كيب فيرد ( Cape Verde )
كيـــب فيـــرد (جزر الراس الأخضر) |
بلغ تعداد سكان كيب فيرد حوالي 448,000 نسمة عام 2000م وتبلغ مساحة أراضيه الإجمالية 4,033كم² وتُعد جزيرة ساو تياجو أكبر جزر هذا البلد وتغطي مساحتها 992كم² وتُعد سانتو أنتاو ثانيتها، تليها جزيرة بووا فيستا، وفوجو، ثم ساو نيكولو ومييو وساو فيسنت وسال وبرافا ثم جزيرة سانتا لوزيا. والجدير بالذكر أن جزيرة سانتا لوزيا والجزر الخمس الأخرى غير مأهولة بالسكان.
وتقع مدينة برايا وهي عاصمة كيب فيرد وكبرى المدن في جزيرة ساو تياجو ويبلغ تعداد سكانها حوالي 62,000 نسمة كما أنها مرفأ ومركز تجاري مهم. حكم البرتغاليون هذه الجزر من ستينيات القرن الخامس عشر إلى عام 1975م وهو العام الذي حصلت فيه هذه الجزر على استقلالها.
نظام الحكم:
كيب فيرد بلد جمهوري ينتخب فيه الشعب أعضاء المجلس التشريعي البالغ عددهم 79 عضوا ويُسمى المجلس مجلس الشعب الوطني. ويقوم هذا المجلس بدوره باختيار رئيس الوزراء. يترأس رئيس الوزراء الحكومة ويعين مجلس الوزراء الذي يتكون من عشرة أعضاء. ويشغل الرئيس منصب رئيس الدولة ويتم انتخابه بوساطة الشعب. ويشغل أعضاء المجلس التشريعي ورئيس الوزراء ورئيس الدولة وظائفهم لفترة خمس سنوات. يوجد في كيب فيرد حزبان سياسيان يُدعى الأول الحزب الإفريقي لاستقلال كيب فيرد والثاني: حركة إقرار الديمقراطية. وكان للحزب الأول علاقات مع حزب (بي. أي. جي. سي) التابع لغينيا بيساو وهي بلد إفريقي يقع إلى الجنوب الشرقي من كيب فيرد.السكان:
ينحدرحوالي 70% من سكان كيب فيرد من أصول إفريقية وبرتغالية مختلطة، كما يشكل الأفارقة السود بقية السكان. ومستوى المعيشة في كيب فيرد منخفض لحد كبير، إذ إن العديد من السكان لايستطيعون إيجاد فرص العمل لكسب معيشتهم.تمد الصناعات الرئيسية في البلاد (ومعظمها في مجال الزراعة وصيد الأسماك) العمال بدخل زهيد. وعانت البلاد من المجاعة مرارا ولسنوات عديدة كما يعاني معظم السكان من أمراض سوء التغذية. ومنذ منتصف القرن العشرين ومئات الألوف من السكان يهاجرون إلى البرازيل والبرتغال والولايات المتحدة الأمريكية وإلى بلدان أخرى.
يتحدث معظم سكان كيب فيرد اللغة الكريولية التي تستند أصلاً إلى اللغة البرتغالية القديمة، كما يتحدثون لغات إفريقية مختلفة. ويعتنق معظم السكان الديانة النصرانية وبالتحديد الكاثوليكية، غير أن أعدادا كبيرة منهم لاتزال على الوثنية.
يوجد في كيب فيرد حوالي 500 مدرسة ابتدائية إضافة إلى العديد من المدارس الثانوية والفنية. ويشكل السكان الذين هم فوق سن الرابعة عشرة، الذين يستطيعون القراءة والكتابة حوالي 63% من جملة السكان.
منديلو ثاني أكبر مدينة بكيب فيرد، وتقع في جزيرة ساوفيسنت. يغطي الرماد البركاني معظم الأراضي الجبلية الوعرة مما يجعل زراعة المحاصيل أمرًا صعبًا. |
طبيعة الأرض والمناخ:
شكلت الانفجارات البركانية (التي حدثت قبل مابين 2,5 مليون إلى 65 مليون سنة) معظم جزر كيب فيرد، والبركان الوحيد الذي لايزال نشطًا موجود في جزيرة فوجو. ومعظم أراضي هذه الجزر أرض وعرة وجبلية، وفيها الصخور المرتفعة على طول الشريط الساحلي.يكون الطقس في كيب فيرد حاراً والمناخ جافًا، حيث يتراوح معدل درجة الحرارة بين 20°م و 25°م. ويتسبب النقص المتواصل في هطول الأمطار في شدة جفاف الأرض لدرجة تجعلها غير صالحة إلى حد كبير في مجال الزراعة.
الاقتصاد:
تعتبر كيب فيرد بلدا متخلفاً اقتصادياً وتشكل الزراعة النشاط الاقتصادي الرئيسي في البلاد، إلا أن معظم الأراضي جافة جدا لاتصلح للزراعة. وتسبب الجفاف منذ أواخر الستينيات من القرن العشرين الميلادي في انخفاض في إنتاج المحاصيل الزراعية قدر بحوالي 90% كما أودى بحياة معظم ماشية البلاد. وتشتمل محاصيل كيب فيرد الزراعية الرئيسية على البن وقصب السكر والموز والبقوليات والذرة والطماطم.عملت حكومة كيب فيرد خلال القرن العشرين على تطوير صناعة صيد الأسماك. والجدير بالذكر أن سمك التونة وسرطان البحر يشكلان نسبة كبيرة من ثروة الصيد البحري في البلاد. وتنتج صناعة المناجم في كيب فيرد الملح والبوزيولانا وهو حجر صخري يستخدم في صناعة الإسمنت، وتصدر هاتان المادتان إلى الخارج.
حصلت كيب فيرد على استقلالها عام 1975م وتعتمد إلى حد كبير على البرتغال في دعم اقتصادها. ومنذ عام الاستقلال وكيب فيرد تحصل على دعم من المواد الغذائية من الأمم المتحدة، كما تحصل على مساعدات مالية من دول مختلفة أخرى.
يوجد في كيب فيرد ثلاث محطات إذاعية كما يوجد بها صحيفتان رسميتان. وتوجد فيها طرق معبدة يبلغ طولها 1480كم، وليس بها سكك حديدية، وتعمل القوارب بين الجزر على نحو غير منتظم. وفي جزيرة سال مطار كما يوجد في العديد من الجزر الأخرى مدرجات طويلة وضيقة لهبوط الطائرات.
نبذة تاريخية:
اكتشف المكتشفون البرتغاليون جزر كيب فيرد (التي لم تكن مأهولة بالسكان) في عام 1460م. وبدأ البرتغاليون باستيطان تلك الجزر بعد عامين من اكتشافها. وقاموا بزراعة القطن وأشجار الفواكه وقصب السكر كما أسروا أفارقة من البلاد الإفريقية الأخرى للعمل في زراعة الأرض.وخلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين ظهرت تجارة الرقيق في كيب فيرد على أنها أهم نشاط تجاري فيها، وعلى أثر ذلك ازدهرت تلك الجزر، وتعلم الرقيق أمور الزراعة هناك قبل نقلهم بالسفن إلى أماكن أخرى. وفي نهايات القرن السابع عشر الميلادي تردت تجارة الرقيق وانتهى عصر نشاطها. وفي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي تحسنت الأحوال الاقتصادية قليلاً وذلك عندما أصبحت مدينة منديلو ميناء مهما لتزويد السفن العابرة إلى المحيط الأطلسي بالوقود.
حكم البرتغاليون كيب فيرد كما حكموا ما يسمى الآن بغينيا بيساو تحت ظل حكومة واحدة حتى عام 1879م، إلى أن أصبحت كل منهما مستعمرة برتغالية منفصلة. وتحولت كيب فيرد في عام 1951م لتصبح أحد أقاليم البرتغال وراء البحار، كان أهالي كيب فيرد يشاركون بنصيب أكبر في نظام الحكم، ناضلت الجبهة الإفريقية لتحرير غينيا بيساو وكيب فيرد للإطاحة بالحكم البرتغالي. دام نضالها منذ منتصف خمسينيات القرن العشرين وحتى عام 1975م، حين حصلت كيب فيرد على استقلالها، كما حصلت غينيا بيساو على استقلالها عام 1974م. أجرت كيب فيرد وغينيا بيساو خلال سنوات سبعينيات القرن العشرين مباحثات لتوحيد البلدين تحت ظل حكومة واحدة. وفي السنوات الأولى من الثمانينيات أدّى اختلاف وجهات النظر بين البلدين إلى إنهاء المباحثات.
حكم الحزب الإفريقي لتحرير كيب فيرد البلاد بشكل مستمر حتى السابع عشر من شهر فبراير عام 1991م، حيث أجريت انتخابات رئاسية أسفرت عن هزيمة هذا الحزب الذي كان يتزعمه الرئيس أرستيدس ماريا بيريرا. فاز حزب حركة إقرار الديمقراطية بزعامة أنطونيو ماسكارينهاس بهذه الانتخابات بنسبة 73,5% من الأصوات. والجدير بالذكر أن أنطونيو كان قاضياً سابقاً بالمحكمة العليا. واحتفظ حزب إقرار الديمقراطية بالسلطة بعد انتخابات عام 1995م.