الرئيسيةبحث

إفريقيا الوسطى ( Central African Republic )



بانغي عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى تقع على أحد التلال عند شاطئ نهر أوبانجي. وبانغي أكبر مدن البلاد ومركزها التجاري الرئيسي.
إفريقيا الوسطى قطر يقع في وسط إفريقيا ؛ كثافته السكانية منخفضة. معظم جمهورية إفريقيا الوسطى هضبة متعرجة تتخللها أودية أنهار عميقة. تغطي الأعشاب والشجيرات المتفرقة معظم البلاد. تنمو الغابات الاستوائية الكثيفة في الجنوب الغربي، أما أقصى الإقليم الشمالي الشرقي فهو قاحل. تكثر في جمهورية إفريقيا الوسطى الظباء والجاموس والأفيال والغوريلا (القرد الإفريقي الضخم) ووحيد القرن (الكركدن) وأنواع أخرى من الحيوانات البرية.

تعد جمهورية إفريقيا الوسطى من أقل الدول الإفريقية نموًا. ومعظم سكانها مزارعون، وتوجد صناعات قليلة بالبلاد. وكانت هذه البلاد في الماضي إقليمًا تابعًا لإفريقيا الاستوائية الفرنسية التي كانت تُسمى إقليم أوبانجي شاري. وأصبحت دولة مستقلة في عام 1960م، وعاصمتها بانغي وهي ميناء نهري، وتعد كبرى مدن إفريقيا الوسطى.

نظام الحكم:

يعتبر الرئيس أقوى شخصية رسمية في حكومة جمهورية إفريقيا الوسطى. ينتخب الشعب الرئيس لفترة ست سنوات. يقوم الرئيس بتعيين رئيس الوزراء ومجلس الوزراء لتصريف شؤون الحكم. يسن البرلمان قوانين البلاد ويسمي المجلس الوطني. ينتخب الشعب أعضاء البرلمان الذين يبلغ عددهم 85 عضوًا لفترة ست سنوات.

السكان:

يعيش حوالي 61% سكان البلاد البالغ عددهم 3,746,000 نسمة (2002م) في المناطق الريفية. ويعتمد الريفيون في إفريقيا الوسطى على صيد السمك وزراعة المحاصيل الغذائية وجمع الحشرات واليرقات لتوفير الغذاء لأسرهم، ويربون أيضًا الأغنام والخراف والخنازير والدواجن.

معظم السكان من الإفريقيين السود، وهم ينتمون إلى مجموعات عرقية تتحدث لغات عديدة، ومن أكثرها شيوعًا السانقو. و25% من السكان نصارى، و5% منهم مسلمون والبقية من أتباع الديانات الإفريقية التقليدية. ولايستطيع معظم كبار السن في جمهورية إفريقيا الوسطى القراءة والكتابة. ويتلقى حوالي 60% من الأطفال تعليمًا ابتدائيًا، وتوجد مدارس ثانوية وجامعة واحدة بجمهورية إفريقيا الوسطى.

أيقونة تكبير إفريقيا الوسطى الخريطة السياسية

السطح:

تبلغ مساحة جمهورية إفريقيا الوسطى 622,984 كم². ويبلغ متوسط ارتفاع الهضبة حوالي 600م فوق مستوى سطح البحر، وترتفع الأرض في شمال شرقي البلاد وعند حدودها الغربية مع الكاميرون إلى أكثر من 1,370م فوق مستوى سطح البحر.

تجري عدة أنهار في جمهورية إفريقيا الوسطى. وتوجد معظم روافد نهر شاري في الشمال، وهو يتدفق شمالاً نحو بحيرة تشاد. ★ تَصَفح: تشاد، بحيرة. يفصل خط تقسيم المياه بين الأنهار التي تجري شمالاً، وتلك التي تتدفق جنوبًا من الأجزاء الوسطى والجنوبية للبلاد إلى حوض نهر الكونغو (الكونغو الديمقراطية). ومعظم هذه الأنهار روافد لنهر أوبانجي الذي يلتقي بنهر الكونغو، ويشكل الأوبانجي وأحد روافد نهر مبومو معظم حدود البلاد مع زائير. تتمتع البلاد بمناخ معتدل بعض الشيء، ويعود هذا بصفة رئيسية إلى ارتفاعها، ويبلغ متوسط درجة الحرارة 27°م. تحصل البلاد على 80سم من الأمطار سنويًا في الشمال وحوالي 160سم في الجنوب. ويمتد موسم الأمطار من يونيو إلى أكتوبر في معظم أنحاء البلاد. وفي الجنوب الغربي تهطل أمطار غزيرة طوال العام.

الاقتصاد:

جمهورية إفريقيا الوسطى ليس لها منفذ نحو البحر، ولا توجد بها خطوط سكك حديدية، ومعظم الطرق غير سالكة خلال موسم الأمطار. ويتمثل الإنتاج الزراعي بها في البن والقطن ومشتقات المطاط للتصدير. ويعد تعدين الماس الصناعة التعدينية الوحيدة. ويربي عدد قليل من المزارعين الماشية في المناطق التي لا توجد فيها ذبابة التسي تسي. وتنشر هذه الذبابة مرض النوم الإفريقي. ★ تَصَفح: التسي تسي، ذبابة. وفي مجال الصناعة، توجد مصانع قليلة في جمهورية إفريقيا الوسطى من بينها مصنع للنسيج.

تعد الأنهار أهم خطوط النقل، وتستطيع البواخر الإبحار على نهر أوبانجي على مدار العام من بانغي إلى برازافيل في الكونغو، ثم تنقل الصادرات من برازافيل بالسكك الحديدية إلى ميناء جوانت نوار. وفي بانغي مطار دولي، وهناك مطارات في بامباري وبورا وعدد من المدن.

نبذة تاريخية :

كان معظم السكان قبل مجيء الأوروبيين في القرن التاسع عشر الميلادي يعيشون في مجتمعات محلية صغيرة. أحدثت تجارة الرقيق في القرن التاسع عشر الميلادي اضطرابًا في معظم أنحاء المنطقة. وفي عام 1889م، أنشأت فرنسا مخفرًا أماميًا خارج بانغي لمراقبة تجارة الرقيق. وفي عام 1894م، أنشأت إقليم أوبانجي ـ شاري، ثم ألحقته في عام 1910م بما يعرف الآن بتشاد والكونغو والجابون لتكون إفريقيا الاستوائية الفرنسية.

وفي عام 1946م، أنشأت فرنسا برلمانًا محلياً في أوبانجي- شاري، ويمثل أعضاؤه المنتخبون البلاد في البرلمان الفرنسي. وفي عام 1958م، حصلت البلاد على الحكم الذاتي الداخلي حيث عرفت بجمهورية إفريقيا الوسطى، وأصبحت عضوًا في الجماعة الفرنسية، وهو تنظيم يربط فرنسا بأقاليمها خارج حدودها. ونالت البلاد استقلالها التام في 13 أغسطس 1960م. وفي عام 1959م لقي بارثليمي بوجندا، الزعيم السياسي وأول رئيس للوزراء في جمهورية إفريقيا مصرعه في حادث تحطم طائرة. وخلفه ابن شقيقه ديفيد داكو، الذي أصبح في 1960م أول رئيس للبلاد.

أصبحت البلاد في عام 1962م دولة ذات حزب واحد. وفي عام 1964م، انتخب داكو رئيسًا لمدة سبعة أعوام. وفي عام 1966م، أطاح ضباط من الجيش بحكومته، وأصبح قائد الجيش جان بيدل بوكاسا رئيسًا. وفي عام 1972م، أصبح بوكاسا رئيسًا مدى الحياة. وفي عام 1976م، توج بوكاسا نفسه إمبراطورًا وغير اسم البلاد إلى إمبراطورية إفريقيا الوسطى. وفي عام 1979م، أطاح مؤيدو داكو ببوكاسا، وأعادوا داكو رئيسًا مرة أخرى. وأعيد أيضًا تغيير اسم البلاد إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، وعلى إثر ذلك، ذهب بوكاسا ليعيش في المنفى بفرنسا. وفي عام 1981م، أصبحت البلاد دولة متعددة الأحزاب مرة أخرى، وانتخب داكو رئيسًا. وفي سبتمبر 1981م، أطاح ضباط من الجيش مرة ثانية بداكو واستولوا على الحكم، وحظرت الحكومة العسكرية الجديدة جميع الأحزاب السياسية. وفي عام 1992م، رفعت الحكومة الحظر عن الأحزاب السياسية. وفي عام 1993م، أجريت انتخابات رئاسية وأصبح أنجي فيلكس باتاسي رئيسًا للبلاد.

في عام 1986م، عاد بوكاسا إلى جمهورية إفريقيا الوسطى ولكن الحكومة اتهمته بارتكاب جرائم عديدة خلال فترة حكمه، بما في ذلك القتل والتعذيب. وفي عام 1987م، أدانت إحدى المحاكم بوكاسا بالاختلاس والتورط في العديد من أعمال القتل، وحُكم عليه بالإعدام، استأنف بوكاسا ضد قرار الإدانة ورفض استئنافه، ولكن في عام 1987م خفف الحكم إلى السجن مدى الحياة، وأفرج عنه عام 1993م. وفي منتصف تسعينيات القرن العشرين، ثار متمردون من الجيش على حكومة الرئيس باتاسي عدة مرات. قتل مئات المواطنين وشرد الآلاف غيرهم خلال المعارك بين المتمردين والقوات الموالية للرئيس. أنهت إتفاقية وقف النار التي تم توقيعها عام 1997م، حالة الحرب بين المتمردين والحكومة. وفي عام 1999م، تم إعادة انتخاب باتاسي لفترة رئاسية أخرى. وفي سبتمبر 2003م، أطاح انقلاب عسكري بالرئيس باتاسي عندما كان يحضر فعاليات قمة دول الساحل والصحراء في النيجر. لجأ باتاسي إلى الكاميرون واتخذ من أحد فنادق مدينة ياوندي سكناً له.

★ تَصَفح أيضًا: الأوبانجي، نهر ؛ بانغي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية