الرئيسيةبحث

الدوبيت ( Couplet )


الدوبيت بيتان متتاليان من الشعر يكونان وحدة شعرية لما فيهما من انسجام إيقاعي أو اتحاد في القافية. وقد تكون منهما فكرة مكتملة. وهو لفظ ربما كان قد انتقل إلى العرب في عصورمتأخرة من الفارسية ؛ لأن كلمة ¸دو· بالفارسية تعني اثنين، ثم أضيفت إليها كلمة بيت فأصبحت دوبيت، وهي معروفة عند المتحدثين باللغة العربية في كثير من أنحاء العالم العربي. غير أن الدوبيت لا ينظم باللغة العربية الفصحى إلا نادرًا.

تنظم قصائد الدوبيت في الشعر الإنجليزي على بحر الشعر الإنجليزي المعروف بلفظ الأيامبي، وهو من أكثر البحور الإنجليزية شبهًا وقربًا بالشعر العربي، وتفعيلته على القياس العربي هي فَعْلُن فَعِلُنْ فَعْلُن فَعلُنْ.

والبحر الأيامبي من أكثر البحور استساغة لدى العرب الذين يقرأون الشعر الإنجليزي. وقد ينظم بعض شعراء العرب المحدثين قصائد باللغة الإنجليزية من هذا البحر بكثير من السهولة.

والدوبيت الإنجليزي نوعان هما الدوبيت المقفول، والدوبيت المفتوح. فالدوبيت المقفول هو الذي ينتهي فيه المعنى عند نهاية البيتين، ويُختتم المعنى في القافية الثانية. أما في الدوبيت المفتوح ؛ فإن القارئ للقصيدة لا يتوقف عند القافية لأن المعنى لا ينتهي عندها ويستمر في القراءة. وقد ينتهي المعنى في مكان ما من البيت الذي يليه قبل أن يصل إلى القافية. وفي هذا يختلف الدوبيت الإنجليزي المفتوح عن الشعر العربي الذي يقف القارئ فيه عند نهاية كل بيت حين يصل إلى القافية إلا ما ندر كقول الشاعر الحديث عباس محمود العقاد في هذه الأبيات من قصيدته صوت السودان.

صوت من السُّودان أسمعني بمصر فسرّني
تهفو له الأسماع صاغية ولم يستأذنِ
فيه بشاشةُ وامق ومُبشّر ومؤمّنِ
لولا حفاوته الكريمة ما علمتُ بأنني*
فارقتُ من مصرَ الجديدة ذات يوم مسكني
شكرًا له صوتًا تبيَّن من لسان بيِّنِ

وقد ذكر العقاد بأن هذا الوصل الذي في قوله: ¸ما علمتُ بأنني فارقتُ... وإلخ وصل لا يرضاه العروضيون ولا نجري على مذهبهم فيه·. يريد هنا التَّضمين وهو من عيوب القافية في الشعر العربي، وهو كثير الوقوع في شعر القدماء والمحدثين ولا يعد من العيوب القبيحة.

وقد استعمل كل من جون درايدن، وألكسندر بوب، الدوبيت المقفول بطريقة رائعة. ومن بين الشعراء الذين فعلوا ذلك جفري تشوسر، وجورج تشابمان، وجون كيتس. بالإضافة إلى هذا فإنّ لفظ كبلت، يشير أيضًا إلى أي بيتين من الشعر يأتيان وحدهما ليكوِّنا مقطوعة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية