المعارض المتحرج ( Conscientious objector )
المُعارِض المُتَحرِّج تسمية غربية تطلق على الشخص الذي يرفض، لأسباب دينية أو لغيرها، الخدمة في القوات المسلحة دفاعًا عن بلده. وعلى الرغم من أن جميع المعارضين المتحرجين يعدّون قتل النفس البشرية أمرًا غير مقبول، فإن كثيرًا منهم على استعداد لأن يؤدوا الخدمة العسكرية في مواقع غير قتالية، كحاملي نقالات أو في الفيلق الطبي مثلاً. وقد تلقى عدد من هؤلاء المعارضين في مثل تلك المواقع أعلى استحقاقات البطولة. ومن هؤلاء من يرفض أن يشارك في الجهود الحربية لوطنهم بأي دور، راضيًا بعقوبة السجن، أو حتى الموت وعدم الرضوخ للمساومات للتخلي عن معتقداته.
في الماضي، كانت كثير من المجتمعات تساوي بين هذا النوع من المعارضة وبين الخيانة. فقد أَعْدَم النازيون المعارضين المتحرجين الألمان. وكان على المواطنين السوفييت الذين يرفضون الالتحاق بالخدمة العسكرية أن يتوقعوا حكمًا بالسجن لمدة طويلة مع الأشغال الشاقة.
ويرجع تاريخ العفو الديني في الولايات المتحدة إلى عام 1661م، حينما أعفت ولاية ماساشوسيتس جماعة الكويكرز أو الأصحاب من الخدمة في جيش الطوارئ. ومارس الجانبان قدرًا من ضبط النفس في أثناء الحرب الأهلية الأمريكية (1861 - 1865م). وأدمجت الحكومة إجراءات وقائية دينية واسعة داخل نظام الخدمة الإجبارية الذي تم إقراره في عام 1917م أثناء الحرب العالمية الأولى. كما أن النظام الذي تم إقراره في عام 1940م، حيث كان يتطلب من المعارض أن يُظهر بوضوح ممارسةً دينية وعقائدية وليس فقط عضوية جمعية دينية مسالمة. وفي عام 1948م، كانت تُعرّف العقيدة الدينية بأنها الاعتقاد في كينونة أسمى. وفسرت هذه العبارة فيما بعد لتشمل أية فلسفة دينية غامضة. وفي الوقت الذي ألغيَت فيه مسودة الخدمة الإجبارية في عام 1973م،كان قانون الولايات المتحدة المتعلق بالمعارضة المتحرجة مشوشًا للغاية.
لم يكن لبريطانيا تقاليد في التجنيد الإجباري قبل الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918م). وفي أثناء تلك الحرب كانت تعامل المعارضين المتحرجين بخشونة وتضعهم تحت طائلة العقاب طبقًا للقانون العسكري. وعلى الرغم من ذلك، فإن بريطانيا قد تبنت إبَّان الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م) موقفًا أكثر رحابة وسمحت لهؤلاء المعارضين بالبحث عن أعمال بديلة ضمن نطاق اقتصاد الحرب.