كارتر، جيمي ( Carter, Jimmy )
كارتر، جيمي (1924م - ). رجل دولة أمريكي تولى رئاسة الولايات المتحدة من عام 1977 إلى 1981م. ولم يكن كارتر معروفًا خارج ولايته جورجيا، عندما بدأ حملته الانتخابية لمنصب الرئيس. وكان ارتقاؤه للشهرة على المستوى القومي مثيرًا للإعجاب. غير أن فشله في التعامل بفعالية مع مشكلات، مثل ارتفاع معدلات التضخم والبطالة أسهمت في هزيمته الساحقة في الانتخابات الرئاسية في عام 1980م أمام رونالد ريجان.
ولد جيمس إيرل كارتر الابن في بلينز بولاية جورجيا الأمريكية، وتخرج في أكاديمية الولايات المتحدة البحرية في عام 1946م. وفي عام 1953م، استقال كارتر من البحرية وعاد إ لى بلينز لإدارة شركة فول سوداني تابعة لعائلته. وتم انتخاب كارتر حاكمًا لولاية جورجيا في عام 1970م.
ينتمي كارتر إلى الحزب الديمقراطي. تم انتخابه رئيسًا له في عام 1976م، ولفت أنظار العالم في عام 1977م عندما أبدى تأييدًا قويًا لحقوق الإنسان. حدَّ كارتر أو حظر تمامًا المساعدات الأمريكية لبعض الدول التي رأى أنها تنتهك هذه الحقوق. وفي عام 1978م، حقق كارتر أهم أهدافه على صعيد السياسة الخارجية من خلال إجازة معاهدتين تتعلقان بقناة بنما من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي. وتمنح إحدى الاتفاقيتين بنما السيطرة على القناة بنهاية عام 1999م. وأسهم كارتر في عام 1978م أيضًا في إعداد اتفاقية بين مصر وإسرائيل أدت في النهاية إلى توقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين البلدين.
وفي أواخر عام 1979م وأوائل 1980م، اجتاح الاتحاد السوفييتي أفغانستان، وبمناشدة من كارتر، قاطعت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى دورة الألعاب الأوليمبية في موسكو في عام 1980م احتجاجا على التصرف السوفييتي.
ولعل أخطر أزمة سياسية خارجية واجهها كارتر كرئيس، هي تلك التي بدأت في نوفمبر 1979م عندما احتل الثوار الإيرانيون السفارة الأمريكية في طهران عاصمة إيران، واحتجزوا مجموعة من الأمريكيين معظمهم من موظفي السفارة، كرهائن. حاول كارتر ممارسة ضغوط من أجل إخلاء سبيل الرهائن من خلال حظر الاستيراد من إيران، وقطع العلاقات الدبلوماسية. وفي أبريل 1980م حاولت فرقة إنقاذ أمريكية مسلحة تحرير الرهائن، ولكنها أخفقت. وأخيرًا أخلى الإيرانيون سبيل الأمريكيين في اليوم الذي ترك فيه كارتر منصبه في 20يناير 1981م.
وبعد خروجه من البيت الأبيض راقب كارتر سير العمليات الانتخابية في عدد من الدول النامية. وفي عام 1994م طار إلى كوريا الشمالية للتخفيف من حدة التوتر الذي نشأ بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية بعدما دارت شكوك أمريكية حول إنتاج كوريا الشمالية لأسلحة نووية. وفي العام نفسه نجح في إعادة رئيس هاييتي إلى منصبه بعد أن طردته بعض قيادات الجيش واستولوا على السلطة في هاييتي. وفي نهاية تسعينيات القرن العشرين كان كارتر متواجداً في المفاوضات بين الحكومة السودانية وقوات الحركة الشعبية المناوئة للحكومة.