الرئيسيةبحث

الولادة ( Childbirth )



الوِلاَدَة عملية فسيولوجية تفصل بها الأم الجنين عن جسمها ليخرج إلى الدنيا. تحمل المرأة الحبلى الجنين داخل جسمها في عضو عضلي أجوف يُسمى الرحم. وبعد نحو تسعة أشهر، يخرج الجنين من الرحم عبر المهبل أو قناة الوضع. والولادة مؤلمة، غير أن شدة الألم تتفاوت بين النساء.

عملية الولادة:

تُسمى المخاض. وتتكون من سلسلة من الحركات، حيث تبدأ عضلات الرحم في الانقباض والانبساط في نمط إيقاعي. وباستمرار عملية المخاض، تصبح تقلصات العضلات أشد قوة وأكثر سرعة وتؤدي إلى فتح عنق الرحم. وعندما يصبح قطر فتحة عنق الرحم بطول عشرة سنتيمترات تقريبًا، تبدأ المرأة "الدفع" بعضلات بطنها في توافق مع التقلصات، فيدفع هذا الفعل الجنين عبر عنق الرحم ليمر بالمهبل خارجًا من جسم الأم. وينبعج الكيس السلوي، وهو غشاء يحتوي على الماء ويحيط بالجنين، قبل أو أثناء المخاض، فيسيل الماء خارجا عبر المهبل.

يخرج معظم المواليد بالرأس أولا. لكن في بعض الحالات، تخرج الأقدام أو الأرداف أولا. وتُسمى مثل هذه الحالة عملية ولادة المقعد. يقطع الحبل السُري إثر خروج الجنين من بطن الأم ويسد طرفه بمشبك ويبدأ الطفل بالتنفس. والحبل السري أنبوبي الشكل ويربط الجنين بالمشيمة، وهي الجسم المتصل بجدار الرحم. وينتقل الغذاء والأكسجين من جسم الأم إلى الجنين عبر الحبل السري أثناء فترة الحمل.

تستمر عضلات الرحم في التقلص بعد الولادة، حتى تنفصل المشيمة عن الرحم، وتُطرد إلى الخارج عبر المهبل. وتُسمى المشيمة بعد خروجها الخلاص.

يختلف طول فترة المخاض كثيرا بين النساء. وهي تتراوح بين 13 و14 ساعة عند الولادة الأولى، وبين 7 و8 ساعات في الولادات التالية.

وربما تحتاج المرأة لعملية جراحية تُسمى العملية القيصرية لتضع وليدها، حيث يُخرج الجرّاح الجنين والمشيمة، بعد قطع جداري في البطن والرحم. وتُجرى العمليات القيصرية لأسباب متعددة أهمها عدم إمكانية خروج الجنين عبر قناة الوضع. فقد يكون حوض المرأة ضيقًا جدًا، وقد يكون الجنين كبيرًا جدًا.

طُرق الولادة:

تضع معظم النساء في المستشفيات، حيث توجد غرف للمخاض والولادة تم تجهيزها تجهيزًا خاصًا. فقد تتلقى المرأة أثناء عملية الولادة علاجًا خاصًا لتخفيف آلامها. وقد يستخدم الطبيب في بعض الحالات دواءً ليُحدث المخاض (الطلق الصناعي). وربما يوسع الطبيب فتحة المهبل، بعمل قطع صغير يُسمى قص العجان.

يستخدم الطبيب في حالات كثيرة مرقاب أجنّة إلكترونيًا لتسجيل ضربات قلب الجنين أثناء المخاض، حيث يعطي هذا الجهاز إشارة تنبيه إذا كان الجنين في خطر. وفي تلك الظروف، ربما تدعو الضرورة إلى إجراء عملية قيصرية.

وقد وضع كثير من المستشفيات، خلال الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، برامج تثقيفية لتهيئة النساء لعملية الوضع. ويُقدم عدد من هذه البرامج، للأب والأم معًا، توجيهات حول الحمل والوضع ورعاية الوليد. بالإضافة إلى برامج، مثل الولادة الطبيعية أو طريقة لاميز التي أصبحت شائعة. فهي تعلم النساء تمارين مختلفة، وأساليب خاصة للتنفس، تساعد في تخفيف الضيق الذي يصاحب المخاض، فتقل بذلك الحاجة لاستخدام العقاقير المخففة للألم، إذ تنتقل مثل هذه العقاقير إلى الجنين عبر المشيمة، لذلك تتجنبها النساء. كما أن بعضهن يفضلن عدم استخدام العقاقير للمحافظة على انتباههن طوال فترة المخاض، وذلك كي يعملن بفاعلية خلال فترة الدفع.

وفي منتصف السبعينيات، من القرن العشرين ابتكرت طريقة ليبوير للولادة في الولايات المتحدة الأمريكية. وتركز هذه الطريقة على أن يأتي الوضع رفيقا بالجنين بقدر المستطاع. فعلى سبيل المثال، تدعو طريقة ليبوير إلى أن تكون غرفة الولادة هادئة وخافتة الإضاءة بدلا من الغرفة المعتادة بجلبتها وإضاءتها الساطعة.

وقد طورت بعض المستشفيات غرف ولادة بدلاً من غرف المخاض والوضع المعتادة. وتشبه معظم غرف الوضع من هذا النوع الجديد غرف النوم في المنازل، حيث صممت لتجعل الولادة أكثر استرخاءً وخصوصية مع الاحتفاظ بخدمات المستشفى في متناول اليد تحسبًا لحدوث مضاعفات.

★ تَصَفح أيضًا: تسمم الحمل ؛ التكاثر ؛ الولادة المبكرة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية