الرئيسيةبحث

تشوسر، جفري ( Chaucer, Geoffrey )


☰ جدول المحتويات


تشوسر، جفري (1340-1400م). أشهر شاعر إنجليزي في العصور الوسطى. كتب حكايات كانتربري وهي مجموعة من القصص تُعد من روائع الأدب الغربي.

حياته:

ولد تشُوسَر في لندن في وقت ما بين عامي 1340و 1343م وقضى معـظم حياته هناك. وهو ينتمي لعائلة موسرة من الطبقة الوسطى، وتعلم ليصبح موظفًا حكوميًا في الخدمة المدنية أو دبلوماسيًّا. عمل تشُوسَر مراقبًا للجمارك من عام 1374م إلى عام 1386م، وكاتبًا لأشغال الملك من عام 1389م إلى عام 1391م.

وفي مركزه الأخير، كان يدير الممتلكات الملكية. وعُين تشوسر قاضي صلح في 1385م، وعُين عضوًا في البرلمان في 1386م. وساعدت خبراته المتنوعة في كل هذه الوظائف على تطور إعجابه واهتمامه بالناس، كل الناس، ونمت معلوماته الواسعة بالحياة الإنجليزية وبلمسة البر الساخرة في أعماله.

خصص تشوسر كتاباته لشريحة من الناس تدور في فلك أروقة بلاط الملك إدوارد الثالث، والملك ريتشارد الثاني. وبالرغم من أن تشُوسَر كان من مؤيِّدي الملك ريتشارد الثاني، إلا أنه ارتبط كذلك بمنافس ريتشارد، ألا وهو النبيل القوي جون أوف جوانت. وكان تشوسر ينظر إلى أسلوب الحب الأرستقراطي المعروف باسم حب القصور بشيء من الشك المهذَّب والمبهور. وفي شعره، كان دائمًا ينتقد أسلوب المثل الرفيعة والسلوك المنمق والأسلوب الأدبي، إلا أنه لم يكن بالدرجة نفسها من التسامح بالنسبة لما رآه من فساد في الكنيسة في العصور الوسطى. وفي حكايات كانتربري، انتقد مساوئ الكنيسة في تصويره لشخصيات الراهب والناسك وبائع صكوك الغفران، والداعي للمثول أمام الكنيسة.

كان تشُوسَر واحدًا من أكثر الناس علمًا في عصره. وسافر إلى الفلاندرز وإيطاليا وأسبانيا في مهام دبلوماسية. وتأثر أولا بالكتاب الفرنسيين، ثم بالكتاب الإيطاليين، وبخاصة بوكاتشيو، ودانتي وبترارك. وربما يكون تشُوسَر قد درس القانون. وكان على دراية بالأعمال الكلاسيكية اللاتينية، وعلوم القرون الوسطى واللاهوت. وتتضمن كتاباته النثرية ترجمة سلوى الفلسفة لمؤلفه بيوثياث ومقالة عن آلة الأسطرلاب وهي آلة فلكية قديمة لقياس ارتفاع الشمس أو النجوم، وكانت سابقة لآلة السدس (السدسية).

شعــره:

كتب تشُوسَر أشعاره باللغة الإنجليزية التي كانت سائدة في العصور الوسطى من عام 1100م إلى نحو عام 1485م. وكان أول شاعر انجليزي يستخدم الوزن الملحمي في الشعر. وهو يتكون عادة من بيتين من الشعر موزونين من النظم الخماسي التفاعيل (مقطع قصير يتبعه مقطع طويل أو مقطع غير مشدد النطق يتبعه مقطع مشدد النطق).

يُعد كتاب الدوقة (1368م) من أول أعمال تشُوسَر، وفيه مرثية رشيقة لوفاة زوجة جون جوانت الأولى. وقد كتبه تشُوسَر على منوال صيغة رؤيا الحلم في الشعر الفرنسي. ولكنه استطاع أن يطوِّر أسلوبه الشخصي تدريجيًا، كما ظهر في: بيت الشهرة (1379م)، وبرلمان الطيور (1380م)، وأسطورة النساء الفاضلات (1387 ـ 1394 م)، وأشعار غنائية أخرى صغيرة.

وباستثناء حكايات كانتربري فإن أشهر قصيدة كتبها تشوسر هي ترويلاس وكريسيدا (1386م). وهذه القصيدة مقتبسة من قصة حب كتبها الإيطالي بوكاتشيو. والقصيدة قصة طويلة من العصور الوسطى وتراجيديا (مأساة) فلسفية. ومكان القصة هو طروادة القديمة قبل سقوطها بقليل. وهي تحكي حب الأمير ترويلاس وكريسيدا. وفي هذه القصيدة يرتاد تشُوسَر جمال الحب والتداخلات المبهمة للحظ والقِصَر المؤلم لفترة الحب الدنيوي.

أما حكايات كانتربري (1386-1400م) فهي مجموعة من القصص يقصها عددٌ من الزوار النصارى في رحلة إلى ضريح القديس توماس بيكيت في مدينة كانتربري. ويمثل أحد الزوار تشُوسَر نفسه. وصوَّر تشُوسَر هذا الزائر شخصًا بسيطًا يأخذ كل شيء على محمله. وقد أتاح هذا الأسلوب لتشُوسَر أن يصف الزوار الآخرين بطريقة موضوعية، تسمح للقارئ أن يتعرف على الأوضاع الحقيقية للزوار.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية