كريت ( Crete )
الطواحين الهوائية توفر الطاقة اللازمة للري في المزارع في جميع أنحاء كريت. ويضطر معظم المزارعين في كريت لري أراضيهم بسبب المناخ الجاف، وتنتج كريت القمح والبطاطس. |
تبلغ مساحة جزيرة كريت 8,336كم²، وهي أكبر جزر اليونان. وعاصمتها خانيا. وتعتبر مدينة إراكليون ميناء الجزيرة ومركزها التجاري الرئيسي، وأكبر مدنها.
السكان:
يعيش نحو 40% من السكان في مدن خانيا وإراكليون وريثمنون. ويتحدث سكان جزيرة كريت اللغة اليونانية، وينتمي معظمهم للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في كريت. ويتباهى أهالي جزيرة كريت بماضيهم التاريخي ويتبعون كثيرًا من العادات القديمة. فمثلاً، يقومون بأداء رقصات تقليدية، ويغنون أغاني شعبية في أفراحهم، ومراسم التعميد وفي أعيادهم. وفي بداية كل مساء يرتدي أبناء مدن جزيرة كريت أفضل مالديهم من ملابس ويجوبون الشوارع ذهابًا وإيابًا. ويتميز أهالي كريت بعلاقات أسرية قوية، ويقوم كثير من الآباء والأمهات بترتيب الزواج لأولادهم، ويقضي الأهالي جزءًا كبيرًا من أوقاتهم في المقاهي، حيث يتسامرون ويقرأون الصحف.السطح والمناخ:
تمتد سلسلة من الجبال وسط الجزيرة في اتجاه شرقي ـ غربي، وأعلى منطقة هي جبل عايدة الذي يصل ارتفاعه إلى 2,456م وسط جزيرة كريت. وتمتد الوديان الخصبة والسهول بين الجبال، وتنحدر انحدارًا شديدًا في اتجاه البحر على طول معظم الساحل الجنوبي. وتنحدر الجبال بصورة أكبر تدريجيًا في الشمال، ويمتد سهل ضيق على طول الساحل الشمالي.تتميز جزيرة كريت بصيف حار جاف، وشتاء رطب. وتتراوح درجات الحرارة بين 12°م في الشتاء و24°م في الصيف. وتسقط الأمطار ابتداء من شهر أكتوبر وحتى شهر مارس، ويزداد هطول الأمطار على الجبال عنه في السهول والوديان. ويحتاج عدد من المناطق الزراعية في كريت إلى ري، لأنها لاتحصل على المطر الكافي، وتوفر طواحين الهواء الطاقة اللازمة لنظم الري.
الاقتصاد:
يعمل معظم أهالي جزيرة كريت في مزارع صغيرة، ويؤدون جزءًا كبيرًا من عملهم يدويًا. وأهم المحاصيل الرئيسية الفواكه، بما في ذلك العنب، والزيتون، والبرتقال. كما يزرعون الخضراوات والفول السوداني.وفي المدن الساحلية الشمالية، تقوم المصانع بتجهيز الأغذية وصناعة مواء البناء. وتُنتج المصانع في إراكليون الصابون والمنتجات الجلدية. ويعمل كثير من الناس في الأعمال الحرفية مثل صناعة السلال والأعمال المعدنية.
تؤدي السياحة دورًا مهمًا في اقتصاد جزيرة كريت إذ يزورها نحو مليون سائح كل عام. وجدير بالذكر أن آثار مينوان القديمة بمتحف إراكليون وأطلال مينوان في كنوسوس وفيستوس تجذب أعداداً كبيرة من الزائرين. وتضم مدينة إراكليون وغيرها من المدن الساحلية الأخرى الفنادق والمطاعم الحديثة.
نظام الحكم:
تخضع جزيرة كريت للحكومة المركزية في أثينا. وتنقسم الجزيرة إلى أربعة أقسام إدارية، يرأس كلاً منها محافظ يعينه وزير الداخلية.نبذة تاريخية:
جاء المستوطنون الأوائل إلى الجزيرة من آسيا الصغرى (تركيا الآن)، وكان ذلك حوالي عام 6000 ق.م. وبحلول عام 3000 ق.م، كان أهالي كريت قد بنوا حضارة متقدمة تسمى الحضارة المينوية نسبة إلى أسطورة الملك مينوس. وخلال العصر المينوي، حقق أهالي جزيرة كريت تقدمًا كبيرًا في مجالات الفن، والمعمار، والهندسة ؛ فقد قاموا ببناء أماكن جميلة بأفنية فسيحة. كما تفوقوا في صناعة الخزف والمجوهرات، واستخدموا أيضًا نظامًا للكتابة.دمر حريق كبير كثيرًا من المدن والأماكن في جزيرة كريت عام 1450 ق. م تقريبًا، واضمحلت الحضارة تدريجيًا. وغزا الرومان الجزيرة عام 68 ق. م. وحولوها إلى إقليم تابع لهم. وبعد تقسيم الإمبراطورية الرومانية في عام 395م، أصبحت جزيرة كريت تخضع لحكم الإغريق باعتبارها جزءًا من الإمبراطورية البيزنطية، ثم فتحها العرب عام 826م بعد أن هزموا البيزنطيين. وازدهرت فيها العلوم والثقافة، إذ بنى العرب معاهد للعلوم الدينية وغيرها. كما ازدهرت تجارتها مع بقية أطراف الدولة الإسلامية في شرق البحر المتوسط وفي بلاد الأندلس وصقلية. وحكمت البندقية الجزيرة منذ عام 1204م حتى عام 1669م، ثم حكمها الأتراك العثمانيون خلال الفترة من عام 1669 إلى 1898م.
ظهرت حركة في كريت من أجل الوحدة مع اليونان خلال القرن التاسع عشر، وأصبحت كريت جزءًا من اليونان عام 1913م. وخلال الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد عام 1941م، غزت القوات الألمانية الجزيرة، وأصبحت تحت سيطرة الألمان حتى قبيل نهاية الحرب بعدة شهور عام 1945م. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها عملت جزيرة كريت على تحسين شبكة طرقها ومرافقها السياحية تحسينًا كبيرًا. والآن تعتبر منطقة جذب سياحي لليونان.