مجلس الوزراء ( Cabinet )
 |
مجلس وزراء الحرب حكم المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية. يجلس ونستون تشرتشل (الرابع من اليمين) وكان رئيسًا للوزراء. |
وفي البلدان ذات أنظمة الحكم الشبيهة، يكون أعضاء مجلس الوزراء بعامة أعضاء في أحد مجلسي البرلمان. ★ تَصَفح: البرلمان.
ظهر تعبير مجلس الوزراء لأول مرة في بريطانيا، وأطلق على لجنة تدير شؤون الحكومة. وغدا هذا الشكل من الحكم يعرف تدريجيًا على أنه الحكم عن طريق مجلس الوزراء. وفي نظام الحكم عن طريق مجلس الوزراء، يكون معظم الوزراء أعضاء منتخبين في البرلمان الوطني. وقد تبنّى العديد من البلدان فيما بعد نظام الحكم من خلال مجلس الوزراء، وخاصة البلدان في منظمة دول الكومنولث. وفي بعض البلدان، مثل الهند، هناك مجلس وزراء مسؤول عن إدارة شؤون البلاد بمجموعها، ومجلس وزراء لكل ولاية في البلاد يسيّر شؤون الحكم داخل الولاية نفسها.
وفي الولايات المتحدة، يعقد الرئيس اجتماعات منتظمة مع مجموعة من المسؤولين يطلق عليهم اسم مجلس الوزراء، ولكن مجلس الوزراء هذا لا يمارس دورًا مركزيًا في تسيير شؤون الحكم أو إقرار السياسة، وأعضاؤه ليسوا أعضاء في المجلس التشريعي.
نظام مجلس الوزراء:
يسمى نظام الحكم عن طريق مجلس الوزراء غالبًا، نظام الحكم البرلماني. ويكون المسؤولون الذين يُوجِّهون العمل التنفيذي للحكومة مسؤولين مباشرة أمام البرلمان (المجلس التشريعي).ويُعيِّن رئيس الدولة، سواء أكان ملكًا أم ملكة أم رئيسًا، رئيس الوزراء من بين أعضاء البرلمان. ويمارس رئيس الوزراء السلطة التنفيذية في الحكومة. ★ تَصَفح: رئيس الوزراء. ويساعد مستشارو رئيس الوزراء في تشكيل الوزارة. وإذا ما حصل حزب ما على الأغلبية عادة، يصبح زعيم ذلك الحزب رئيسًا للوزراء. ويختار رئيس الوزراء أعضاء حزبه ليرأسوا الدوائر الحكومية. ويتكون مجلس الوزراء من الوزراء الرئيسيين المسؤولين عن الدوائر الحكومية الكبيرة، بينما لا يكون الوزراء الأقل أهمية أعضاءً في مجلس الوزراء. وإذا لم يحصل أحد الأحزاب على الأغلبية، يقوم الملك أو الرئيس باختيار شخص يمكنه أن يشكل ائتلافًا من مجموعة من الأحزاب. ★ تَصَفح: الائتلاف. ويقوم رئيس الوزراء بتشكيل حكومة ائتلافية توزع فيها الوزارات على الأحزاب المشاركة في الائتلاف بحيث يضمن مجلس الوزراء الحصول على مساندة الأغلبية في البرلمان.
ويستقيل مجلس الوزراء بمجموعه إذا فقد مساندة البرلمان. فعلى سبيل المثال، قد يرفض البرلمان الموافقة على برنامج يعتبره رئيس الوزراء مهمًا، أو قد يُصوِّت على عدم الثقة بمجلس الوزراء. وفي كلتا الحالتين، يقدِّم مجلس الوزراء استقالته. ويقوم رئيس الوزراء أو نائبه في المنصب بتشكيل مجلس وزراء جديد يحظى بمساندة البرلمان. ومعظم دول الكومنولث ودول أوروبا تعتمد نظام الحكم من خلال مجلس الوزراء.
ينبغي على الوزير الذي لا يوافق على السياسة التي يقرها مجلس الوزراء، ولا ينوي دعم هذه السياسة أن يقدِّم استقالته. وهذه الاستقالة ضرورية وفق مبدأ للحكم يُعْرف باسم المسؤولية الجماعية. وبمقتضى هذا المبدأ، فإن كل وزير مسؤول عن عمل وزارته وأدائها، ولكن جميع أعضاء مجلس الوزراء يدعم بعضهم بعضًا ويشتركون في المسؤولية. ولا يستطيع أعضاء مجلس الوزراء دعم أي وزير إلا إذا تصرّف بمقتضى السياسة العامة لمجلس الوزراء. ونتيجة لذلك، يجب على كل وزير، عندما يقرر مجلس الوزراء سياسة ما، أن يدعم هذه السياسة حتى لو كان رأيه حولها مخالفًا لرأي المجلس.
نبذة تاريخية:
ظهرت فكرة مجلس الوزراء أول ما ظهرت في بريطانيا باعتباره لجنة سرية تابعة لمجلس الملك الذي أُسِّس في إنجلترا في القرن الثالث عشر الميلادي.كان الملك تشارلز الثاني، الذي حكم بين عامي 1660 و1685م، يثق بقلة من مستشاريه الخمسين الذين يؤلفون مجلس شورى الملك. ولهذا السبب، شكل مجلسًا من المقربين من حوالي خمسة أعضاء سُمي العصبة التآمرية. وانطلق نظام الحكم عن طريق مجلس الوزراء من فكرة العصبة التآمرية. ولم يكن الملك جورج الأول، الذي حكم بين عامي 1714 و 1727م يحضر اجتماعات مجلس شورى الملك، ولذلك بدأ مجلس الوزراء يتخذ القرارات بنفسه، وغدا رئيسه يعرف باسم رئيس الوزراء أو الوزير الأول. ومن بَعْدُ، لم يعد مجلس الملك يجتمع بكامل أعضائه إلا في المناسبات الاحتفالية. ومع تطوُّر النظام السياسي الحزبي في بريطانيا في القرن التاسع عشر، ظهر مجلس الوزراء بصفته السلطة التنفيذية في الدولة.
★ تَصَفح أيضًا: الحكومة.