الرئيسيةبحث

كوناخت ( Connacht )



منطقة جالوي الصناعية شجعت صناعات جديدة، كما جلبت الرخاء للكثير من سكان كوناخت.

كُوناخْت أحد أقاليم أيرلندا الأربعة، ويقع في غربي جمهورية أيرلندا، وهو الإقليم الأقصى. وقد نما ببطء أكثر من أي جزء آخر من البلاد، وله تاريخ طويل في الهجرة. وقد ظلت الزراعة مهمة دائمًا، لكن المنطقة شهدت توسعًا عظيمًا في التصنيع والصناعات الخدمية مع نهاية القرن العشرين.

والكثير من مناطق كوناخت جميلة جدًا، وتجتذب أعدادًا كبيرة من السياح. والثلث الغربي الأقصى من جالوي، وهو المنطقة المعروفة كونيمارا، مشهور بمناظره الجميلة وكذلك بخيوله. وتتألف منطقة كوناخت من خمس محافظات هي: جالوي، ليتريم، مايو، روسكمون سليجو. وأكبر مدينة هي جالوي.

السكان ونظام الحكم:

زاد عدد سكان كوناخت في عام 1986م بنسبة 1% عن العدد السابق المسجل في عام 1981م. وقبل فترة نمو بدأت في السبعينيات من القرن العشرين، كان عدد سكان كوناخت قد انخفض خلال القرن العشرين. وعدد السكان الآن يمثل فقط ثلثي عدد السكان عام 1900م، وهو أقل من ثلث مجموع السكان في عام 1840م. ويعيش نحو ثلاثة أرباع السكان في المناطق الريفية.

إن نحو 96% من سكان كوناخت كاثوليك، ومعظم الباقين ينتمون إلى الكنيسة الأيرلندية، مع وجود قلة من الميثودييِّين والمشيخيين. وهناك ثماني أسقفيات كاثوليكية ينتمي معظمها إلى أسقفيات رئيس الأساقفة في توام. ومعظم إقليم كوناخت، ينتمي إلى المشيخات المتحدة للكنيسة الأيرلندية في توام، وكلاّلا وأشُنري.

وقد ظلت العادات والتقاليد الأيرلندية في كوناخت باقية بوجه عام لزمن أطول مما هي عليه في أي مكان آخر من البلاد. ويستخدم الكثير من الناس اللغة الأيرلندية في كل المخاطبات في مناطق جيلتاخت. ويعيش هؤلاء الناس في أجزاء كبيرة من غربي جالوي وغربي مايو. والإنجليزية هي لغة التخاطب اليومية في المناطق الأخرى. وكرة القدم الغيلية هي الرياضة الأكثر شعبية، كما أن لعبة الرشق لها شعبية أيضًا في جالوي.

في كوناخت ست دوائر برلمانية، تقوم بانتخاب 21 عضوًا في الدِيْل إيريان (المجلس الأدنى للبرلمان الأيرلندي المقابل لمجلس العموم البريطاني). ويدار الحكم المحلي عن طريق خمسة مجالس إقليمية، بالإضافة إلى مجلس بلدية مدينة جالوي الإقليمي، ومجلس بلدية مدينة سليجو.


حقائق موجزة

عدد السكان: 422,909 نسمة.
المساحة: 17,121كم².
المحافظات: جالوي، ليتريم، مايو، روسكمون، سليجو.
مجلس بلدي الإقليم: جالوي.
أكبر المدن: جالوي، سليجو، بولينا، كاسلبار، بولناسلو، توام.
المنتجات الرئيسية: الزراعة: الأبقار، الحليب، الأغنام.
منتجات أساسية أخرى: الأسماك، الرخام، الخث، الرمل، والطَّفل، والأحجار ـ خشب الصناعة الخام.
الصناعة: الملابس، المعدات الكهربائية والإلكترونية، المفروشات، الأجهزة المنزلية، منتجات اللحوم، المستلزمات الطبية، المصنوعات البلاستيكية، الخزف، الأواني الزجاجية، المطبوعات، الألياف الصناعية.

الصناعات الحديثة في كوناخت تشمل إنتاج وحدات الثلاجات التي يمكن تركيبها في الشاحنات.

الاقتصاد:

يعمل أكثر من ربع العاملين في كوناخت في نشاطات زراعية. ومعظم المزارع صغيرة. وتحتل مستنقعات الخُثْ غير الملائمة للزراعة ثلث مساحة الإقليم. معظم الأراضي الزراعية غير خصبة، ما عدا الجهة الشرقية التي تُستخدم بصفة رئيسية لزراعة عشب الماشية. وإنتاج الأبقار اللاحمة هو النشاط الرئيسي في كل المحافظات، بيد أن هناك نوعًا من صناعة إنتاج الألبان.

يوجد الكثير من الأغنام في الأراضي المرتفعة وفي الأراضي المنخفضة في الجنوب الشرقي. ويُستخدم ما نسبته 3% فقط من الأراضي لزراعة المحاصيل الزراعية. والمحصولات الرئيسية هي: الشعير والشوفان والبطاطس.

هناك مصانع حديثة في الكثير من المدن في كل أنحاء كوناخت. وجالوي هي المركز الصناعي الرئيسي، وفي سليجو أيضًا الكثير من المصانع. ويتم إنتاج تشكيلة واسعة من البضائع الصناعية في كوناخت، لكن الصناعة الحديثة الأكثر شيوعًا هي الصناعات الهندسية الخفيفة. وتشمل الصناعات الأخرى: الكيميائيات، صناعة الأغذية، الطباعة، صناعة النسيج والملابس، المنتجات الخشبية.

يعمل نحو نصف سكان كوناخت في الصناعات الخدمية، وأنواعها الرئيسية: تجارة التجزئة، والتعليم، والخدمات الصحية، والإدارة العامة والنقل. وهناك كلية جامعية في جالوي، وكليات تقنية إقليمية في جالوي وسليجو.

والسياحة مصدر مهم للدخل، خاصة في المناطق الساحلية. وسولتهِل، وهي إحدى ضواحي جالوي، تقع على شاطئ البحر، وتمثل المنتجع الرئيسي. ويجذب صيد الأسماك بالصنارة في الأنهار والبحيرات الكثير من الزوار أيضًا.

وصيد الأسماك مهم في مناطق ساحلية عديدة، خاصة في إقليم جالوي. ويجمع الكثير من الناس بين الصيد والزراعة وسيلة لكسب العيش. وقد زادت مساحة الأحراج بدرجة كبيرة، ويقع الكثير منها في الأراضي المرتفعة ومناطق مستنقعات الخُث. وتجري الآن عمليات قطع واسعة للخُث. ويتم تحجير الرخام في إقليم جالوي.

النقل في كوناخت بصفة عامة بري. وخطوط السير الرئيسية هي تلك المتجهة إلى الشرق باتجاه دَبْلن من سليجو (ن4)، وكاسلِبار (ن5)، وجالوي (ن6) ويمتد طريق (ن17)، وهو خط سير قومي رئيسي، من الشمال إلى الجنوب مارًا بكوناخت. ولا توجد طرق في بعض المناطق بسبب وجود الجبال ومستنقعات الخث. وتمتد طرق السكة الحديدية إلى دبلن من جالوي، ومن سوتبورت وبولينا، ومن سليجو.

جالوي هي الميناء البحري الرئيسي. ويوجد مطار هوران الدولي بالقرب من نُكْ في مقاطعة مايو، وهناك مطارات أصغر بالقرب من جالوي، وسليجو وكاسلبار، كما توجد خدمات جوية وبحرية إلى جزر آران.

السطح:

يقع معظم كوناخت غربي نهر شانون. وتقع لينستر إلى الشرق، ومنستَر إلى الجنوب، وألَستر إلى الشمال. والحد الغربي هو الخط الساحلي الأطلسي الطويل المُسَنَّن (المُثَلَّم).

وتشمل الجزر البعيدة عن الشاطئ جزر الآران، وجزيرة أكيل. ويحتل إقليم كوناخت ربع مساحة جمهورية أيرلندا. ويمتد لمسافة نحو 140كم من الشمال إلى الجنوب، و160كم من الشرق إلى الغرب.

تقع مساحات مترامية من الجبال ومستنقعات الخث إلى الغرب من كوناخت، كما توجد مساحات مشابهة في الشمال. وهذه هي الأجزاء الأكثر سحرًا في الإقليم. ويقع معظم الجزء الباقي في الأراضي المنخفضة من أيرلندا، حيث تتكون الصخور التحتية من الحجر الجيري، وتسيل مياه الجزء الشرقي من الإقليم باتجاه نهر شانون وخلجانه الثلاثة: بحيرات ألن، ري، دِيرج. ومصبات المياه الرئيسية في الغرب هي أحواض نهري كوريب ومُوي. وتقع بحيرات كُوريِّب، وماسْك، وكونْ، على امتداد طرق الأراضي المرتفعة الغربية.

مناخ كوناخت معتدل رطب، مع رياح قادمة من المحيط الأطلسي. ومتوسط درجة الحرارة في يوليو 15°م، لكنها تتفاوت في ينايربين 4,5°م في الشمال الشرقي، و6°م على امتداد الساحل الغربي. ويرتفع متوسط سقوط الأمطار من 100سم في أراضي الشرق المنخفضة إلى أكثر من 200سم فوق الجبال الغربية. وعلى الأراضي المنخفضة، يتراوح هطول الأمطار بين 170 إلى200 يومٍ في السنة.

نبذة تاريخية:

استقر الناس في كوناخت منذ عقود العصر الحجري.المعالم القديمة مألوفة بشكل خاص في سليجو وشمالي مايو. وكان إقليم كوناخت أحد ممالك أيرلندا القديمة. ومن بين أشهر حكامها الأسطوريين الملكة مِيف. وأنشأ الرهبان السلت الأديرة منذ القرن الخامس الميلادي، كما بنى الرهبان في أوروبا الأديرة أيضًا منذ القرن الثاني عشر الميلادي. وقد كان معترفًا بحكام كوناخت تورلو أوكنور وابنه روري ملوكًا لأيرلندا خلال القرن الثاني عشر الميلادي.

في القرن الثالث عشر الميلادي بعد الغزو الأنجلونورمندي، أصبح ريتشارد دي بيرجو حاكمًا على معظم كوناخت، وتم إنشاء المدن الأولى في ذلك الوقت. وظلت كوناخت لزمن طويل إحدى المناطق الأكثر غيلية في أيرلندا. وفي القرن السابع عشر الميلادي، أصبحت ملجأ للمشردين من مناطق البلاد الأخرى. وعانت كوناخت أكثر من أجزاء أيرلندا الأخرى خلال المجاعة الكبيرة (1845-1847م). وفي عام 1879م، ادعى بعض الأطفال في قرية نوك الصغيرة، أنهم رأوا أطياف مريم العذراء. ومنذ ذلك الحين، أصبحت نوك بقعة يفِد إليها الكاثوليك من كل أنحاء العالم.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية