الرئيسيةبحث

سرفانتس، ميغل دي ( Cervantes, Miguel de )


☰ جدول المحتويات


ميغل دي سرفانتس
سرفانتس، ميغل دي (1547 - 1616م). من أبرز كتَّاب الأدب الأسباني. عُرف برائعته دون كيشوت، وهي رواية تدور حول صاحب أرض ريفي في أواسط العمر، يتخيل نفسه فارسًا مدرعًا، يخرج إلى العالم ليناهض فيه الظلم والشرور. وكان لدون كيشوت أثر كبير في تطوير فن الرواية. ★ تَصَفح: دون كيشوت.

حياته:

ولد ميغل دي سرفانتس سافدرا في بلدة قلعة هيناريس في أسبانيا. وعلى عكس معظم كُتَّاب عصره، لم يلتحق سرفانتس ـ كما يبدو ـ بأية جامعة، ومع ذلك فقد كان واسع الاطلاع، غزير القراءة كما تدلُّ كتاباته التي تُظهر مدى تأثره بالعديد من الكتب، بما في ذلك النَّظرية الأدبية، والروايات الرَّعوية، وكتابات الفروسية الرُّومانسية.

التحق سرفانتس بالجيش في عام 1568م، وحارب في معركة ليبانتو البحريَّة ضد الأتراك عام 1571م، حيث جرح في صدره ويده اليسرى، مما جعله يُعرَف باسم أبتر ليبانتو. كرَّس سرفانتس نفسه للحياة العسكريَّة، وبقي في الجيش يُحارب في شمالي إفريقيا، وغيرها من أراضي البحر الأبيض المتوسط.

أبحر سرفانتس إلى أسبانيا عام 1575م، لكن القراصنة استولوا على سفينته، واقتادوه أسيرًا إلى مدينة الجزائر، حيث أمضى خمس سنوات. حاول سرفانتس الهرب عدة مرات قبل أن يتمكَّن أفراد أسرته وكنيسته من افتدائه. وتتضمن رواية دون كيشوت مشاهد من أحداث أسْرِهِ.

وصل سرفانتس، بعد استعادة حريّته، إلى مدينة مدريد عام 1580م باحثًا عن عمل يساعده على تسديد تكاليف فديته. وإن كان يأمل في الاستمرار في عمله العسكري. غير أنه، بدلاً من ذلك، حصل على عمل في وظيفة ساع. تَزَوج سرفانتس بعد ذلك بمدة وجيزة، وبدأ كتابة الشِّعر والنَّثر. وأخيرًا عُيّن جامعًا للحبوب. وبحكم عمله هذا تمكّن من مقابلة أنماط متباينة من النَّاس، وهو يَشد رحاله على طرقات جنوب غربي أسبانيا. فاكتسب تفهمًا للطَّبيعة البشريَّة، مكّنته من الإبداع في روايته دون كيشوت وفي أعماله الأخرى، ومن ذلك النزاع بين الأمل والوهم، وبين الحلم والواقع.

عمله الأدبي:

في عام 1585م أنجز سرفانتس أول عمل أدبي نثري مطوّل له بعنوان الغلاتيا يتميّز برومانسية ريفية. كما كتب سرفانتس العديد من المسرحيات في السنوات العشرين التالية، غير أنه لم يَعْثُر إلا على عدد قليل من المنتجين الذين أبدوا استعدادًا لتقديمها مسرحيًا. ذاع صيته في أعقاب نشره الجزء الأول من دون كيشوت عام 1605م، إلا أنَّه لم ينشر شيئًا آخر لمدة ثماني سنوات.

أصبح سرفانتس في سنواته الثلاث الأخيرة، بفعل السِّن والوحدة، نشيطًا بشكل يفوق الخيال، فصدرت له روايات نموذجية عام 1613م، وهي مجموعة قصص كتب بعضها في سنين خلت، وتعد أهم عمل لسرفانتس بعد دون كيشوت، وتتباين القصص في أساليبها وتتراوح موضوعاتها بين واقعية طبيعية صرفة ورومانسية. تتميز أكثر قصصه شعبية بواقعيتها وطعمها اللاذع السَّاخر.

لا يَنْزع النُّقاد إلى التعظيم من شأن شعر سرفانتس، ولا تثير قصيدته المطوّلة مثلاً الرِّحلة إلى برناسوس 1614م اهتمامًا كبيرًا سوى ما تقدمه من تقويم نقدي للشعراء الأسبان. في عام 1615 نشر سرفانتس الجزء الثاني من دون كيشوت و ثماني كوميديات وثماني تمثيليات (تقدم بين فصول مسرحية كبرى)، وهي مجموعة من المسرحيات. وتُعد تمثيليَّاته الكوميديَّة القصيرة ذات المشهد الواحد من أجود أعماله.

أمَّا آخر عمل أنجزه قبل وفاته فهو بيرسيليس وسيغسمندا وهو رواية مغامرات رومانسيَّة تمَّ نشرها عام 1617م بعد وفاته. وتُعدُّ المقدمة البليغة والمؤثرة التي أنهاها الكاتب قبل وفاته بأربعة أيام من أهم معالم الكتاب. فقد أدرك سرفانتس في هذه المقدمة قرب نهايته فكتب مودِّعًا الحياة.

أنظر أيضًا: الأسباني، الأدب.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية