأعباء منعت كننجهام من اكتشاف الممر الجبلي بنفسه، وأرسل بدلاً منه اثنين من رفقائه لدراسة المنطقة عن كثب. وقدم الرجلان عند عودتهما تقريرًا مشجعًا بعض الشيء.

راودت كننجهام فكرة عبور الممر، غير أن الخيول كان قد أصابها الإعياء. وكانت الجبال شديدة الانحدار، بينما أخذت المؤن في التضاؤل. ومن ثَمّ شرع كننجهام في رحلة العودة.

ممر كننجهام:

في عام 1828م أعد كننجهام العُدة للعودة إلى خليج مورتون، عاقدًا العزم على أن يسبر غور الممر الذي حاوله في العام السابق. وأحس أن اكتشاف طريق ملائم من خليج مورتون إلى منحدرات دارلنج سوف يساعد كثيرًا في تطوير منطقة المنحدرات كمستوطنة رعوية وزراعية. وفضلاً عن ذلك، كان كننجهام تواقًا إلى دراسة الحياة النباتية في نهر برزبين.

غادرت البعثة برزبين في 24 يوليو 1828م. وكانت أولى مهام البعثة اكتشاف جبل ورنينج الذي لم يكن موقعه وموقع المناطق المحيطة به معروفة تمامًا. استطاع كننجهام أن يحدد موقع الجبل بدقة. وبينما كان كننجهام يؤدي مهمته تلك اكتشف أيضًا جبل ليندسي. ثم واصلت البعثة سيرها صوب الشمال الغربي، حتى اقتربت من منطقة الممر الجبلي، إلا أن الغابات الكثيفة وسلسلة جبال تيغيوت أحبطت كل محاولات العبور في ذلك الاتجاه. ومن ثم اتجه كننجهام صوب مستوطنة لايمستون هِلزْ (الآن إبسويتش)، ليتزود ثانية ويأخذ قسطًا من الراحة.

استأنف كننجهام رحلته ليكتشف ويحدد موقع الممر الجبلي الذي شاهده عام 1827م. واقتربت الفرقة من السلسلة الجبلية في الجهة الشمالية الشرقية، إلا أن المناطق الريفية الوعرة أبطأت سيرها. استغرقت البعثة أربعة أيام تقريبًا قبل أن تبلغ حافة الخط الفاصل للجبل. وأرسل كننجهام أحد رجاله في مقدمة الركب، ليكتشف ممرًا في الجبال. وعاد الرجل بأخبار مخيبة للآمال، فحواها أن جبالاً ضخمة وشديدة الانحدار تسد الطريق وتلاحقت محاولات أخرى فاشلة، بحثًا عن الطريق.

وفي 24 أغسطس ذكر أحد أعضاء البعثة أنه هبط في أحد الممرات الجبلية، وشاهد من منطقة تشابه منحدرات دارلنج ومنحدرات كاننج. وقام كننجهام باكتشاف الممر الجبلي بنفسه. وتأكد له أن ذلك الممر، هو في الواقع، الممر نفسه الذي شاهده من قبل. وعرف هذا الاكتشاف ـ على نطاق العالم ـ باسم ممر كننجهام. وسرعان ما شق طريقًا عبر الممر الجبلي سهل العبور إلى منحدرات دارلنج والاستيطان بها.

خاتمة حياته:

عاد كننجهام إلى إنجلترا عام 1831م، وقضى وقت فراغة في حدائق كيو، وهناك صنف أنواع النبات التي جمعها خلال رحلاته الكشفية. وعاد إلى سيدني عام 1837م حيث أصبح خبيرًا في الدراسات النباتية بمستعمرة نيو ساوث ويلز. استقال كننجهام من هذه الوظيفة في العام نفسه. توفي عام 1839م، ودفن في حدائق سيدني النباتية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية