الرئيسيةبحث

سلاح الخيالة ( Cavalry )


هجوم سلاح الخيالة كان أحد النظم (التكتيكات) العسكرية المهمة التي اعتمدت على السرعة والمباغتة للتمكن من هزيمة القوات المعادية. درجت الولايات المتحدة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر على استخدام سلاح الخيالة في حروبها ضد الهنود الحمر عند الحدود الغربية.
سلاح الخيَّالة وحدة من الجنود تحارب على ظهر الخيل. شُكِّلت هذه القوات الواسعة النطاق الضاربة السريعة جزءآً مهمًا في العديد من الجيوش في العصور القديمة حتى مطلع القرن العشرين. وتسمى أيضًا سلاح الفرسان. بحلول ذلك الوقت كان قد تم تطوير المدافع والبنادق الآلية والأسلحة النارية المتقدمة التي أصبح في مقدورها تدمير وحدات كاملة من الخيّالة ولذلك فقد تم الاستغناء عن تلك الفرق الراكبة.

قام الخيّالة بعدد آخر من الواجبات خلال فترات الحروب في ميدان القتال بالإضافة إلى القتال. فكانوا يقومون بنقل الرسائل بين معسكرات الجيش، وبمرافقة الجيش بصفة عامة وبأعمال الاستكشاف والاستطلاع على مواقع الأعداء، ومساعدة الجيش في تحركه بالقيام بغارات استطلاعية تربك حركة الأعداء وتعوق تقدمهم.

اعتمد قدماء الآشوريين والمقدونيين والفرس والساسانيين اعتمادًا كبيرًا على الخيالة كما فعل الرومان في القرن الرابع الميلادي. اشتهر فرسان العصور الوسطى بشجاعتهم وإقدامهم وبسالتهم ونبلهم ولكن الدروع الثقيلة التي كانت تحمي الخيل وراكبيها كانت تحدّ من السرعة والحركة وبالتالي من فعالية الفرسان.

كان هجوم الخيالة أو سلاح الفرسان تكتيكًا عسكريًا مهمًا يعكس السرعة لمباغتة قوات العدو. استُخدم الخيّالة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي بصورة واسعة في هجوم الفرق العسكرية الأمريكية ضد الهنود في الجبهات الغربية.

بلغت الخيّالة أوج فعاليتها خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، وذلك بتطور هجوم الخيالة السريع. استخدمت الجيوش الأوروبية هذا التكتيك العسكري استخدامًا كاملاً في تلك الفترة خاصة الجيش البروسي تحت قيادة فريدريك الأكبر، والجيش الفرنسي تحت قيادة نابليون الأول، وكانت هجمات الخيالة عادة ما تؤدي إلى تحطيم خطوط العدو. وتجبر القوات المعارضة على الهرب باستخدام عاملي المباغتة والسرعة. وكان السلاح المفضل لدى الخيالة السيف الضالع وهوسيف منحنٍ له حدٌّ واحد، صُمِّمَ خصيصًا لاستخدامه على ظهر الخيل.

يُعَدُّ هجوم الفرقة البريطانية الخفيفة في معركة بالاكلاوا من أشهر هجمات الخيالة، وقد حدث في عام 1854م خلال حرب القرم. ونتيجة لتقدير خاطئ حملت الفرقة البريطانية مباشرة على المدافع الروسية مما عرَّضها لخسائر فادحة.

أضحت الخيالة عنصرًا رئيسيًا في الحرب في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب الأهلية (1861 - 1865م)، واستُخدمت الخيّالة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي استخدامًا واسعًا في القتال ضد الهنود في جبهات القتال في الغرب.

أدى انتشار استخدام المدافع والبنادق الآلية والأسلحة الشّبيهة خلال الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918م إلى أن تفقد الخيّالة فعاليتها وإلى تعرُّضها للخسائر. أصبحت الوحدات الميكانيكية والمدرعة تقوم بالتكتيكات العسكرية التي كان يقوم بها الخيّالة سابقًا، وقد أطلق على مثل هذه الوحدات في بعض الأحيان الخيّالة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية