الرئيسيةبحث

الكوكايين ( Cocaine )



الكوكايين مُخدِّر قوي يستخرج من أوراق شجيرة الكوكا التي تنمو في أمريكا الجنوبية. وتمنع كثير من البلاد جلب الكوكايين وتصنيعه واستخدامه لغير الأغراض الطبية، إلا أن بعضهم يحصلون عليه بشكل غير قانوني، ويتعاطونه لما فيه من تأثير مخدِّر. يشكل الكوكايين خطرًا على الذين يشعرون برغبة قاهرة في استخدامه والاعتماد عليه.

ويستخدم الكوكايين في العلاج استخداما محدودا جدًا. إذ تنصح به فئة قليلة من الجراحين كمخدر موضعي ـ أي مخفف للألم ـ في أثناء عمليات جراحية بعينها. وهم يفضلون الكوكايين لما له من تأثير في انقباض الشرايين الصغيرة مما يقلل من النزيف أثناء الجراحة بالإضافة إلى تقليل الإحساس بالألم.

ازداد سوء استعمال العقاقير بسرعة كبيرة منذ السبعينيات من القرن العشرين. وينشُد معظمُ مَن يتعاطَوْن المخدر الشعور بالسعادة البالغة، فيما يعرف بالنشوة التي تدوم لفترة قصيرة بعد تعاطيه. ويتعرف الكثيرون على المخدرات في جلسات اجتماعية، ثم يبدأون في تعاطيه تشبّها بأقرانهم.

والكوكايين غير المصرَّح به مسحوق أبيض يتكون من هيدروكلوريد الكوكايين ـ وهو المكون النشط ـ مختلطا مع غيره من المكونات. والطريقة الشائعة في تعاطي الكوكايين هي شم كمية صغيرة، حيث يتم امتصاصها بالغشاء المبطن للأنف. ويلجأ بعض من يتعاطَوْن الكوكايين إلى حقن أنفسهم بالمخدر في الوريد من أجل تأثير أكثر سرعة وأشد قوة. وهذا التأثير نفسه، وربما بقوة أكبر، يحدث عند تدخين نوع من الكوكايين اسمه القاعدة الحرة. كما أن هناك كوكايين التدخين وهو على شكل أقراص شديدة التأثير تسمى المتفوق. والحقن بالكوكايين وتدخينه وراء عدد كبير من حالات الطوارئ المتعلقة بالمخدرات.

التأثيرات الجسمانية والنفسية:

الكوكايين منبه، أي أنه يزيد من نشاط الجهاز العصبي. ويسبب الكوكايين زيادة مفاجئة في سرعة ضربات القلب وضغط الدم. كما يولّد شعورًا بسعادة وهمية. ويشعر المتعاطي بالتنبه والقوة. ويبدو له أن تفكيره أوضح وأفضل من المعتاد. ويتولد بين حين وآخر شعور قوي بالخوف وعدم الارتياح بدلاً من الشعور المنتظر بالنشوة.

قد يكون تعاطي الكوكايين من باب الاعتياد. وعندما يتلاشى تأثير المخدر بعد 20 إلى 40 دقيقة، يشعر المتعاطي بالإحباط غالبا، فيتناول جرعة أخرى محاولا استعادة الشعور بالفرح. وقد ينتهي الأمر بمن يعتاد تعاطي الكوكايين إلى الإحساس بأنه ليس هناك متعة في أي شيء بدون الكوكايين. ومن ثم يلجأ بعض المتعاطين إلى التماس المخدر بصفة دائمة.

يتسبب تعاطي الكوكايين لفترة طويلة في معاناة البعض من الإحباط أو من الذُّهان وهو انهيار عصبي شديد يجعلهم يشُكّون ويخافون بشكل لايمت للواقع بصلة. وقد تستمر هذه الأعراض لأسابيع أو شهور حتى بعد إقلاع المتعاطي عن المخدر.

نبذة تاريخية:

دأب الهنود الذين يعيشون في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية على مضغ أوراق الكوكا لآلاف السنين. وهذا لايولد شعوراً بالنشوة، لكنه يقلل الإحساس بالتعب والجوع.

اكتشف أحد العلماء الألمان كيفية استخراج الكوكايين من أوراق الكوكا في منتصف القرن التاسع عشر. وقد اعتبره كثير من الأطباء في البداية معجزة في عالم الدواء. وفي أواخر القرن التاسع عشر، وصفه الأطباء دواءً لجميع أنواع الاعتلالات العقلية والبدنية، بما فيها الإرهاق والإحباط، ومعاقرة الخمور وإدمان المورفين. واحتوى كثير من الأدوية المرخص بها في ذلك الوقت على الكوكايين، لذلك صار المخدر واسع الاستخدام.

ومن سوء الطالع أن الإفراط في تعاطي المخدر جعل الكثيرين يعتمدون عليه، فظهرت المضاعفات على السطح. وحل الشعور بخيبة الأمل محل التحمس للمخدر. وبحلول منتصف القرن العشرين، أصبح استخدام الكوكايين في الأغراض الطبية وغيرها أقل انتشارا. ولكن في أثناء السبعينيات من القرن العشرين عادت الدعاوَى القائلة بخلوّ المخدر من الأضرار وتأثيراته المثيرة ليشيع استخدامُه بشكل غير مصرح به. ومع ازدياد استخدام المخدر تزايدت أيضا المشكلات ذات الصلة بالكوكايين. وفي الثمانينيات من هذا القرن، أسهم التخوف من تعاطي الكوكايين في ظهور حركات دولية واسعة الانتشار لمكافحة المخدرات.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية