الرئيسيةبحث

الرقابة ( Censorship )



الرقابةالتحكم فيما يسمح للأشخاص بقوله أو سماعه، أو كتابته، أو قراءته، أو رؤيته أو فعله. ويأتي مثل هذا النمط من التحكم عادة من الحكومة، أو من أشكال متنوعة من الجماعات الخاصة. ويمكن للرقابة أن تؤثر على حرية الكتب والصحف والمجلات والأفلام وبرامج الإذاعة والتلفاز وعلى مايلقى من خطب. كما يمكن أن يمتد تأثيرها أيضاً إلى الموسيقى والرسم والنحت وغيرها من الفنون.

ويبدو أن كل المجتمعات بما فيها المجتمعات الديمقراطية قد استخدمت نوعاً من أنواع الرقابة متى ما شعر حكامها بفائدة الرقابة على شعوبهم أو على أنفسهم. غير أن المغالاة في تشديد الرقابة على حرية التعبير والإعلام تتجلى في ظل الحكم الاستبدادي وفي زمن الحروب.

هناك أربعة أنماط رئيسية للرقابة: 1ـ أخلاقية، 2ـ عسكرية، 3ـ سياسية، 4ـ دينية.

الرقابة الأخلاقية:

أكثر أنواع الرقابة شيوعًا في الوقت الحاضر. إذ تحاول العديد من الحكومات، أو الجماعات أن تحافظ على القيم الأخلاقية وذلك بالحيلولة دون إطلاع الناس على قيم أخرى أو اتِّباعها. وقد تنجم الرقابة الأخلاقية عن اعتقاد بعض الناس بامتلاكهم الحق في فرض قيمهم على الآخرين. كما يمكن أن تبرز إذا ما اعتقدت الغالبية العظمى في دولة ما، أن على الحكومة تعزيز بعض المبادئ الأخلاقية. وتمتلك دول عديدة قوانين تتعلق بالآداب العامة وما ينافيها من أعمال.

الرقابة العسكرية:

في زمن الحروب، يمكن لخطط المعارك، وبرامج تحرك القوات والمعطيات المتعلقة بالأسلحة وغيرها من المعلومات أن تساعد العدو. ولهذا تمتلك القوات المسلحة في كل بلد عدداً من المراقبين ممن يقومون بقراءة الرسائل التي يرسلها أو يتلقاها العاملون في الخدمة العسكرية. ويحذف المراقب أو يطمس أية معلومات يمكن أن يستفيد منها العدو. كما يمكن للسلطات العسكرية أن تحجب معلومات عن الصحافة لأسباب أمنية. وتقوم أجهزة الإعلام في بعض الدول، كالصحافة والإذاعة والتلفاز بممارسة رقابة طوعية على نفسها وقت الحروب، كما تمارس معظم الدول نوعاً من الرقابة العسكرية في زمن السلم أيضًا.

الرقابة السياسية:

تمارسها الحكومات حيث تمنع أنواع التعبير التي لاتصادق عليها الدولة. على سبيل المثال، مارست حكومة المملكة المتحدة الرقابة السياسية أثناء الحرب العالمية الثانية. ومثال ذلك الاتحاد السوفييتي (سابقًا) ورقابته السياسية. ★ تَصَفح: الروسي، الأدب.

لاتسمح الديمقراطيات بالرقابة السياسية بشكل رسمي، إلا أن العديد من الحكومات الديمقراطية تحاول عدم تشجيع التعبير عن بعض الأفكار الراديكالية المتطرفة. مثال ذلك القوانين المختلفة التي تمنع الخطب أو الكتابات التي يمكن لها أن تثير العنف والشغب. وتمارس العديد من الحكومات الديمقراطية الرقابة السياسية، لاعتقادها أن انتقاد الحكومة ومعارضة الحرب تخدم العدو.

الرقابة الدينية:

تبرز في بعض الدول حيث تُؤْثر الدولة نِحلة، أو اتجاهًا معينًا، أو حيث يكون الشعور العام الديني عارمًا. عندها قد يقوم من يمسك بزمام السلطة بفرض الرقابة على أفكار وممارسات النِّحل الأخرى. فأسبانيا مثلاً، التي ينتمي معظم سكانها إلى الكنيسة الكاثوليكية، منعت عبر تاريخها الطويل المسلمين والنّصارى البروتستانت من ممارسة شعائرهم الدينية علنًا. إلا أن الحكومة الأسبانية رفعت هذا الحظر عام 1967م.

أساليب الرقابة:

هناك نوعان رئيسيان من أساليب الرقابة: رسمي وغير رسمي. تفرض الرقابة الرسمية عندما يُطبق المسؤولون الحكوميون القانون بقصد التحكم في حرية التعبير. أما الرقابة غير الرسمية، فتبرز في حال غياب قانون محدد يعالج جُرمًا ما. وقد يتصرف المسؤولون بشكل غير رسمي نتيجة ضغط جماعة خاصة عليهم، بهدف منع أمر ما لاتحبذه هذه الجماعة. كذلك قد تمارس بعض الجماعات أيضًا الضغط على الشركات المختلفة، وذلك بتهديدها لها بمقاطعة بضائعها. وهناك عدد من الجهات، بما فيها صناعة الأفلام السينمائية والتلفازية التي تفرض الرقابة الذاتية على نفسها رغبة في تجنب السخط العام، غير أن المعايير قد تردّت في الغرب منذ الخمسينيات من القرن العشرين.

وتُفرض الرقابة قبل أو بعد طرح شيء ما للجمهور. ولدى التدقيق في المادة المعروضة قبل طرحها، يمكن للمسؤولين الموافقة عليها أو رفضها، أو قبولها مع بعض التعديل. ويمكن للمراقبين أيضاً أن يتخذوا موقفًا مخالفًا من كتاب ما، أو مجلة، أو فيلم بعد طرحه في السوق. ويمكن لمراكز خدمة البريد أن ترفض إيصال بريد غير مرغوب فيه، كما يمكن لمصلحة الجمارك أن تمنع استيراد بعض المواد.

★ تَصَفح أيضًا: الحرية ؛ الحرية الدينية ؛ حرية التعبير ؛ حرية الصحافة ؛ صناعة السينما.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية