المزرعة الجماعية ( Collective farm )
المزرعة الجماعية مزرعة تديرها جماعة من الأفراد بطريقة تعاونية. وتمتلك هذه الجماعة المزرعة بالاشتراك، أو يمتلكها بعض أفراد ينتمون إلى هذه الجماعة نفسها، أو قد تمتلكها الدولة. ويتقاضى العمال في معظم المزارع الجماعية نصيبًا من أرباح المزرعة وبعضًا من منتجاتها بالإضافة إلى أجر ضئيل جدًا. وفي كثير من الدول قد يُساعد العمال في إدارة مثل هذه المزارع. والمزارع الجماعية تختلف عن مزارع الدولة التي تمتلكها الحكومة وتديرها تمامًا كما لو كانت تدير مصنعًا. ففي مزارع الدولة تدفع الحكومة أجورًا للعمال وأحيانًا تُقدم لهم جزءًا يسيرًا من منتجات المزرعة.
أُدخلت المزارع الجماعية في روسيا في أعقاب استيلاء الشيوعيين على السُّلطة في البلاد عام 1917م. ومع بداية عام 1929م أرغم الرئيس السوفييتي جوزيف ستالين ملايين الفلاحين على التنازل عن أراضيهم والانخراط في المزارع الجماعية. وفيما بعد قام بضم بعض هذه المزارع إلى بعض ليُنشئ ما أسماه مزارع الدولة. فقد ظن قادة الاتحاد السوفييتي السابق أن المزارع الجماعية ومزارع الدولة سوف تكون أكثر فاعلية وإنتاجًا من المزارع الأسرية الصغيرة التي حلَّت محلَّها. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية عام 1945م حذت الحكومات الشيوعية في كلِّ من الصين وكوريا الشمالية ومعظم دول أوروبا الشرقية حذو النظام السوفييتي.
برهنت المزارع الجماعية ومزارع الدولة على فشلها في الدول الشيوعية، ولم تحظ بالشعبية ؛ فقد استاء معظم المزارعين من دخلهم وأرباحهم الضئيلة، وكذلك من تحكم الدولة الصارم في الإنتاج. لذا ظلَّ الإنتاج على الدوام أقل من توقعات الحكومة، وأصبح النقص في المواد الغذائية أمرًا مألوفًا.
وفي نهاية الثمانينيات من القرن العشرين، حلت حكومات غير الشيوعية مكان الحكومات الشيوعية في كثير من دول أوروبا الشرقية. وفي عام 1991م، تفكك الاتحاد السوفييتي السابق إلى دول مستقلة غير شيوعية. اختارت كثير من دول أوروبا الشرقية وبعض الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي العودة إلى النظام القائم على الملكية الخاصة للأراضي.